عبدالله قاسم العنزي

مخالفة الرسائل العشوائية على هواتف الجوال

الاحد - 20 يونيو 2021

Sun - 20 Jun 2021

الرسائل من الوسائل الفعالة للتواصل مع الآخرين، ومع تطور العلم والتكنولوجيا أصبحت متعددة الأغراض، ونتحدث اليوم عن رسائل الجوال التي باتت مصدر قلق لكثير من الأفراد بما يواجهون يوميا من عشرات الرسائل العشوائية المزعجة.

الرسائل الاقتحامية -إذا صح التعبير- هي رسائل ذات مضمون تجاري ودعائي في الغالب، وترسل بكميات كبيرة، وبشكل عشوائي إلى هواتف النقال دون طلب إذن مسبق، وفي الحقيقة مثل هذه الرسائل التي لا يخلو منها هاتف نقال يوميا تحولت إلى مصدر إزعاج وضرر على هواتف الأفراد؛ لأن تضخم الرسائل في هاتفك يسبب في الامتناع عن تأدية الخدمة المنوطة بالهاتف من إرسال ونحوها.

ومن المؤكد أن الكثير منا يوميا يفتحون هواتفهم لمجرد مسح وإزالة هذه الرسائل الدعائية من بريد الرسائل وقد يأخذ منا وقتا طويلا في إزالة الرسائل العشوائية التي كثرتها قد يعيق وصول رسائل أخرى يكون المستقبل بحاجة لها.

المتأمل إلى النصوص القانونية التي شرعت التعاملات الالكترونية أو المعلوماتية أو قواعد تنظيم لوحات الدعاية والإعلان أو نظام التجارة الالكترونية يجدها خالية من نص يجرم هذه الممارسات المزعجة والتي تقتحم خصوصية الآخرين، فهي ليست جريمة إتلاف أو تخريب أو اختراق أو تنصت أو الدخول غير المشروع لتهديد شخص أو ابتزازه أو التشهير بالآخرين، وإلحاق الضرر بهم أو إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة وليست من قبيل المساس بالحياة الخاصة عن طريق إساءة استخدام الهواتف النقالة ولا يدخل في اختصاص النيابة العامة بحيث تتصدى لمثل هذه المخالفات لأنها لا تحمل شقا جنائيا إذا لم تكن هذه الرسالة تحمل روابط يتم من خلالها اختراق هاتفك، ولذلك نقف أمام هذا العبث الذي يمارس علينا بشكل يومي بفراغ تشريعي لا يجرم أو يعاقب مثل هذه المخالفات ومن وجهة نظري إذا كانت الرسائل دعائية تجارية فإن وزارة التجارة يكون لها شأن في التصدي لمثل هذه المخالفات بوضع ضوابط للحد من تضخمها بشكل عشوائي ودون إذن من المتلقي لاعتبار مضمون هذه الرسائل تجاري ودعائي عن منتجات تجارية ولكن للأسف هذه المخالفة لم ينظر لها بكثير من الاهتمام لسبب عدم تفعيل الشكوى إلى وزارة التجارة والأمر الثاني ليس هنالك قنوات تواصل بين الجهات الرقابية والمواطن بشكل فعال بأن تستشف احتياجات المواطن وما يعاني من مشكلات حتى تقوم الجهة الرقابية على ضوء ذلك باتخاذ الإجراءات اللازمة أو الرفع لصاحب الصلاحية لتشريع نظم تعالج المشكلة التي يعاني منها المواطن.

إن علاج هذه المخالفة التقنية ليس له إلا طريق واحد في الوقت الراهن ويكون عن طريق رفع بلاغ شكوى إلى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات يسجل شكوى ضد الرسائل المزعجة عن طريق نظام شكاوى الهيئة الالكتروني ويحدد المطلوب وتاريخ الرسالة وقتها والرمز مصدر الرسالة سواء كان رقما أو اسما وعلى ضوء هذه الشكوى تتخذ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الإجراءات اللازمة لمنع تكرار هذه المخالفات على هاتفك.

@expert_55