شاكر أبوطالب

(قدم) جازان تعاني من إصابة مزمنة!

الاحد - 04 يوليو 2021

Sun - 04 Jul 2021

تنفرد جازان بمزايا عديدة، إذ تعد المنتج الأول في المملكة العربية السعودية لفاكهة المانجو، إضافة إلى فواكه التين والموز والجوافة والباباي. كما تشتهر بزراعة البن والذرة والسمسم والدخن والفول السوداني وفول الصويا.

وأيضا تعد منطقة رئيسة لإنتاج الأسماك. وقبل ذلك تمتلك جازان تراثا ثقافيا، فهي المعروفة بالشعر والشعراء والبارزين في كثير من الفنون الأدبية والمجالات العلمية، ولديها تنوع ثري في الموروث الشعبي من موسيقى وألوان إيقاعية ورقصات، وإضافة إلى كل ذلك، هناك طبعا كرة القدم.

ففي جازان، تعد كرة القدم رياضة مركزية، تدور حولها معظم التفاصيل اليومية، ليس فقط للأطفال والمراهقين والشباب، بل حتى لبعض كبار السن الذين قضوا أعمارهم محبين لكرة القدم في رحلة متعة لا تنتهي بتقادم العمر وتراجع اللياقة وتعاقب الإصابات.

وتمثل ممارسة كرة القدم في جازان أسلوب حياة، وليست مجرد رياضة أو لعبة، ولذلك لا تخلو أي بلدة أو قرية من وجود ملعب واحد على الأقل، ومعظم هذه الملاعب ذات الأرضيات الترابية قد تعاقبت عليها الأجيال بروح اللعب الجماعي والحماسي والتنافسي.

وبحسب أحدث إحصائية لرابطة فرق الأحياء بمنطقة جازان، هناك أكثر من 330 فريقا لكرة القدم، ينتمي إليها أكثر من 13700 لاعب. وهناك نسبة ليست بالقليلة من اللاعبين المحترفين والهواة من منطقة جازان يلعبون لأندية في دوري المحترفين والدرجات الأولى والثانية والثالثة. ولذلك تعتبر جازان من المناطق التي ينشط فيها استقطاب اللاعبين في مراحل سنية مبكرة، ووجهة عدد من كشافي عدد من الأندية في دوري المحترفين ودوري الدرجة الأولى، وقد قدمت المنطقة عددا من النجوم في كرة القدم السعودية.

ووفقا للموقع الالكتروني لوزارة الرياضة؛ يعد نادي التهامي، ومقره في مدينة جازان، ثامن أقدم الأندية الرياضية في السعودية، حيث تأسس في 1368 بعد أندية الاتحاد والأهلي والاتفاق والخليج والوحدة والشباب والصفا، وقبل النصر والهلال.

ورغم تجذر رياضة كرة القدم في جازان تاريخيا وثقافيا واجتماعيا، ووجود 7 أندية معتمدة رسميا، والمئات من فرق الأحياء والقرى، ووفرة اللاعبين المحترفين والهواة، وتنامي أعداد الممارسين للعبة. إلا أن كل ذلك لم يكن كافيا لتأهل ناد واحد على الأقل إلى دوري المحترفين! في المقابل تم تمثيل جميع مناطق المملكة في دوري المحترفين، آخرها منطقة الباحة التي مثلها نادي العين في الموسم الماضي.

والسؤال المهم هنا، لماذا لم يتمكن أي ناد لكرة القدم من جازان من اللعب في دوري المحترفين؟! وما الأسباب التي أدت إلى عدم تطور كرة القدم في المنطقة؟! هل السبب هو ضعف الاهتمام من القيادة الرياضية على مر العهود بلعبة كرة القدم وأنديتها وفرقها في جازان؟! أم أن السبب يعود إلى ضعف الإمكانات وندرة المرافق والمنشآت الرياضية في المنطقة؟! أو أن غياب الداعمين من رجال أعمال وغيرهم هو السبب الرئيس؟! أو أن السبب متعلق بهجرة نسبة ليست بالقليلة من العائلات إلى مختلف مناطق المملكة؟! وغير ذلك من الأسباب المحتملة.

ولعل هذه التساؤلات ستجد طريقها إلى مكتب أمير منطقة جازان، ومكتب نائب أمير المنطقة، والثقة فيهما كبيرة للعناية والاهتمام بهذه المشكلة المزمنة، والسعي لإيجاد حلول لها في المستقبل القريب، وتحفيز القطاع الخاص لإقامة شراكات متنوعة لتطوير كرة القدم في المنطقة، وحث رجال الأعمال على دعم أندية كرة القدم الحالية القائمة، وكذلك احتضان أفضل فرق المحافظات والأحياء والقرى. لأن جازان تستحق أن يمثلها على الأقل فريق لكرة القدم في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وليس خافيا حجم العائد من ذلك على المنطقة، سواء على الصعيد الرياضي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.

shakerabutaleb@