من سيدرس منهجي الفلسفة والتفكير الناقد؟

الاثنين - 12 يوليو 2021

Mon - 12 Jul 2021

فيما أعلنت وزارة التعليم أمس الأول عن تنفيذ مشروع المسارات التطويرية لشاغلي الوظائف التعليمية الذي ينطلق منتصف ذي الحجة الحالي، لتأهيل وتدريب المعلمين لمدة بين 15 و24 يوما، لتدريس مواد أخرى مقاربة لتخصصاتهم سدا للعجز فيها، من خلال المركز الوطني للتطوير المهني التعليمي مقابل منحهم امتيازات مالية ومهنية، علمت «مكة» أن مادتي التفكير الناقد والفلسفة واللتين سيبدأ تدريسهما لطلاب المرحلة الثانوية مع انطلاقة الفصل الدراسي القادم، سيتم إسنادهما لمعلمين من تخصصات كالتاريخ، الجغرافيا، علم النفس، علم الاجتماع واللغة العربية، بعد إكمالهم برنامجا تدريبيا خاصا بمسار المادة التي يرغبون بتدريسها.

وأشارت المعلومات إلى أن هذا هو الخيار المناسب في الوقت الحالي، لانعدام أو قلة الخريجين السعوديين في الفلسفة والمنطق، إذ لا توجد كليات لها في الجامعات بالسعودية حاليا، وأيضا نظرا لإغلاق باب استقطاب معلمين غير سعوديين من دول أخرى.

من جانبه قال أستاذ الفلسفة ومقارنة الأديان المشارك بجامعة الملك فيصل، الدكتور هاني الملحم للصحيفة «إن تاريخ الفلسفة يدور حول الحكمة ومحبة العلم ويقدمه من مدارس وتيارات ومذاهب متعددة، مختلفة ومتعارضة، تخدم الاعتراف بمنزلة الإنسان ككائن مفكر وفاعل، وهي أداة رقي الثقافات والشعوب.

وأشاد بإقرار وزارة التعليم تدريس مادتي التفكير الناقد والفلسفة، والتي تعلم الأجيال الاستقلالية لبناء فكر حواري معتدل متعايش ومتسائل وعقلي، تؤصل للمعرفة والمهارة خاصة لسن الثانوية المتأرجح في زحمة وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها الأمر الذي يحتاج لتأصيل التفكير المهاري قبل المعرفي.

وحول تدريب معلمين من تخصصات أخرى لتدريس هاتين المادتين علق الملحم، بأن هذه المرحلة تحتاج تدريبا مكثفا قائما على التحفيز والإبداع ولابد أن يكون على يد مدربين متخصصين، كون الفلسفة علم تخصصي، ولدى البعض فكرة نمطية سلبية عنه.

الأثر المتوقع لتدريس الفلسفة والمنطق على الطلاب بحسب الملحم:

على المدى القصير:

  1. التفكير والفلسفة يمنحان الطالب مفتاح المعرفة.

  2. الطريق الممهد لاكتساب الهدوء، فن الاستماع، عدم الاندفاع في الرأي، تقبل الرأي المخالف، تنوع أساليب التفكير والتحليل.


على المدى البعيد:


  1. امتلاك الفهم لطبيعة علم الفلسفة كنمط تفكير لا تهم المتخصص فقط وإنما تهم الجميع، إذ لا يوجد غالبا إنسان لا يمارس الفلسفة والتفكير الفلسفي في حياته اليومية ولو بشكل جزئي.

  2. اكتساب مهارات عقلية ومعرفية وسلوكية ونفسية تعرفه حقيقته الإنسانية وتجيب على الأسئلة في ذهنه.

  3. الفلسفة جزء من واقعنا اليومي المعيش، والفيلسوف ثمرة عصره وبيئته، يبدأ تأملاته من تأمل واقعه، ليكون صورة عن المستقبل.

  4. إدراك أن العلم المعاصر وما حققه من تطور مذهل هو ثمره للفلسفة بنظرتها العميقة الشاملة أو في صياغاتها الأساسية أو في أنساقها المنطقية.

  5. انطلاقه التفكير المنطقي تبدأ من الفهم ثم القبول، وابتعاد الإنسان عنهما يفقده معرفة الحقيقة القائمة على التفكير الموضوعي لمبادئ الاستدلال المنطقي.

  6. إدراك الطالب منزلة العقل كنافذته المبصرة للتأمل، الملاحظة، الإدراك ووسيلته للاستنباط من واقع الحياة من خلال المشاهدة والتجربة باستخدام البراهين، البحث المنطقي والأسلوب الجدلي.

  7. فتح الآفاق والتحرر من التعصب لرأي واحد، كون الفلسفة تعلم البحث المستمر عن الحقيقة كطريق لحل المشكلات.

  8. يبدأ التفكير الفلسفي بالأسئلة، الشك في المسلمات والبديهيات، والتي تتولد من أجوبتها أسئلة جديدة.

  9. تغيير العقلية الذهنية السابقة وهي ثمرة الفلسفة الكبرى، فالتغيير سمة الناجح والعقل الإيجابي.