آلاء لبني

ما الفرق بين جريمة الكراهية والإرهاب؟!

الأربعاء - 23 يونيو 2021

Wed - 23 Jun 2021

بدم بارد دهست عائلة مسلمة بكندا، مظهرهم الخارجي كان سببا في ذبحهم، جريمتهم الوحيدة، هيئتهم التي جعلتهم مستهدفين من إرهابي، ما تبقى من الأسرة سوى طفل بعمر 9 سنوات، وأربعة قضوا نحبهم، العجيب أن مصطلح جريمة كراهية أكثر ما تم تداوله خلال الأسبوع؟.. ما الفرق بين جريمة الكراهية والإرهاب؟!

تهمة الإرهاب ملتصقة بمليار مسلم، الخوف من أي مسلم، واعتباره مصدر خطر! أفراد ومنظمات تتآمر، وتبرعات من مصادر شتى -بعضها مجهولة- تدير هذه العملية، وهمهم التخويف من المسلمين والتحريض على كراهية الإسلام. ربما قد يتهمنا بعض بني جلدتنا أننا تحت تأثير نظرية المؤامرة، وربما يكون قول أصدقائنا من الغرب أكثر إنصافا وإدراكا، فلجنة حقوق الإنسان الإسلامية في لندن (تعبر عن رأيها بأن الكراهية ضد المسلمين تدار بخطة منظمة، وليست أعمالا فردية، وأن ظاهرة «الإسلاموفوبيا» تتفاقم في ظل سلسلة من القوانين والتشريعات التي تبيح للسلطات مداهمة البيوت لأي نشاطات إسلامية تحت بند مكافحة الإرهاب)!

قبل أشهر قلائل أكد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة مكافحة العنصرية، والتعصب ضد المسلمين، والعنف ضد الأقليات في العالم. هل تعتقد أن تخصيصه للمسلمين بالحديث للرخاء الذي يعيشونه في أصقاع الأرض؟!

مؤتمرات مناهضة للإسلاموفوبيا تقام في دول أوروبا يدعو لها غربيون منصفون، وذلك رغبة في مناقشة هذه الظاهرة وسبل التصدي لها، خاصة مع توسع انتشارها في فرنسا وبلجيكا وألمانيا..إلخ، هل تذكرون حادثة نيوزيلندا ومقتل 51 مسلما بمسجدين؟.

ومع كافة المؤتمرات والملتقيات التي تقام لمناهضة العنصرية بالغرب، تظل محدودة الأثر، وهناك تقاعس في نشر الوعي أو سن القوانين التي تكمم أصوات العنصرية.

الكراهية المنظمة لا توصف، والمعلومات المشبوهة عن الإسلام والمسلمين، ونشاط سياسي يميني متطرف. ببساطة السياسيون في الغرب يستطيعون مهاجمة الإسلام والمسلمين وتأجيج نار الفرقة، أعطني سياسيا مسلما ذا سلطة يهاجم المسيحية علنا... لن تجد.

وليس القصد الدعوة لذلك، بل الأصل ألا نتعدى على أي طائفة أو ديانة.

لكن التركيز على محاربة إرهاب المسلمين، في حين أن الإرهاب اليميني المتطرف يظل حرا طليقا، وإن أدين نسمع كلمة جريمة كراهية. للأسف والإعلام والقنوات العربية والإسلامية تغطي على خجل أو لا تعطي حيزا وافرا من الاهتمام. لماذا وأين يكمن الخلل في الإعلام وفي ضعف دور منظمة التعاون الإسلامي؟

في حين أعين العالم تتجه لتنقل عبر وسائط الإعلام بمختلف أنواعه أي تفجير هنا وهناك أو مقتل أو تعد يتهم فيه مسلم وتحكم بالإرهاب منذ اللحظة الأولى.

من حقهم التنديد بأي ظلم، ومن حقنا وواجبنا ألا نصمت عن الإسلاموفوبيا.

الانتماء الديني من أقوى الروابط على مستوى العالم بشتى الديانات حتى الوثنية، ما يجمع إسرائيل مثلا مع تعدد الأعراق الديانة اليهودية فقط!

فلا نقلل من الدور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي يتأثر بالانتماء الديني، ولا بأشكال العنصرية والعنف التي تشعل نيران الحروب، ودور

وسائل التواصل الاجتماعي والتلاعب بنشر محتويات بكلمات ومدلولات مخيفة عن المسلمين.

بنو جلدتنا من المسلمين المنافقين والأفاقين آمل أن تكمم أفواهكم فأنتم تزيدون إشعال النار على المستضعفين من المسلمين، حين يخرج مسؤول مسلم يتحدث عن المسلمين وخطر ما ينشر في دور العبادة في محفل غربي والأولى استنكاره، حرية مكذوبة تشتم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وترفض إنكار الهوليكست. وتجد مسلسلات وأفلاما تؤكد على صورة شيطنة الشخصية الإسلامية.

ألا يكفي ما قامت به هوليود بالتركيز على إظهار الشخصية العربية والمسلمة إما جاهلة أو ماجنة أو إرهابية؟!

المسلمون وما أدراك بحالهم بين جور الاستبداد في بعض الأوطان، واضطهاد الأقليات ببعض الدول الكبرى، وبين استباحتهم بالحرب على الإرهاب.

من لا يقرأ التاريخ لن يعرف شيئا عن حقيقة الأمور، معاداة الإسلام وكراهية المسلمين أقدم حتى من سقوط الأندلس، فحرم الإسلام ومنعت اللغة العربية.

استخدام المسلمين في اللعبة السياسية كان ومازال وسيستمر، يوما بأمريكا الرئيس ريغن سمى طالبان بمجاهدي الحرية!

ثم بعد أحداث 11 سبتمبر أوجدت أمريكا لنفسها مسوغا أخلاقيا أمام المجتمع الدولي وأنها في حالة دفاع عن النفس! وشيطنة المسلمين بإرهابيي العالم، ليكون سجن أبو غريب ماثلا على عدالتها!

ثم ليستمر خطر الإرهاب ليشكل داعش والبغدادي -بساعته الروليكس- الفزاعة العالمية، ورغم مجمل ما فعله ترمب في حظر دخول بعض الدول الإسلامية وتهويد القدس، يقال الحق ما شهدت به الأعداء، حين اتهم هيلاري كلنتون وأوباما بتأسيس داعش!

اللهم جبرا يليق بجلالك.

AlaLabani_1@