شاهر النهاري

مرحبا تعداد النجوم بالسلطان هيثم ورؤيته

السبت - 10 يوليو 2021

Sat - 10 Jul 2021

فصول التاريخ تحكي عن تناغم قوافل القرب والأصل والملامح بين الشعبين السعودي والعُماني، الضاربة في الحب، فهذه جزيرة العرب عملاقة ببحارها وفيافيها وجبالها وصحاريها وحضاراتها المتعاقبة المتكاملة مع حاضرة مدنها العربية، والواعية بأهميتها الإسلامية بالحرمين الشريفين.

وتلك سلطنة المجد والحضارات البحرية وقلعة وحصون الجنوب الشرقي، ونفائس البضائع، بإطلالة على بحر ومحيط، ومشاطرة مضيق هرمز، وكم في التاريخ من حكايات عناق لا تبعدها كثبان الربع الخالي، ولا تثني قوافلها شعبنا عن احترام ومحبة شعب عمان الأصيل نبع العطور، والذي كتب فخره وعزته بجانب أشقائه الخليجيين، وربط حلقات الوصل مع السعودية، الأرض والقيادة والشعب، والأصالة العربية الإسلامية.

عمان أرض السلطنة، وبما تزخر به من آثار وتراث وثقافة وتاريخ قادرة على التكامل مع ما تفيض به أطراف السعودية من مواقف وأيقونات ودرر، وقد مر على البلدين تاريخ من التعاون، منذ بدايات تكوين سلطنة قابوس، ومرورا بانضمام البلدين لمجلس التعاون الخليجي، والتناسق والتوافق ضمن قوات درع الجزيرة، والتمازج في علاقات أخوية شعبية، رياضية سياحية، فالمواطن العماني يشعر بأنه في وطنه الثاني وبين إخوته في عمرة وحج، والسعودي يجد في حواضر عُمان طيبا وسهلا وأهلا.

ولأن لكل زمان دولة ورجالا ورؤية، أطلق السلطان هيثم رؤيته 2040 بتعزيز التنافسية الاقتصادية، والرفاه الاجتماعي، وتحفيز النمو والثقة في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية في كافة محافظات السلطنة، ما يحتاج للتواصل الأرضي والجوي والتقني وعبر أعالي البحار تقاربا مع رؤية السعودية، الواثقة المنتعشة بقوة الإخاء المخلص، وبناء أسس المستقبل، وتحقيق ضخ شريان عالمي يربط سلطنة البحار بالقلب النابض في الرياض، ومنه إلى سائر جهات العالم.

الأحلام كثيرة متجددة، وكم تراءت لشعب السعودية وشعب السلطنة دروب المستقبل الطامحة باقتصاد حر، وتشارك وتكامل في المهن والتوظيف، ورفع مستويات الخبرات، وتنويع الدخل، وتطويع الطاقة.

مجاور السعيد يسعد، ولا شك أن أبوابا جديدة تتفتح أمام رؤية السلطان هيثم بن طارق، والذي استبشر خير الجيرة، وحضر إلى السعودية، بقلب تحركه دقات الحب، والرغبة في معانقة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وبأهداف إعادة تنظيم العلاقات، والانفتاح أكثر على الأشقاء، عارفا بقيمته وأهميته بالنسبة لهم، ضمن منظومة إخاء وحب وسلام وأمان تتخلق في السعودية الجديدة، بأمنيات الخير لكل جيرتها، وهدفها جعلهم أوروبا الجديدة.

معطيات مسقط والرياض مبشرة، واعدة، والتكامل يظهره التناغم، والاحترام المتبادل والتشارك في الخير، بحروف يكتبانها برؤيتيهما الجديدتين.

النماء لا يحدث صدفة، وهذا ما جعل السلطان هيثم يدرس ويختار ويزور ببلوغ ثقة أنه وشعبه متفائلون بما يحدث، وأن الوضوح والثبات، والتعاون، سيجعل كل شيء حولنا يختلف، ويتجه للأفضل.

زيارة أخوية مباركة، وبقدر ما نسعد بها، نرحب بالضيف الكريم، ونتمنى أن تتكامل الخطوط، وتلتقي النوايا الصادقة، وأن يتعاظم التعاون، على كل الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والشعبية.

الرياض ولا شك فخورة بمسقط، وأبها تحضن صلالة، والعلا تعانق صحار، والدمام ترحب بنزوى، وجدة تحتوي صور، وبريدة تضم الرستاق، وتبوك تسعد بالقلهات، والأحساء تضم البريمي، والطائف تحتفي بالحمراء.

زيارة السلطان هيثم بداية متجددة لقلوب بياض البدايات، وله ولشعبه الشقيق منا كل تحية وحبور بهذا الحضور السلطاني الأثير.

shaheralnahari@