بين تفجيرات نيس وأنقرة
الأربعاء - 27 يوليو 2016
Wed - 27 Jul 2016
يغيب الحادث عن وجه الأحداث، ولا تنتهي المشاحنات بين الشعب السعودي، وكل فرد له توجه، يختلف ويعارض، ويناحر، والبعض منا يتذاكى، ويستغل الحدث لتمرير حجج الجهالة!
الحقيقة أن فينا جزءا كبيرا ممن درسوا وعاشوا وتشربوا الصحوة بكل معانيها، حتى وإن اختلفوا قليلا في مقدار تشددهم، فكثير منهم قد لا يصل للتعطش لسفك الدم بيده، ولكنه يفرح به، ويعتبره نصرا لأيديولوجيته.
وجزء آخر منا متطرف للطرف الآخر، فهو لا يرى إلا من منظور الليبرالية المتفسخة، ويتمنى أن يعيش حياة حرية فكرية ونفسية وحياتية قصوى، ضاربا عرض الحائط بمجتمع من حوله، ما زال يتلبس الماضي السحيق، ويرفض كل جديد، رغم أن الجديد يحتويه في معظم شؤون حياته.
والجزء العاقل المتوازن يقع في المنتصف ويحاول أن يستشف الأحداث بوسطية التفكير، وحرية الفكر، فيتبع الحقيقة، سواء كانت ظاهرة في شكل سلفي، أو ليبرالي، هو فقط يبحث عن الأفضل والأكثر منطقية، والأكثر انفتاحا ومحبة للناس دون أي تحديدات عرقية أو دينية، وما عداها.
وبين حادثتي نيس وتركيا التهبت الآراء وتنافرت سواء في المجتمعات، أو على مواقع التواصل، وكل يحاول أن يظهر الحدث بناء على طوبات تفكيره، ومحطما لجدران فكر الآخرين!.
لقد وجدنا بعض السعوديين أكثر نيسية من أهل فرنسا، وبالمقابل وجدنا في حادثة تفجيرات تركيا، من نفى مسؤولية تركيا، وهمش القضية، وشكك في مكيدتها الغربية أكثر من الأتراك ذاتهم.
أما بالنسبة للطيف الوسطي، فقد ضاع بين الجانبين المتقارعين، واللذين أبدع مثقفوهما في تمرير الرسائل الملغومة، المغرضة، والتي تقارن، وتحابي، وتستعيد الأصول، وتضرب تحت الحزام، وتدعو للتظاهر على كل منبر لو أمكن.
سبحان الله، لقد أصبحنا شعب التناقض، وشعب عدم الالتفاف إلا مع المريب، والشاذ، وما يحيك في الصدر.
لقد ضاعت رؤيتنا بين نيس وأنقرة، وفقدنا مشيتنا، وتم التغرير بنا، من داخل عقولنا، بحيث لم نعد نعرف أين يقع صالح بلادنا، وأين صالح مستقبل أبنائنا.
كل حدث يخلق لنا كارهين جددا، وأعداء جددا، ويزيدنا تناقضا وعداء ذاتيا، يتفاقم، لدرجة يصعب على أي عدو تكوين اختلالات مثلها بيننا.
ولم لا ونحن من صنعنا هذا العطب فينا، والاختلاف والتناقض، وصرنا نسارع بالتهمة، ونكذب، ونزور الحقائق، ونظن أن باريس هي مرجعنا، ونعتقد أن الإخوان وتركيا قادتنا وولاة أمرنا، وأنهم أرحم علينا من أنفسنا!.
كل بيت سعودي في داخله تشظ، وعداء، وحرب وإن كانت مؤجلة لمستقبل أكثر شدة وحيرة.
وعجب منا أن نستغرب أن يبقر الابن بطن أمه، أو أن يقتل الأخ أخاه.
مشكلتنا عدم وجود القاعدة السليمة البيضاء المحبة الصادقة، المتسامحة، والتي نتفق عليها، ونقف عليها سوية.
تعليمنا فشل، ومنابرنا فشلت، ومحاولاتنا باللحاق بركاب الأمم فشل، عندما أصبح حيلنا بيننا.
نحن المتحفزون، والأعداء ونحن أعداء الأعداء، مهما كذبنا وتجملنا، ومهما حاولنا إظهار العكس.
وكم نحتاج إلى وقفة على حدود الصفر، وإعادة بناء عقولنا بطوب المستقبل والعلم والعقل الناصع، ودون أن ندس بينها الفاسد من طوب الماضي، حتى لا تنهد كل معطياتنا على رؤوسنا الصلبة في كل شر جديد.
[email protected]
الحقيقة أن فينا جزءا كبيرا ممن درسوا وعاشوا وتشربوا الصحوة بكل معانيها، حتى وإن اختلفوا قليلا في مقدار تشددهم، فكثير منهم قد لا يصل للتعطش لسفك الدم بيده، ولكنه يفرح به، ويعتبره نصرا لأيديولوجيته.
وجزء آخر منا متطرف للطرف الآخر، فهو لا يرى إلا من منظور الليبرالية المتفسخة، ويتمنى أن يعيش حياة حرية فكرية ونفسية وحياتية قصوى، ضاربا عرض الحائط بمجتمع من حوله، ما زال يتلبس الماضي السحيق، ويرفض كل جديد، رغم أن الجديد يحتويه في معظم شؤون حياته.
والجزء العاقل المتوازن يقع في المنتصف ويحاول أن يستشف الأحداث بوسطية التفكير، وحرية الفكر، فيتبع الحقيقة، سواء كانت ظاهرة في شكل سلفي، أو ليبرالي، هو فقط يبحث عن الأفضل والأكثر منطقية، والأكثر انفتاحا ومحبة للناس دون أي تحديدات عرقية أو دينية، وما عداها.
وبين حادثتي نيس وتركيا التهبت الآراء وتنافرت سواء في المجتمعات، أو على مواقع التواصل، وكل يحاول أن يظهر الحدث بناء على طوبات تفكيره، ومحطما لجدران فكر الآخرين!.
لقد وجدنا بعض السعوديين أكثر نيسية من أهل فرنسا، وبالمقابل وجدنا في حادثة تفجيرات تركيا، من نفى مسؤولية تركيا، وهمش القضية، وشكك في مكيدتها الغربية أكثر من الأتراك ذاتهم.
أما بالنسبة للطيف الوسطي، فقد ضاع بين الجانبين المتقارعين، واللذين أبدع مثقفوهما في تمرير الرسائل الملغومة، المغرضة، والتي تقارن، وتحابي، وتستعيد الأصول، وتضرب تحت الحزام، وتدعو للتظاهر على كل منبر لو أمكن.
سبحان الله، لقد أصبحنا شعب التناقض، وشعب عدم الالتفاف إلا مع المريب، والشاذ، وما يحيك في الصدر.
لقد ضاعت رؤيتنا بين نيس وأنقرة، وفقدنا مشيتنا، وتم التغرير بنا، من داخل عقولنا، بحيث لم نعد نعرف أين يقع صالح بلادنا، وأين صالح مستقبل أبنائنا.
كل حدث يخلق لنا كارهين جددا، وأعداء جددا، ويزيدنا تناقضا وعداء ذاتيا، يتفاقم، لدرجة يصعب على أي عدو تكوين اختلالات مثلها بيننا.
ولم لا ونحن من صنعنا هذا العطب فينا، والاختلاف والتناقض، وصرنا نسارع بالتهمة، ونكذب، ونزور الحقائق، ونظن أن باريس هي مرجعنا، ونعتقد أن الإخوان وتركيا قادتنا وولاة أمرنا، وأنهم أرحم علينا من أنفسنا!.
كل بيت سعودي في داخله تشظ، وعداء، وحرب وإن كانت مؤجلة لمستقبل أكثر شدة وحيرة.
وعجب منا أن نستغرب أن يبقر الابن بطن أمه، أو أن يقتل الأخ أخاه.
مشكلتنا عدم وجود القاعدة السليمة البيضاء المحبة الصادقة، المتسامحة، والتي نتفق عليها، ونقف عليها سوية.
تعليمنا فشل، ومنابرنا فشلت، ومحاولاتنا باللحاق بركاب الأمم فشل، عندما أصبح حيلنا بيننا.
نحن المتحفزون، والأعداء ونحن أعداء الأعداء، مهما كذبنا وتجملنا، ومهما حاولنا إظهار العكس.
وكم نحتاج إلى وقفة على حدود الصفر، وإعادة بناء عقولنا بطوب المستقبل والعلم والعقل الناصع، ودون أن ندس بينها الفاسد من طوب الماضي، حتى لا تنهد كل معطياتنا على رؤوسنا الصلبة في كل شر جديد.
[email protected]