إيران تنهب حصة مياه العراق وتواجه العطش

حكومة الكاظمي تلوح باللجوء إلى المجتمع الدولي بعد القطع الكامل جانباز: 20% من سكان العاصمة يستهلكون مياها أكثر من المعتاد إيران تتراجع للمرتبة الـ131 في العالم من حيث إدارة الموارد المائية كوثر: النظام الإيراني وراء الأزمة التي نعيشها منذ ثورة الخميني كلانتري: طهران وصلت إلى الشح المائي والوضع ينذر بحرب
حكومة الكاظمي تلوح باللجوء إلى المجتمع الدولي بعد القطع الكامل جانباز: 20% من سكان العاصمة يستهلكون مياها أكثر من المعتاد إيران تتراجع للمرتبة الـ131 في العالم من حيث إدارة الموارد المائية كوثر: النظام الإيراني وراء الأزمة التي نعيشها منذ ثورة الخميني كلانتري: طهران وصلت إلى الشح المائي والوضع ينذر بحرب

الاثنين - 12 يوليو 2021

Mon - 12 Jul 2021

فيما تعاني أكثر من 12 ألف قرية إيرانية من العطش، اتهم العراق النظام الإيراني بنهب حصته من المياه، وهدد باللجوء إلى المجتمع الدولي وتقديم شكوى رسمية، بعد انقطاع المياه بشكل كامل عن العراق.

ورغم استمرار الاعتداء الإيراني على نصيب العراق من المياه، إلا أن الكثير من المناطق الإيرانية تواجه مصيرا مجهولا بعد أن زادت معاناتها في توفير مياه الشرب وري الزراعة، وبات واضحا أن الفساد الكبير الذي يسيطر على نظام طهران منذ 42 عاما، جعل واحدة من أكبر البلاد الغنية بالمياه الطبيعية تعاني وتدخل المنحنى الخطر.

ومع حرارة الصيف المرتفعة وارتفاع استهلاك المياه وانخفاض منسوب الأمطار وتراجع رصيد المياه الجوفية في العام الأكثر جفافا منذ 50 سنة، تشير تقديرات إلى أن إيران مقبلة على «أزمة نقص مياه» قد تتحول لـ»حرب مدن» تهدد أوصال البلاد، في حال استمرارها، مما يجعلها أحد أسخن الملفات أمام الرئيس الجديد.

شكوى عراقية

ويشكو العراق من الاعتداءات الإيرانية المتكررة على المياه، ويقول وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني إن «الإطلاقات المائية من إيران بلغت صفرا»، فيما أشار إلى «اتخاذ حلول لتخفيف ضرر شح المياه في محافظة ديالى» شرق العراق، حيث تتحكم طهران في سريان المياه بأنهار سيروان والكارون والكرخة، التي تمد مناطق شرق العراق بالمياه العذبة.

وقال الحمداني في تصريح لقناة العراقية الإخبارية، إن المياه التي تصل العراق من إيران «أصبحت صفرا»، ملمحا إلى «اللجوء للمجتمع الدولي من أجل تقاسم الضرر وإطلاق حصة العراق المائية حسب المواثيق الدولية».

ولفت إلى «اتخاذ حلول لتخفيف الضرر في ديالى بسبب شح المياه»، مضيفا «الخزين المائي جيد لتأمين الخطة الصيفية والشتوية ومياه الشرب».

اعتداءات متكررة

ولا تتوقف السلطات العراقية عن الشكوى ومطالبة طهران بعدم الاعتداء على المياه العراقية، وفي هذا السياق ما أعلنته وزارة الموارد المائية العراقية في وقت سابق من أنها سجلت انخفاضا كبيرا في كميات المياه الواردة من الأراضي الإيرانية، داعية المسؤولين الإيرانيين إلى عدم إلحاق الضرر بشريحة واسعة من العراقيين.

وذكرت الوزارة العراقية في بيان لها، أن «محطات الرصد الواقعة على نهر سيروان مقدم سد دربندخان، وعلى فروع نهر الزاب الأسفل مقدم سد دوكان، سجلت انخفاضا كبيرا في كميات المياه الواردة من الأراضي الإيرانية».

حرب مياه

وتابع الحمداني «تحدثنا مع إيران وتركيا للاتفاق على بروتوكول تقاسم المياه، إلا أننا لم نحصل على إجابة حتى الآن»، مضيفا أنه «لا يمكن أن تبقى الأمور من دون اتفاق بشأن الإطلاقات المائية مع الدول المتشاطئة».

وفيما شدد وزير الموارد المائية أن «الأزمة ستتفاقم في محافظة ديالى إذا استمرت إيران بقطع المياه عن أنهار سيروان والكارون والكرخة»، شهدت مدن إيرانية في الأحواز وكرمنشاه وسيستان وبلوشتان وأصفهان وأردبيل، احتجاجات واسعة من قبل المزارعين على نقص المياه، الأمر الذي يهدد الأراضي الزراعية بالبوار.

منع الأرز

ووفقا لقناة (سكاي نيوز عربية) أصدرت السلطات الإيرانية قرارا، يمنع زراعة محاصيل تستهلك الكثير من المياه كمحصول الأرز، في مناطق عدة منها الأحواز، وحذر وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان، من أن بلاده ستواجه الصيف الجاري أكثر فصول الصيف جفافا في العقود الخمسة الماضية، أي لم تشهد مثله البلاد منذ اندلاع ثورة 1979.

وتعيش 5000 قرية في إيران بدون موارد مائية، و7000 قرية يتم إمدادها بالمياه بواسطة الصهاريج، وفقا لتصريحات عضو جمعية المخاطر البيئية والتنمية المستدامة، حميد رضا محبوب فر، لوكالة «ميزان».

وفي محافظة كرمانشاه، يتعرض أكثر من 400 ألف شخص من سكان الحضر والريف بالمقاطعة، لضغوط المياه هذا العام، وفقا لوكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية.

4 ملايين محروم

وفيما تعاني أكثر من 300 قرية في إقليم سيستان وبلوشستان، شرق إيران، من مشاكل الحصول على مياه الشرب، كما أن 76 قرية ما زالت تزود بالمياه بواسطة الصهاريج، هناك أكثر من 700 قرية في الأحواز تفتقر إلى مياه الشرب، واعترف نائب محافظ الأحواز فاضل عبيات، بأن أقل من 70% من القرى تتمتع بأمان مياه الشرب.

وفي محافظة يزد هناك 650 قرية تعاني من نقص المياه، وفي هرمزجان جنوب شرق إيران، هناك 385 قرية تواجه نقصا في المياه، وفقا لوكالة «مهر» شبه الرسمية، ويهدد خطر الجفاف ونقص هطول الأمطار ما لا يقل عن 27 مقاطعة في إيران، وتظهر الإحصاءات الحكومية أنه تم إخلاء 30 ألف قرية على الأقل، وفقا لـ»راديو زمانه».

وبحسب التقارير الرسمية، فإن نحو 4 ملايين من سكان الريف ما زالوا محرومين من المياه الصحية والمستدامة.

سنوات صعبة

ويؤكد رئيس المركز الوطني لإدارة الجفاف والأزمات التابع لوكالة الأرصاد الجوية في إيران، أحمد وظيفه، أن تدني هطول الأمطار وارتفاع الحرارة، وارتفاع الاستهلاك، أبرز الأسباب التي أدت إلى أزمة المياه في البلاد.

ويضيف المسؤول لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إسنا» شبه الرسمية، أن هطول الأمطار انخفض بنحو 41% منذ بداية العام (العام الفارسي يبدأ 21 مارس)، مقارنة بالمتوسط طويل الأجل، وأن محافظات مثل هرمزجان وبلوشستان وفارس وكرمان وخراسان رضوي وخراسان جنوبي، شهدت تراجعا في الهطولات المطرية بين 50% و85%.

وتوقع وظيفه أن العام المائي الحالي سيكون من أصعب سنوات المياه في إيران، خاصة وأن درجة الحرارة في 2021 أعلى بنحو درجتين إلى ثلاث درجات من المتوسط.

استنزاف الموارد

وفي الشهر الماضي، صرح الرئيس التنفيذي لشركة طهران للمياه والصرف الصحي، حميد رضا جانباز، بأن 20% من سكان العاصمة يستهلكون مياها أكثر من المعتاد، وأن هذا الاتجاه سيؤدي إلى تقنين المياه.

وأدت سياسة السلطات الإيرانية بمجال بناء السدود واستغلال موارد المياه الجوفية بمضخات عالية الطاقة، والذي وصل إلى ذروته في العقود الثلاثة الماضية، إلى استنزاف موارد المياه في البلاد، أو ما يسميه المراقبون سوء إدارة الموارد المائية.

وتحتل إيران المرتبة الـ131 في العالم من حيث إدارة الموارد المائية، وفقا للإحصاءات العالمية، وهو ما يكشف أن جزءا من أزمة المياه في البلاد تأتي من قبل الحكومة الإيرانية.

الشح المائي

وحمل الصحفي الإيراني المتخصص في مجال المياه نیك آهنغ کوثر، النظام الإيراني الحاكم منذ 1979 مسؤولية التداعيات التي تواجهها البلاد في ظل أزمة المياه، قائلا إن «إفلاس المياه في إيران هو نتيجة أربعة عقود من نظام الحكم».

وحذر كوثر من اندلاع «توترات اجتماعية»، مضيفا «قصة المياه في إيران معقدة للغاية وسيواجه إبراهيم رئيسي بالتأكيد عددا من المشاكل المتعلقة بإمدادات المياه والغذاء بالإضافة إلى هجرة القرويين»، لافتا إلى أن هذا «سيزيد المشاكل الاجتماعية في المدن، وإذا استمرت قد تؤدي إلى العنف».

وفي مؤتمر علمي حول السياسة البيئية في إيران، حذر رئيس منظمة البيئة الإيرانية عيسى كلانتري من تأثير أزمة المياه على الاستقرار الاجتماعي في البلاد قائلا «وصلت إيران لمرحلة الشح المائي، وهو ما ينذر بحرب المياه بين المدن والقرى الإيرانية»، مشيرا بشكل خاص إلى محافظات الأحواز وأصفهان، ويزد، ولورستان، ومحال وبختياري.

جفاف وبطالة

وحذر رئيس اللجنة الاجتماعية في مجلس البرلمان الإيراني عبدالرضا عزيزي، في تصريحات صحفية من تأثير الجفاف على الهجرة من الريف إلى الحضر، وزيادة البطالة والتهميش المتزايد، والجريمة والإدمان، والفقر والتخلف.

وكشفت وسائل الإعلام الإيرانية عن وثائق لمؤسسة المياه الإيرانية، رفعت إلى الرئيس الأسبق حسن روحاني، تحذره من تصاعد الصراعات والاضطرابات داخل المدن، حول تقاسم المياه، مطالبة بسرعة التحرك لمواجهة حرب المياه في إيران.

ومن اللافت، أن إيران تلجأ لحل مشكلتها بخصوص المياه إلى تأزيم حالة المياه في العراق، بمنع وصول حصة بغداد من مياه الأنهار التي تنبع من إيران.

أزمة المياه في إيران:

4 ملايين إيراني محرومونمن مياه الشرب الصحية

5000 قرية بدون موارد مائية

7000 تروي عطشها عبر مياه الصهاريج

400 ألف شخص في محافظة كرمانشاه بلا مياه

3000 قرية في محافظة سيستاو وبوشستان بلا مياه

700 قرية في الأحواز تعاني من الحصول على المياه

650 قرية من محافظة يزد بلا مياه

385 قرية تعاني في شرق محافظة هرمزجان