عبدالله المزهر

سيدة العالم المراهقة!

الثلاثاء - 26 يوليو 2016

Tue - 26 Jul 2016

طوال الفترة الماضية وأنا أحاول فهم السبب الذي من أجله أخفيت ثمان وعشرون صفحة من التقرير المشترك الذي أعدته لجنة التحقيق المشترك في الكونجرس الأمريكي عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2011.

كنت أحاول فهم الأسباب لأني أريد أن أكتب عن هذا الموضوع، لكني عجزت عن الفهم ولذلك قررت ألا تطول فترة انتظاري لشيء لن يحدث، وعزمت ـ كالمعتاد ـ على الكتابة عن شيء لا أفهمه، وقد أقنعت نفسي أنني لو توقفت عن الكتابة في الأمور التي لا أفهمها فلن أكتب حرفا واحدا. وقد قيل «لو لم يتحدث الناس إلا فيما يفهمون لبلغ الصمت حدا لا يطاق».

الطريقة التي أخفيت بها تلك الصفحات ثم الحديث عنها طوال أربع عشرة سنة وكأنها تحوي أسرار الوجود وحلول كل الألغاز التي عجز الإنسان عن فهمها، كان أمرا لم أستطع فهمه إلا في إطار أنه عمل «مراهق» لا يليق بدولة يفترض أنها سيدة العالم.

تأليف قصص وهمية ثم «ابتزاز» الآخرين بها أمر يمكن تقبله في مسلسل تافه، لكن أن يكون سلوكا دوليا فهذا يعزز قناعتي التي أعجز عن التخلص منها، وهي أن هذا العالم هش وسخيف وواهن أكثر مما يمكن تصوره!

وعلى أي حال ..

أيها الناس في الطرف الآخر من الكرة الأرضية، نحن نعلم أننا أبرياء، ونعلم أنكم تعلمون ذلك، ونعلم وتعلمون أيضا أن كل ما تعلق بهذه الصفحات أمر غير بريء. ولكن المشكلة الحقيقية أيها الناس هناك، أن تجاهل الحقائق وخلق الأكاذيب أمر سائد ويكاد يكون سلوكا «دوليا» ـ كما نعلم وتعلمون ـ !

[email protected]