المناهج التعليمية.. جودة المحتوى والمخرجات!
الأحد - 27 يونيو 2021
Sun - 27 Jun 2021
في المؤتمر الصحفي لإعلان آلية التقويم الدراسي الجديد للعام المقبل، أعلنت وزارة التعليم عن عدد من القرارات، ومنها استمرار تطوير المناهج، حيث أظهرت بعض شرائح العرض المصاحب للمؤتمر ملامح خطة الوزارة لتطوير مناهج اللغة الإنجليزية، والعلوم، والرياضيات، والتربية الفنية، والتربية الخاصة، والدراسات الاجتماعية، والدراسات الإسلامية. وإدراج مواد التفكير الناقد، والمهارات الرقمية، والمهارات الحياتية والأسرية، والتربية البدنية والدفاع عن النفس.
بالنسبة إلى إدراج مادة التفكير الناقد للصفين الثالث المتوسط والأول الثانوي، فيشير هذا القرار المتأخر جدا في توقيته إلى البطء الشديد الذي تعاني منه عملية تطوير التعليم، كما يشير تدريس التفكير الناقد في مرحلة تعليمية متأخرة إلى استمرار الممانعة والتوجس من تعليم الفلسفة والمنطق، وحتى تحت مسميات مختلفة!
ويبدو أن هناك اعتقادا راسخا داخل وزارة التعليم بأن الطلاب والطالبات ما قبل الصف الثالث المتوسط لا يستطيعون التعامل مع المشكلات، رغم أن كثيرا من الدراسات التربوية تؤكد أهمية نشر الفكر الناقد من المراحل الأولى للتعليم، مع تطويره والتوسع في تدريسه في المراحل التالية، بحيث يتم التركيز في مراحل الروضة والتمهيدي والابتدائية على تدريس مبادئ التفكير الناقد، والتدريب على استخدامه في مواجهة المشكلات واتخاذ القرار. وفي المراحل التعليمية التالية يتم تدريس التفكير الناقد بمستويات أعلى من التعمق والتخصص والتفصيل بما يلائم مستوى النضج العقلي والفئة العمرية والمرحلة التعليمية.
إن التفكير الناقد في الأصل هو غرس لثقافة التعلم بطرح الأسئلة لزيادة مساحة المعرفة، بدلا عن استقبال المعلومات وتلقين الإجابات الجاهزة، الثقافة التعليمية التي سيطرت على جزء كبير من الماضي، وأسهمت في جمود التفكير، وكرست أنماطا بعينها للفكر والقيم والسلوك، وحاصرت نمو الوعي بأدوات ضعيفة ومهارات رديئة.
وبناء على العديد من الدراسات التربوية والأبحاث العلمية، أكد الاتحاد العالمي لتربية الطفولة (ACEI) أهمية السنوات التي تسبق المدرسة في تعليم اللغات، وتحديدا من السن الثالثة وحتى الخامسة، وهي مراحل الحضانة والروضة، وشدد على ضرورة تطوير برامج ذات الجودة العالية التي توفر الخبرات الملائمة للأطفال لغويا وثقافة ونموا.
وبالتالي فإن قرار وزارة التعليم تقديم بدء اللغة الإنجليزية إلى الصف الأول الابتدائي، غير كاف للتنافس مع الدول المتقدمة في مجال تعليم اللغات على مستوى العالم. ولذلك ينبغي على الوزارة مراجعة هذا القرار وبدء تدريس اللغة العربية واللغات الأخرى في مرحلة الروضة والتمهيدي، لاستثمار أهم مرحلة عمرية للطفل التي ترسم مساراته التربوية والتعليمية والمعرفية.
وبعد صدور نتائج اختبارات (TIMSS) للعام 2019 - أحد الاختبارات الدولية المهمة ومن أبرز مؤشرات قياس جودة التعليم في مادتي الرياضيات والعلوم لطلاب المستوى الرابع والثاني المتوسط على مستوى العالم - التي أظهرت أن المملكة العربية السعودية في المرتبة 53 من بين 58 دولة شاركت في اختبار مادة العلوم للصف الرابع، وفي المرتبة 35 من أصل 39 دولة مشاركة في اختبار مادة العلوم للصف الثاني المتوسط.
يأتي إعلان وزارة التعليم أن تطوير مناهج الرياضيات والعلوم سيتم عن طريق إثراء المحتوى وإعادة تشكيل مصفوفة المدى والتتابع، وصياغة الأهداف لزيادة المفردات والمحتوى لكل صف مع الإثراء، والرفع من مستوى التطبيقات والتدريبات، وإضافة الوحدات الدراسية المطلوبة، وإثراء الوحدات الدراسية الحالية لتحسين لوائح التعلم.
وكما يبدو فإن تطوير الرياضيات والعلوم مجرد تطوير شكلي وكمي، وهما المادتان اللتان ترتكز عليهما القيمة التنموية والاقتصادية للتعليم. ودون أدنى شك فإن نتائج المملكة في الدراسات التقويمية والاختبارات الدولية تؤكد أن مستوى التحصيل العلمي لمخرجات التعليم دون المتوسط العالمي مقارنة بكثير من الدول، ويؤكد ذلك نتائج الاختبارات الوطنية للقدرات العامة والتحصيل الدراسي، الأمر الذي يوجب ضرورة إحداث عمليات تطوير جذرية وشاملة لتصميم المناهج وطرق التدريس وتأهيل المعلم وتهيئة البيئة المدرسية.
shakerabutaleb@
بالنسبة إلى إدراج مادة التفكير الناقد للصفين الثالث المتوسط والأول الثانوي، فيشير هذا القرار المتأخر جدا في توقيته إلى البطء الشديد الذي تعاني منه عملية تطوير التعليم، كما يشير تدريس التفكير الناقد في مرحلة تعليمية متأخرة إلى استمرار الممانعة والتوجس من تعليم الفلسفة والمنطق، وحتى تحت مسميات مختلفة!
ويبدو أن هناك اعتقادا راسخا داخل وزارة التعليم بأن الطلاب والطالبات ما قبل الصف الثالث المتوسط لا يستطيعون التعامل مع المشكلات، رغم أن كثيرا من الدراسات التربوية تؤكد أهمية نشر الفكر الناقد من المراحل الأولى للتعليم، مع تطويره والتوسع في تدريسه في المراحل التالية، بحيث يتم التركيز في مراحل الروضة والتمهيدي والابتدائية على تدريس مبادئ التفكير الناقد، والتدريب على استخدامه في مواجهة المشكلات واتخاذ القرار. وفي المراحل التعليمية التالية يتم تدريس التفكير الناقد بمستويات أعلى من التعمق والتخصص والتفصيل بما يلائم مستوى النضج العقلي والفئة العمرية والمرحلة التعليمية.
إن التفكير الناقد في الأصل هو غرس لثقافة التعلم بطرح الأسئلة لزيادة مساحة المعرفة، بدلا عن استقبال المعلومات وتلقين الإجابات الجاهزة، الثقافة التعليمية التي سيطرت على جزء كبير من الماضي، وأسهمت في جمود التفكير، وكرست أنماطا بعينها للفكر والقيم والسلوك، وحاصرت نمو الوعي بأدوات ضعيفة ومهارات رديئة.
وبناء على العديد من الدراسات التربوية والأبحاث العلمية، أكد الاتحاد العالمي لتربية الطفولة (ACEI) أهمية السنوات التي تسبق المدرسة في تعليم اللغات، وتحديدا من السن الثالثة وحتى الخامسة، وهي مراحل الحضانة والروضة، وشدد على ضرورة تطوير برامج ذات الجودة العالية التي توفر الخبرات الملائمة للأطفال لغويا وثقافة ونموا.
وبالتالي فإن قرار وزارة التعليم تقديم بدء اللغة الإنجليزية إلى الصف الأول الابتدائي، غير كاف للتنافس مع الدول المتقدمة في مجال تعليم اللغات على مستوى العالم. ولذلك ينبغي على الوزارة مراجعة هذا القرار وبدء تدريس اللغة العربية واللغات الأخرى في مرحلة الروضة والتمهيدي، لاستثمار أهم مرحلة عمرية للطفل التي ترسم مساراته التربوية والتعليمية والمعرفية.
وبعد صدور نتائج اختبارات (TIMSS) للعام 2019 - أحد الاختبارات الدولية المهمة ومن أبرز مؤشرات قياس جودة التعليم في مادتي الرياضيات والعلوم لطلاب المستوى الرابع والثاني المتوسط على مستوى العالم - التي أظهرت أن المملكة العربية السعودية في المرتبة 53 من بين 58 دولة شاركت في اختبار مادة العلوم للصف الرابع، وفي المرتبة 35 من أصل 39 دولة مشاركة في اختبار مادة العلوم للصف الثاني المتوسط.
يأتي إعلان وزارة التعليم أن تطوير مناهج الرياضيات والعلوم سيتم عن طريق إثراء المحتوى وإعادة تشكيل مصفوفة المدى والتتابع، وصياغة الأهداف لزيادة المفردات والمحتوى لكل صف مع الإثراء، والرفع من مستوى التطبيقات والتدريبات، وإضافة الوحدات الدراسية المطلوبة، وإثراء الوحدات الدراسية الحالية لتحسين لوائح التعلم.
وكما يبدو فإن تطوير الرياضيات والعلوم مجرد تطوير شكلي وكمي، وهما المادتان اللتان ترتكز عليهما القيمة التنموية والاقتصادية للتعليم. ودون أدنى شك فإن نتائج المملكة في الدراسات التقويمية والاختبارات الدولية تؤكد أن مستوى التحصيل العلمي لمخرجات التعليم دون المتوسط العالمي مقارنة بكثير من الدول، ويؤكد ذلك نتائج الاختبارات الوطنية للقدرات العامة والتحصيل الدراسي، الأمر الذي يوجب ضرورة إحداث عمليات تطوير جذرية وشاملة لتصميم المناهج وطرق التدريس وتأهيل المعلم وتهيئة البيئة المدرسية.
shakerabutaleb@