خالد بن عبدالله العتي

تفعيل دور المسجد في المجتمع

الخميس - 24 يونيو 2021

Thu - 24 Jun 2021

نحمد الله - سبحانه وتعالى - على هذا الوطن الذي ينعم بالأمن والأمان والرخاء والقوة الاقتصادية في ظل خطط وبرامج ومشاريع الرؤية الطموحة 2030 بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان جزاهما الله عنا وعن المسلمين كل خير.

التطوير المستمر في جميع أمور الحياة أمر طيب ومستحب ويساعد على رفع مستوى الجودة في الأداء ويقلل من التكاليف.

إن تطوير وتنظيم الجوامع والمساجد أصبح ضرورة في الوقت الحالي خاصة بعد جائحة كورونا التي أصابت جميع دول العالم بالشلل والكساد وضمور الاقتصاد العالمي في جميع المجالات. الجوامع والمساجد في الأحياء السكنية هي الملاذ والملجأ للمسلمين الذين يجدون فيها الاستقرار النفسي والطمأنينة عند التضرع لله -سبحانه وتعالى- في الصلاة في وقت الشدة والشكر لله في وقت الرخاء. وجميعنا أحسسنا بالحسرة والشوق وذرفنا الدموع لفراق المساجد التي قلوبنا تعلقت بها حين تم تعليق الصلاة في المساجد، حان الوقت لتطوير وتنظيم وإحياء دور المسجد في حياة المسلم اليومية.

أقترح تفعيل دور المسجد في المجتمع السعودي وذلك بتأسيس مجلس إدارة لكل مسجد يتكون من إمام المسجد والمؤذن وحارس أمن وعمال نظافة وبعض من أهالي الحي المتقاعدين تحت إشراف واعتماد من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومن مهام هذا المجلس الإشراف على فعاليات المسجد مثل الصلوات الخمس، وصلاة الجمعة، وصلاة العيد، والتراويح، والاعتكاف، والمحاضرات، والندوات، والدورات التدريبية، وتحفيظ القرآن، وغيرها من العبادات في المسجد كما أن تخصيص قاعة خارجية صغيرة (ديوانية الحي) ويكون موقعها بين بيت الإمام وبيت المؤذن لاستخدامها لملتقيات الحي اليومية والأسبوعية وعمل بعض النشاطات الاجتماعية والتوعوية والتثقيفية وإتاحة الفرصة لأهالي الحي بالعمل التطوعي والوقف الخيري للإنفاق على بعض فعاليات المسجد وخدمة المسجد والعناية به مما له من الأجر والثواب ويعود بالنفع العام للمجتمع.

لعل في تطوير بناء المساجد وفق معايير دقيقة وكود بناء معتمدة من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على سبيل الاقتراح نماذج بناء محددة ومتطورة تتضمن قبو فسيح مجهز لاستخدامه كمستودع ومخزن للمسجد ومتاح لاستخدامه في أوقات الكوارث والحروب لا قدر الله، تصميم المساجد والجوامع بعدد مناسب وكاف من مواقف للسيارات بعيدا عن الطرق الرئيسة سيوفر الهدوء والسهولة في الذهاب للمسجد والخروج منه بعيدا عن الزحام وتعثر الحركة المرورية أمام الجامع أوقات الصلوات الخمس وصلاة الجمعة خصوصا، كما أن تجهيز المسجد بكاميرات للأمن ووسائل تلفزيونية وصوتية سيتيح استخدام المسجد والجامع وديوانية الحي لإقامة الدروس والمحاضرات والندوات الدينية والتوعوية والتثقيفية للمجتمع وتسجيلها وتوثيقها. كما أقترح استدامة الإجراءات الاحترازية في المساجد المعمول بها حاليا لمواجهة جائحة كورونا وقانا الله وإياكم من كل مكروه من تنظيم للسجاد وصفوف المصلين وترك مسافة مترين على الأقل بين كل صف من صفوف المصلين بالمسجد وجلب سجادة خاصة لكل مصل حتى لا تتم الملامسة بين المصليين ويكون طريق الخروج من الصف في الصلاة سهل وبدون التضييق على بعض المصلين والتشويش عليهم ومضاعفة عدد أبواب الدخول والخروج من المسجد للحد من الازدحام عند أبواب المسجد.

ولا ننسى أن حسن المظهر وجميل الملبس، وطيب الرائحة مطالب إسلامية أمر الله بها عند أداء الصلاة وعند حضور الجمع والجماعات قال تعالى «يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد».. وروى البخاري ومسلم عن جابر بن عبدالله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «من أكل الثوم والبصل والكراث، فلا يقربن مسجدنا؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم) . فينبغي للمسلم أن يأخذ زينته عند الوقوف بين يدي الله -سبحانه وتعالى- في الصلاة سواء في بيته أو في المسجد والبعد عن ما يؤذي المسلمين، وقدوتنا في ذلك نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث كان يتطيب ويلبس أحسن اللباس عند خروجه للمسجد وكان عبق طيبه يفوح في طريقه صلى الله عليه وسلم.

كما اقترح الاستفادة من التقنية الحديثة المعمول بها في تنظيم ومراقبة التجمعات لمكافحة جائحة كورونا مثل تطبيق توكلنا وتباعد وأتمته بوابات الدخول والخروج من المسجد سيوفر درجة عالية من الكفاءة والتيسير في إدارة المساجد وتسهيل أداء الصلاة بسكينة ويسر وطمأنينة.

[email protected]