التغيير من الداخل
الاثنين - 28 يونيو 2021
Mon - 28 Jun 2021
يجب أن تمضي الأمور بالطريقة التي أفكر فيها أو أخطط لها، ويجب أن يلغى ذلك القانون، ويجب أن يتحلى الناس بالطريقة اللائقة في التعامل، ويجب أن يمضي الأبناء على نفس طريق الآباء، وسلسلة من الواجبات التي لا تنتهي وقد يقحمها الإنسان بداخله حتى تصبح نمطا تفكيريا معتادا، وتصبح من أكبر المشتتات التي تشغل الإنسان عن أهم دائرة يستطيع من خلالها التحكم والإدارة وهي دائرة النفس فقط.
الحدود الفاصلة التي بين دائرتي التغيير والتأثير هي من تضع الأمور في نصابها في هذا الجانب وستجعل المنظور أكثر وضوحا من حيث النظرية والتطبيق، وفي سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أفضل العبر والأمثال فعندما عاتبه الله في الآية الكريمة (إنك لا تهدي من أحببت) عندما كان حريصا لدخول عمه أبي طالب في دائرة الإسلام أو في الآية الأخرى (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) وكأنها رسالة خالدة للإنسان بأن تبذل ما تستطيع في التأثير الإيجابي ولكن تغيير البشر أو الوصاية عليهم من خلال التغيير القصري ليس إلا مخالفة للنواميس والقوانين التي أودعها الله في الكون.
قصة التغيير المتكررة عبر الأزمان والأماكن المختلفة سواء كانت على الصعيد الشخصي أو الجماعي دائما تبدأ من الداخل ولا يمكن لها أن تأتي من الخارج مهما تزايد هذا الخارج في الحجم والفعالية، وستبقى كل تلك الجهود الحثيثة في تغيير الآخرين مجرد رسالة تأثير ليس بيدها قلب الأمور على عقب وهذا أيضا قانون مودع في الكون (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
أعتقد أن هناك ثلاثة مستويات من التفاعل الإيجابي لمسألة التأثير والتغيير التي يمكن للإنسان أن يطبقها بشكل أكثر فاعلية وبعيدا عن مصادمة السنن الكونية أو تراكم الهموم والإلحاحات الداخلية في رغبة تغيير العنصر الإنساني من حولنا كما نريد.
المستوى الأول أن أكبر نجاح قد يتحقق في التأثير إيجابا هو ما يكون مداره الاهتمام بالنفس وتشذيبها وتخليصها من الشوائب واكتسابها لكل ما هو حسن ويقدمها إلى الأمام، وأعتقد أن هذا السلوك هو سلوك الحكماء وأهل الوعي.
بمجرد البحث في كثير من التجارب القديمة لأصحاب الأثر العابر للزمان والمكان ستجد أن تجاربهم المتراكمة أفرزت أن أكبر أثر يمكن له أن يحصل هو ما يكون نطاق عمله على المحيط الشخصي أولا، فإذا أردت تغييرا للعالم من حولك كن أولا أنت هذا التغيير وإلا سيكون التغيير مجرد أمنيات ورغبات تتطاير في الهواء الطلق على كل ما هو حولنا، وننسى بذلك أنفسنا التي هي مدار التغيير والتأثير ومحور كل تلك النواميس والقوانين الكونية.
المستوى الثاني بذل الجهد في التأثير والتغيير الإيجابي على نفسك أولا أو من في دائرة تأثيرك واهتمامك والتصالح مع الذات والآخرين أيا كانت المعطيات أو النتائج، وتذكر جيدا إنما أنت مجرد سبب للتغيير وليس عليك ضبط النتائج وتطابقها مع الأماني والتوقعات. والأهم من هذا ألا تهدر جهودا طائلة في عمليات التأثير تجاه الآخرين التي قد تقترب من الدخول في حياض رغبة التغيير القصري التي تصادم تلك المسلمات التي ذكرناها آنفا.
المستوى الثالث وهي تلك الحالة المتوازنة التي تستطيع أن تعرف أين هي من موازين الصحة والخطأ لديها وتمتلك قدرة هائلة في تقبل الذات والتصالح معها أيا كانت إحداثياتها لتفهمها العميق بأن عمليات التغيير لا يمكن لها أن يستقيم قوامها في النفس وهي مضطربة متأرجحة بين رفض الواقع المتعنت ورغبات المستقبل الجامحة فيرتسم في المحيا تعابير الرضا المتصلة بذلك الهدوء الداخلي العميق تجاه تلك الممارسات الصحيحة والخاطئة التي قد تفعلها، ولا تكترث كثيرا للأصوات الداخلية أو الخارجية التي تصب المواعظ صبا من أجل التقويم أو جلد الذات فضلا عن تلك الحسابات المعقدة في النظر ورغبة التغيير تجاه الآخرين.
كل هذه المستويات وغيرها مع تراكم التجارب طويلة الأجل تحكي أن قصة التغيير دائما تبدأ من الداخل وأن أي إرادة لتغيير ما تبدأ من غير هذا المكان ستمضي بالخطى في طريق لا ينتهي وغير معلوم الوجهة أو ينتهي في الاتجاه الخطأ.
fahdabdullahz@
الحدود الفاصلة التي بين دائرتي التغيير والتأثير هي من تضع الأمور في نصابها في هذا الجانب وستجعل المنظور أكثر وضوحا من حيث النظرية والتطبيق، وفي سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أفضل العبر والأمثال فعندما عاتبه الله في الآية الكريمة (إنك لا تهدي من أحببت) عندما كان حريصا لدخول عمه أبي طالب في دائرة الإسلام أو في الآية الأخرى (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) وكأنها رسالة خالدة للإنسان بأن تبذل ما تستطيع في التأثير الإيجابي ولكن تغيير البشر أو الوصاية عليهم من خلال التغيير القصري ليس إلا مخالفة للنواميس والقوانين التي أودعها الله في الكون.
قصة التغيير المتكررة عبر الأزمان والأماكن المختلفة سواء كانت على الصعيد الشخصي أو الجماعي دائما تبدأ من الداخل ولا يمكن لها أن تأتي من الخارج مهما تزايد هذا الخارج في الحجم والفعالية، وستبقى كل تلك الجهود الحثيثة في تغيير الآخرين مجرد رسالة تأثير ليس بيدها قلب الأمور على عقب وهذا أيضا قانون مودع في الكون (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
أعتقد أن هناك ثلاثة مستويات من التفاعل الإيجابي لمسألة التأثير والتغيير التي يمكن للإنسان أن يطبقها بشكل أكثر فاعلية وبعيدا عن مصادمة السنن الكونية أو تراكم الهموم والإلحاحات الداخلية في رغبة تغيير العنصر الإنساني من حولنا كما نريد.
المستوى الأول أن أكبر نجاح قد يتحقق في التأثير إيجابا هو ما يكون مداره الاهتمام بالنفس وتشذيبها وتخليصها من الشوائب واكتسابها لكل ما هو حسن ويقدمها إلى الأمام، وأعتقد أن هذا السلوك هو سلوك الحكماء وأهل الوعي.
بمجرد البحث في كثير من التجارب القديمة لأصحاب الأثر العابر للزمان والمكان ستجد أن تجاربهم المتراكمة أفرزت أن أكبر أثر يمكن له أن يحصل هو ما يكون نطاق عمله على المحيط الشخصي أولا، فإذا أردت تغييرا للعالم من حولك كن أولا أنت هذا التغيير وإلا سيكون التغيير مجرد أمنيات ورغبات تتطاير في الهواء الطلق على كل ما هو حولنا، وننسى بذلك أنفسنا التي هي مدار التغيير والتأثير ومحور كل تلك النواميس والقوانين الكونية.
المستوى الثاني بذل الجهد في التأثير والتغيير الإيجابي على نفسك أولا أو من في دائرة تأثيرك واهتمامك والتصالح مع الذات والآخرين أيا كانت المعطيات أو النتائج، وتذكر جيدا إنما أنت مجرد سبب للتغيير وليس عليك ضبط النتائج وتطابقها مع الأماني والتوقعات. والأهم من هذا ألا تهدر جهودا طائلة في عمليات التأثير تجاه الآخرين التي قد تقترب من الدخول في حياض رغبة التغيير القصري التي تصادم تلك المسلمات التي ذكرناها آنفا.
المستوى الثالث وهي تلك الحالة المتوازنة التي تستطيع أن تعرف أين هي من موازين الصحة والخطأ لديها وتمتلك قدرة هائلة في تقبل الذات والتصالح معها أيا كانت إحداثياتها لتفهمها العميق بأن عمليات التغيير لا يمكن لها أن يستقيم قوامها في النفس وهي مضطربة متأرجحة بين رفض الواقع المتعنت ورغبات المستقبل الجامحة فيرتسم في المحيا تعابير الرضا المتصلة بذلك الهدوء الداخلي العميق تجاه تلك الممارسات الصحيحة والخاطئة التي قد تفعلها، ولا تكترث كثيرا للأصوات الداخلية أو الخارجية التي تصب المواعظ صبا من أجل التقويم أو جلد الذات فضلا عن تلك الحسابات المعقدة في النظر ورغبة التغيير تجاه الآخرين.
كل هذه المستويات وغيرها مع تراكم التجارب طويلة الأجل تحكي أن قصة التغيير دائما تبدأ من الداخل وأن أي إرادة لتغيير ما تبدأ من غير هذا المكان ستمضي بالخطى في طريق لا ينتهي وغير معلوم الوجهة أو ينتهي في الاتجاه الخطأ.
fahdabdullahz@