يعني لازم نقول «عيب»!
الأحد - 20 يونيو 2021
Sun - 20 Jun 2021
في أكثر من مقطع طالعتنا وسائل التواصل الاجتماعي بسلوكيات لسياح في الخارج وهم يرسلون مقاطع تشير إلى مدى فهلويتهم وذكائهم وكيف أنهم بما يملكونه من لباقة وعمق قادرين على إمتاع من لم يسافر لأي سبب كان!
طبعا لا داعي لسرد تلك الممارسات العبقرية بالتفصيل، فقد باتت معلومة للقاصي والداني وقد بلغ تذمر الناس (الطبيعيين) منها الآفاق ولا سيما أن المتلقي لم يعد ساذجا ولا غائبا عن تشخيص رديء الممارسات من جميلها في زمن أصبح فيه كل تصرف محل فحص وتبصر ونقد ممنهج من كافة أطياف المجتمع!
ولعل أغبى ما في ممارسات أولئك الحمقى - وهم قلة قليلة - هو التندر بالآخرين في بلد السياحة وانتقاد ثقافاتهم أو إظهار سذاجتهم وذلك من خلال الضحك في وجوههم أو الاستهتار بعاداتهم أو الانبهار والتغزل بجمال نسائهم أو الاستخفاف بحذاقتهم في مواطن كالبيع والشراء وتقييم سلوك المستضيف وفقا لثقافة الضيف التي تختلف كثيرا عن تلك البلدان!
ولأن المقال يستدعي (تشريح) هذه الظاهرة المخجلة فلا بأس أن نقول إن هذا السلوك من هؤلاء القلة ابتداء سلوك (معيب) انطلاقا من المفهوم القيمي الأصيل القائم على قول الحق «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» وليس «لتسخروا من بعضكم البعض».
هذه الظاهرة أيضا تستدعي التصريح بالجانب التربوي وقيمة التنشئة ومدى نجاعتها في خلق كائن بشري سوي يمتلك من الآداب العامة والمفاهيم الأخلاقية والإرشادات التعاملية ما يسمو به عن انتقاص الآخر أو التندر بثوابته أو حتى التشكيك في كفاءته وفطنته وكرامته!
ولا يمكن لهذه الظاهرة أن تترك دون بحث مبسط جدا حول أسبابها النفسية والتي لا يخالجني شك في أن جزءا كبيرا منه يتمحور حول تضخم الأنا لدى ذلك السائح والذي يعتقد بهذه السلوكيات أنه الأغزر معرفة والأعلى حظا والأوفر مكانة والأكثر مالا وهي مجموعة من (الحظوظ) تتحول تلقائيا إلى (أسلحة) نارية يستخدمها المعتل نفسيا ليروع بها من حوله من الأسوياء!
هذه السلوكيات من هؤلاء القلة ظاهرة لا يجب أن تترك دون ردع من الطراز الثقيل لأن أذاها سيتعدى محيطهم الفكري الضيق لينال من شعوب وأوطان تعمل جاهدة لإبراز أجمل ما لديها من القيم المثلى والمبادئ النبيلة وربما كانت هذه الممارسات سببا كافيا لتشكيل صور نمطية مخجلة أمام الثقافات العالمية والفكر الإنساني ومعول هدم لجهود بناء الإنسان الذي هو رأسمال الدول ومكسبها الحقيقي في رحلتها نحو التنمية الفاعلة.
بقي لي - كما شخصت - السلوك أن أقترح حلا في صورة مبسطة قابلة للتعديل والتطوير والمراجعة، وهي أن يكون هنالك نشرة توعوية ملزمة حول قيم السياحة وسلوكياتها ترسل إلى كل من ينوي السفر وأن يوقع السائح قبل سفره على احترام ما ورد فيها متحملا نتائج ما يتعارض مع محتواها من المساءلات القانونية والتبعات الجزائية بعد عودته، فلا يمكن لبناء سنين أن يهدمه تصرف لا مسؤول ولا يمكن القبول بكونها تصرفات فردية في عصر مؤسساتي رشيد فمعظم النار من مستصغر الشرر!
dralaaraj@
طبعا لا داعي لسرد تلك الممارسات العبقرية بالتفصيل، فقد باتت معلومة للقاصي والداني وقد بلغ تذمر الناس (الطبيعيين) منها الآفاق ولا سيما أن المتلقي لم يعد ساذجا ولا غائبا عن تشخيص رديء الممارسات من جميلها في زمن أصبح فيه كل تصرف محل فحص وتبصر ونقد ممنهج من كافة أطياف المجتمع!
ولعل أغبى ما في ممارسات أولئك الحمقى - وهم قلة قليلة - هو التندر بالآخرين في بلد السياحة وانتقاد ثقافاتهم أو إظهار سذاجتهم وذلك من خلال الضحك في وجوههم أو الاستهتار بعاداتهم أو الانبهار والتغزل بجمال نسائهم أو الاستخفاف بحذاقتهم في مواطن كالبيع والشراء وتقييم سلوك المستضيف وفقا لثقافة الضيف التي تختلف كثيرا عن تلك البلدان!
ولأن المقال يستدعي (تشريح) هذه الظاهرة المخجلة فلا بأس أن نقول إن هذا السلوك من هؤلاء القلة ابتداء سلوك (معيب) انطلاقا من المفهوم القيمي الأصيل القائم على قول الحق «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» وليس «لتسخروا من بعضكم البعض».
هذه الظاهرة أيضا تستدعي التصريح بالجانب التربوي وقيمة التنشئة ومدى نجاعتها في خلق كائن بشري سوي يمتلك من الآداب العامة والمفاهيم الأخلاقية والإرشادات التعاملية ما يسمو به عن انتقاص الآخر أو التندر بثوابته أو حتى التشكيك في كفاءته وفطنته وكرامته!
ولا يمكن لهذه الظاهرة أن تترك دون بحث مبسط جدا حول أسبابها النفسية والتي لا يخالجني شك في أن جزءا كبيرا منه يتمحور حول تضخم الأنا لدى ذلك السائح والذي يعتقد بهذه السلوكيات أنه الأغزر معرفة والأعلى حظا والأوفر مكانة والأكثر مالا وهي مجموعة من (الحظوظ) تتحول تلقائيا إلى (أسلحة) نارية يستخدمها المعتل نفسيا ليروع بها من حوله من الأسوياء!
هذه السلوكيات من هؤلاء القلة ظاهرة لا يجب أن تترك دون ردع من الطراز الثقيل لأن أذاها سيتعدى محيطهم الفكري الضيق لينال من شعوب وأوطان تعمل جاهدة لإبراز أجمل ما لديها من القيم المثلى والمبادئ النبيلة وربما كانت هذه الممارسات سببا كافيا لتشكيل صور نمطية مخجلة أمام الثقافات العالمية والفكر الإنساني ومعول هدم لجهود بناء الإنسان الذي هو رأسمال الدول ومكسبها الحقيقي في رحلتها نحو التنمية الفاعلة.
بقي لي - كما شخصت - السلوك أن أقترح حلا في صورة مبسطة قابلة للتعديل والتطوير والمراجعة، وهي أن يكون هنالك نشرة توعوية ملزمة حول قيم السياحة وسلوكياتها ترسل إلى كل من ينوي السفر وأن يوقع السائح قبل سفره على احترام ما ورد فيها متحملا نتائج ما يتعارض مع محتواها من المساءلات القانونية والتبعات الجزائية بعد عودته، فلا يمكن لبناء سنين أن يهدمه تصرف لا مسؤول ولا يمكن القبول بكونها تصرفات فردية في عصر مؤسساتي رشيد فمعظم النار من مستصغر الشرر!
dralaaraj@