عائشة العتيبي

أسباب تراجع الكاتب

الخميس - 24 يونيو 2021

Thu - 24 Jun 2021

قد يمر الكاتب في محطات يقف بها عاجزا بأن يكتب كلمة واحدة، ويفتقد تركيب وبناء الفكرة لموضوع معين، أو لتحليل ما في مخيلته من تخيل وصور يعجز أن يضعها في أرض الواقع، الكاتب يستطيع تقمص دور الناقد تارة والقارئ تارة أخرى، ولكن لا يستطيع أن يضع نفسه في المنتصف عندما تقل قدرته في تقدير ما حوله من إمكانات وظروف وأسباب قضت على مهاراته وأحاسيسه الكامنة التي تنبع من القلب ثم تمر بالعقل لمعالجتها وترتيبها وتنظيمها على هيئة سطور واضحة وكلمات جمالية وجمل متناسقة وأحرف مميزة ولامعة.

الكاتب قد يمر بظروف قاهرة تهدر من وقته وتقلل من عزيمته وتسبب له التراجع والعودة إلى نقطة الصفر التي لا يحمل عندها لا حرف ولا معنى ولا حتى خبرة ومعرفة، ثم يقف حائرا لا يستطيع الفهم وتقدير المشكلة، ولا يستطيع تقبل الواقع والبحث عن الأساسيات الصحيحة للرجوع إلى الكتابة ومنافسة غيره من الكتاب، أسباب التراجع كثيرة ومن أهمها هو عدم ترتيب الأفكار، وصعوبة البناء الصحيح للفكرة، وهدم مقومات النجاح الدافعة إلى أهداف تحقق الاستمرار والتطوير، عندما نتحدث عن المقومات سوف نبدأ بسؤال هو؛ لماذا نكتب؟! وعن من نكتب؟! وما هي الفائدة من الكتابة؟ ولماذا تريد أن تصبح كاتبا؟. هذه الأسئلة مهمة جدا.

يجب عليك ككاتب أن تفهم تلك الأسئلة، حين تحلها سوف تقطع نصف الحقيقة التي تعجز عن فهمها، فنصف الحقيقة هو معرفة النصف الغائب منها ولأجل أن تكتشف نصفها الغائب ضع الجزء الأول وافهمه جدا، إذا لم تكتشفها أرجوك لا تكتب حتى حرفا واحدا؛ أولا ضع تلك التساؤلات أمامك وعندما تفهم الهدف منها سوف تستطيع كتابة محتوى هادف وذي فائدة كبيرة، فما الفائدة من كاتب لا يفقه ولا يميز بين الخطأ والصواب لأجل أن يصبح كاتبا فقط، الكتابة عبارة عن رسائل ذات قيمة كبيرة وفائدة تراها إنجازا يسطر لك وليس مسمى تضعه بجانب اسمك، الكتابة لغة يعجز الآخرون عن وضعها عندما تضعها ويقرؤونها في أسطر بالغة الأهمية والتقدير ثم يثنى عليك بسبب تعبيرك عما يجول في خواطرهم من شعور ومعاناة أو حتى تصنع لهم يوما مميزا بسبب ما بعثته من رسالة هادفة.

الكتابة رسالة لا تنتهي وروح لا تنطفئ بل تتنفس الكثير من الحياة كلما كان صاحبها مفكرا ومحللا ومهتما بالآخرين بحسه وعمق تفكيره وشعوره، والكاتب هو محل رؤية وتصور ومفكر ومهتم وباحث وشخص يسعى لاكتشاف الكثير من المواضيع والحلول والقضايا وتصحيح لبعض المفاهيم الخاطئة، هو صاحب رسالة لابد أن يضعها كما يرضاه الله ويهتم بحدود عقيدته ووطنه، وغير ذلك يعتبر صاحب تحريض وتخريب وإفلاس وإفساد وضياع، ويعتبر هدرا لكثير من الوقت لأجل أن يلفت إليه الانتباه ثم ينتقده من حوله ويصاب بالتقليل وعدم الاحترام، لابد أن تفهم أن القراء يفهمون ما يريد أن يصل له الكاتب وقد يصلون لأجزاء لا تدركها أنت ككاتب فليس كل كاتب يحصل على الشكر والتقدير كما تظن، والحل هنا أحسن التفكير وأطرح الكتابة كرأي وليس وسيلة إقناع، فالأمر المقنع هو فكرتك بالنص وأسلوبك الجميل المرسل إليهم في توصيل الرسالة بشكل ممتع وجاذب وهادف؛ إذا أنت من تقرر مكانك وأهميتك ككاتب وليس من حولك.

3ny_dh@