العلاقات السعودية العمانية مرحلة جديدة

دائما وأبدا العلاقات السعودية العمانية على مر التاريخ متينة وقوية، ورغم كل الظروف التي تمر بها المنطقة من صراعات جيوسياسية تظل العلاقة في أعلى مستوياتها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

تأتي دعوة خادم الحرمين الشريفين لأخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق لزيارة المملكة، لتؤكد عمق هذه العلاقات الوثيقة بين البلدين والقيادتين سعيهما لتطوير وتفعيل هذه العلاقات في مختلف المجالات. العلاقات بين البلدين راسخة وممتدة لسنوات طويلة مما أدى إلى تحصين هذه العلاقة من أي تأثيرات خارجية؛ لأنها تستند على المصالح المشتركة والتعاون والمصارحة وروابط المصير الخليجي المشترك.

هنالك رؤية سياسية تطمح عمان في ظل القيادة الجديدة لتكوينها مع السعودية، وهنالك أهداف لتعزيز تلك العلاقة بين البلدين الشقيقين يريدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ لتكون هذه العلاقات أكثر حيوية وديناميكية لمواجهة العوامل الجيوسياسية المتغيرة في المنطقة والعالم. الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين خلال الشهور الأخيرة لتوثيق تلك العلاقات تمهيدا لخارطة طريق جديدة في العلاقات الثنائية.

الزيارة القادمة للسلطان هيثم بن طارق هي أول زيارة خارجية للسلطان يعني ذلك أن عمان في ظل القيادة الجديدة تريد تعزيز العلاقات ووضعها في إطارها الطبيعي. أيضا من ناحية اقتصادية هنالك أهمية كبيرة فإن لقاء السلطان مع سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سوف يفيد البلدين التجربة السعودية رائدة في رؤية 2030 وعمان تعمل على رؤية 2040 ومن هنا فإن هذا اللقاء يمثل قيمة اقتصادية خاصة تمثل منعطفا مهما في منطقة الخليج، كما وصل حجم التبادل التجاري بين عمان والسعودية خلال الربع الأول من العام الجاري إلى نحو 570 مليون دولار بزيادة نسبتها 6.2 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي.

قريبا سوف يتم افتتاح أول طريق بطول 800 كلم يربط بين السعودية وسلطنة عمان بعد اكتمال إنشاء المرافق اللازمة. ويمر الجزء الأكبر من الطريق عبر السعودية ويمتد إلى بعض أصعب التضاريس في العالم بما في ذلك الربع الخالي.

mr_alshammeri@