علي المطوع

المتسللون.. الغايات والوسائل

الاحد - 04 يوليو 2021

Sun - 04 Jul 2021

المملكة العربية السعودية تحتل أجزاء واسعة من شبه الجزيرة العربية، ولديها شواطئ ممتدة تصل إلى آلاف الكيلومترات، ناهيك عن التضاريس الصعبة التي تفصلنا كحدود مع الشقيقة اليمن وعمان في الجنوب، بالإضافة إلى الحدود الأخرى مع دول الجوار في الشرق والشمال، كل ذلك يؤكد صعوبة منع المتسللين من الدخول إلى المملكة في ظل سيادة تلك التفاصيل الطبيعية الطويلة والكبيرة والوعرة.

ولكون المملكة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم كونها حاضنة للحرمين الشريفين، فإن مسألة التخلف كانت وما زالت تصاحب الحج والعمرة والزيارة، كون بعض المتخلفين يتملصون من الإجراءات والضوابط الأمنية السعودية فيهربون ويصبح البعض منهم عمالة سائبة بلا ضوابط وبلا حسيب أو رقيب.

والأدهى من ذلك عمليات التسلل، وخاصة من الحدود الجنوبية لموجات بشرية تحلم بالعيش والبقاء في السعودية، هذا النوع من البشر لا يحكمه نظام ولا أعراف ولا شرائع، سوى شريعة الغاب التي تنظم هجرتهم ورحلتهم ومواعيد وصولهم عبر المسالك الوعرة والجبال الشاهقة، بل ربما يكون مجيئهم عبر البحر مستغلين طول الشواطئ وطبيعة المناطق فيصبحون واقعا مؤلما لما يسمى بالمتسللين وما يندرج تحت هذا المسمى من كوارث وجرائم ومخالفات.

ليس بالجديد إذا قلنا إن بعض ضعاف النفوس منا يسهلون عمليات تشغيل وإيواء مثل هؤلاء، شاهد ذلك بعض العمالات الأفريقية التي تنتقل من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال عبر وسائل نقل خاصة، وتكون وللأسف لمواطنين سعوديين باعوا ضمائرهم ووطنهم بثمن بخس وبدراهم معدودة لا تسمن ولا تغني من جوع، هؤلاء المتسللون هم قنابل موقوتة كونهم غير محكومين بقانون أو نظام، فهم مخالفون لكل شيء وهمهم العيش والكسب بكل الطرق المحرمة.

المخدرات والمسكرات يروجها هؤلاء المتسللون والذين يقطنون بعض الشعاب والجبال البعيدة ويقومون بترويج كل المواد المحرمة، وللأسف فإن بعض شبابنا هم المستهدفون وهم المتضررون وهم الذين يقومون بالدفع والتستر على تلك الممارسات وأصحابها المخالفين والمتخلفين.

إن الواجب يحتم علينا جميعا التوعية بمخاطر تلك الهجرات غير الشرعية وأصحابها الذين يمثلون خطرا مباشرا على الإنسان والمجتمع، فهؤلاء يستطيعون فعل أي شيء لأن الواقع يقول إنه لا يوجد شيء يردعهم أو يخيفهم، في ظل تبلد مشاعر بعض المواطنين وعدم تعاونهم مع الأجهزة الأمنية لإزالة هذا الخطر واستئصاله من مجتمعاتنا، التي باتت تصرخ ألما من تبعات التستر على هؤلاء وجرائمهم، التي باتت تستفزنا جميعا فلم يسلم منهم أحد حتى الشجر والحجر، وغابات عسير شاهد مأساوي على فظاعة إجرامهم وأذاهم، والذي ينبغي ويحتم على المواطنين التعاون مع الجهات المختصة لصده ورصده وإزالته بالكلية، فالمواطن رجل الأمن الأول ومسؤوليته تجاه مجتمعه تحتم عليه الإبلاغ عن هذه الفئات وبسرعة درءا لأخطارهم واتقاء لشرورهم الكثيرة.

حفظ الله بلادنا من كل مكروه.

alaseery2@