قبضة حزب الله تهدد استقرار لبنان

الخميس - 17 يونيو 2021

Thu - 17 Jun 2021








عناصر من حزب الله ترفع صور سليماني   (مكة)
عناصر من حزب الله ترفع صور سليماني (مكة)
نبه البنك الدولي في تقرير حديث له إلى أن الجيش اللبناني مهدد الآن بأحد أسوأ الانهيارات المالية التي شهدها العالم خلال المئة والخمسين عاما الماضية، بسبب قبضة حزب الله الإرهابي وتدخله في مفاصل الدولة في لبنان.

وبات الانهيار الاقتصادي يشكل ضغوطا غير مسبوقة على القدرات العملياتية للجيش، مما سيؤدي إلى تجفيف رواتب الجنود وتدمير روحهم المعنوية. ورأى آرام نركيزيان، كبير مستشاري برنامج الشؤون المدنية - العسكرية في الدول العربية بمركز كارنيغي للشرق الأوسط، أن هذا التراجع بالأوضاع الاقتصادية قد يكون نذيرا لعدم استقرار لم نشهده منذ إطاحة النخب السياسية اللبنانية بالقوات المسلحة، وتحديدا في السنوات الخمس التي سبقت الحرب الأهلية بين عامي 1975-1990.

وأشار مسؤول عسكري لبناني بارز لأسوشيتدبرس أن الوضع الاقتصادي أثر بشكل كبير على الروح المعنوية للجنود. وقال «ليس هناك شك في أن هناك استياء كبيرا في صفوف الجيش».

كما أضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته تماشيا مع القوانين «قيادة الجيش قلقة بشأن تطورات الوضع الأمني على الأرض والقدرة على التعامل مع هذه القضية». واعتبر أن دعم الجيش «أمر حاسم» لتجنب سقوط لبنان في الفوضى.

وكان قائد الجيش العماد جوزيف عون حذر في خطاب ألقاه أمام ضباط في مارس من أن الجنود «يعانون» منتقدا «صراحة» القيادة السياسية، التي قال إنها أصيبت بالشلل بسبب الاقتتال الداخلي، ولم تفعل أي شيء تقريبا لمعالجة الأزمة، وتعد تلك التصريحات غير مسبوقة لضباط في الجيش، حيث لا يسمح لهم بالإدلاء بتصريحات سياسية بهذا الشكل الصريح عادة.

يشار إلى أن الجيش اللبناني يوازن جزئيا حزب الله، المدعوم من إيران، والذي يتمتع بقوة مسلحة قوية، فضلا عن هيمنة سياسية واسعة، مما يدفع العديد من المراقبين إلى التخوف الكبير من انهيار المؤسسة العسكرية الرسمية، بما يتيح المجال بالتالي لحزب الله للحلول مكانها والإمساك بشؤون البلاد والعباد.

وفي السياق، حذر نركيزيان من أن تدهور الجيش سيسمح لحزب الله بأن يكون القوة الوحيدة المسيطرة في البلاد، وهي نتيجة لا يريد معظم دول العالم، ولاسيما واشنطن، أن تتحقق.

يذكر أنه بعد عقود من الفساد وسوء إدارة النخبة السياسية، بدأ الاقتصاد اللبناني في السقوط الحر منذ أكتوبر 2019، حيث انهار القطاع المصرفي الذي كان مزدهرا بشكل كبير، وفقدت العملة حوالي 90% من قيمتها مقابل الدولار في السوق السوداء.