برجس حمود البرجس

مدارس أهلية غير ربحية

الثلاثاء - 29 يونيو 2021

Tue - 29 Jun 2021

إصرار بعض المدارس الأهلية والعالمية بتوظيف المعلم السعودي فقط لاستيفاء الحد الأدنى من نسب التوطين وتحديد رواتب سقفها في الغالب هو الحد الأدنى للرواتب المحدد في نظام التوطين يجعلنا نقلق على هذه المدارس الخاصة والمتأمل منها لجذب الطلبة والطالبات وأولياء الأمور وكذلك المعلمين والمعلمات.

قلق من عدم الاهتمام والتطوير بالمعلم وعدم الحرص عليه وأنه العنصر الرئيس لجذب الطلبة للمدارس الأهلية والعالمية، وعدم جعل هذه الوظائف جاذبة للمعلمين والمعلمات، جميعها لا تطمئن للاستدامة وقابلية التوسع، وكذلك نتائج طلبتها وطالباتها في اختبارات قياس المستوى العام للطلبة في المشاركات المختلفة. طبعا حديثي في غالبية المدارس الأهلية وليس جميعها.

المقترح الذي أود تقديمه هو إنشاء مدارس أهلية متطورة غير ربحية، ويعمل لها تنظيم خاص تعمل من خلاله، وتكون هذه المدارس موازية للمدارس الحكومية والأهلية وتكون أعدادها تقريبا 10% من المدارس، الهدف منها تحفيز المدارس الأهلية والخاصة لتقديم مستوى مميز ومنافس وجاذب أكثر من المدارس الأخرى.

هذه المدارس غير ربحية لتخفيف عبء فاتورة رسوم الدراسة على أولياء الأمور وجاذبة لهم، وتهتم بتطوير المعلمين والمعلمات وتدفع لهم رواتب أكثر من بقية المدارس (الحكومية والأهلية والعالمية)، حيث يتحمس ويتنافس عليها بقية المعلمين، والذي سينعكس على تطوير مستوياتهم ومهارات التطوير الذاتي. زيادة الرواتب تكون حسب الاستحقاق والعائد والمردود من المعلمين والمعلمات.

أحد التصورات لبعض النماذج المناسبة لهذه المدارس بأن تكون شركة حكومية تعمل على (وقف) endowment يدعم مبدئيا من الدولة ليكون وقفا تستثمر أمواله ويدر دخلا على هذه المدارس لتغطي جزءا من التكلفة (مثلا 50%) والـ50% الأخرى تكون على أولياء الأمور، وتصرف هذه الأموال على الرواتب وتطوير المعلم وعلى أدوات وأساليب التعليم، ويرجع المتبقي من المبلغ لأولياء الأمور في نهاية كل سنة.

وطبعا هنا أقصد بعض المدارس وليس جميعها، ويبقى التعليم العام الحكومي مستمرا ومجانيا لمن يشاء من الطلبة والطالبات وأولياء أمورهم.

استراتيجية هذه المدارس التي يجب أن تعمل ضمن تنظيم خاص هي جذب الطلبة والطالبات وأولياء الأمور حيث تجمع بين رسوم دراسية مخفضة وتعليم متطور، وأيضا تجذب المعلمين السعوديين الذين يعملون بالمدارس الحكومية للانتقال لها وتكون معايير هؤلاء المعلمين والمعلمات عالية بعد تحديد معايير وشروط يجب استيفاؤها، وكذلك تزيد من عدد المدارس غير الحكومية للتعليم العام.

عندما تكون الرواتب في هذه المدارس أعلى من الرواتب في المدارس الحكومية والأهلية والعالمية وتكون معتمدة بشكل كبير على كفاءة المعلم والمعلمة مثلها مثل بقية الوظائف الهندسية والمحاسبية والإدارية في بقية القطاع الخاص، وأيضا يشمل التطوير حضور مؤتمرات دولية ونقل للمعرفة وأفضل الممارسات العالمية، بذلك سيكون التنافس عليها والإقبال من المعلمين والمعلمات كبيرا، والذي من خلاله تتحقق أهداف كثيرة.

ولكي أختصر الفكرة بتصور، بأن يكون هناك مدارس يكون عددها 10% (مثلا) من المدارس بالمملكة، تكون مدارس أهلية من حيث الاهتمام الكبير بالتطوير وتكون جاذبة للطلبة وأولياء الأمور، وأيضا تكون جاذبة للمعلمين والمعلمات من حيث الرواتب والتأمين الصحي وبدلات السكن والنقل، وتتاح لها استخدام بعض مباني المدارس الحكومية سواء كان تفريغ بعض المدارس لهم أو إتاحة استخدام جزء من بعض المدارس في الفترات ما بعد الظهر (من الساعة 2 ظهرا وحتى الـ8 مساء)، وتتكفل شركات حكومية وقفية من عوائد استثماراتها لتغطية جزء من التكلفة ويتكفل أولياء الأمور بالجزء الآخر. المقترح تصور مبدئي ويحتاج إلى دراسات وتحليل عميق توضح جدواها من عدمه.

هذا التصور يعالج التحديات التي يواجهها (التعليم) مع بعض المدارس الأهلية والعالمية، ويعالج تحديات توظيف المعلمين في المدارس الأهلية والعالمية بما فيها الرواتب وغيرها، وكذلك يعالج تحديات رفع الرسوم المستمر على أولياء الأمور.

Barjasbh@