طلال الشريف

الوعي السياحي

الأربعاء - 16 يونيو 2021

Wed - 16 Jun 2021

تكمن الأهمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والدولية للوعي السياحي في تنافس دول العالم المتقدمة والنامية على بناء صورتها السياحية في الأسواق المصدرة للسياحة لجذب أكبر عدد من السائحين، لأن السياحة رسالة حضارية وجسر للتواصل بين شعوب العالم تعكس تطور المجتمعات وارتفاع مستوى معيشتها ولها آثار كبرى على الاقتصاديات الوطنية والعلاقات الدولية حتى أطلق عليها البعض عملاق القرن الواحد والعشرين.

ويتمثل الوعي السياحي في إحساس المجتمع بعائد وقيمة السياحة والفهم العميق لها والمحافظة عليها والنظرة الواعية لحاضرها ومستقبلها، وهو أيضا حالة من إدراك الفرد لمقومات الجذب السياحي سواء الطبيعية أو البشرية وفهمه لخصائص النشاط السياحي وأنواع السياحة وتقييمه لفوائدها الاقتصادية وتقديره لمشروعات التنمية السياحية واحترامه للسائح وحسن معاملته وحفاظه على الثروات السياحية ومشاركته الإيجابية في النشاط السياحي.

والوعي السياحي ركيزة أساسية لتنمية القطاع السياحي وضرورة ملحة لا غنى عنها لمختلف أفراد المجتمع، لأنه يمثل الوسيلة الفاعلة لتحقق الفوائد المرجوة من النشاط السياحي ويسهم في تنمية السياحة وتطويرها وتحسين الصورة السياحية في المجتمع والتقليل من بعض الآثار السلبية التي ترافق الصناعة السياحية، وذلك من خلال بناء مجتمع مثقف سياحيا وعلى دراية بأهمية الإنجازات والنجاحات التي يحققها القطاع السياحي وما يقدمه هذا القطاع من فرص ومكاسب اقتصادية تنعكس على أفراد المجتمع.

ويأتي الوعي السياحي على ثلاثة مستويات، مستوى الوعي لدى المجتمع من المواطنين والمقيمين ومن خلال تنظيم حملات التوعية السياحية لبناء وتشكيل الوعي السياحي لأفراد المجتمع وإدراكهم لمقومات الجذب السياحي وفهمهم لخصائص النشاط السياحي وأهميته وفوائده والحفاظ على التراث الثقافي وزيادة وتنمية الوعي السياحي وإثارة الاهتمام والإقناع وخلق اتجاهات إيجابية في أذهان أفراد المجتمع بمختلف شرائحه تجاه صناعة السياحة، ومن خلال حسن تعاملهم مع المرافق السياحية والحفاظ على الموارد السياحية واحترامهم وتقديرهم للقائمين عليها ومقدمي الخدمات على وجه العموم، بما يضمن حسن استقبال السائح الأجنبي وتقديم خدمة سياحية عالية المستوى، ومستوى الوعي السياحي لدى المنتسبين إلى القطاع السياحي من خلال فهم ماهية السياحة، وأصول العمل السياحي، وفنون تلك الصناعة، وسلوكيات التعامل مع السائحين، وأخلاقيات المهنة داخل الإطار السياحي، والتفاعل السياحي بشيوع الكلمات والجمل والعبارات الفريدة منذ اللحظة الأولى في لقاء السياح، والوعي السياحي على مستوى الدولة لتعميق مفهوم الوعي السياحي بما يعزز الانتماء والولاء الوطني واستشعار أهمية المكتسبات الوطنية الناجمة من السياحة، والاعتزاز بالمقومات السياحية ومظاهر الحضارة والمواقع الأثرية في بلادنا، والعمل على إعادة تخطيط المناطق السياحية والاهتمام بالمناطق الواعدة التي تزخر ببيئة سياحية قادرة على جذب السياحة المحلية والدولية.

ولضمان الارتقاء بمستوى الوعي السياحي يستلزم ذلك احتضان المجتمع ككل للسياحة واعتبارها قضية مجتمع، وتطوير برامج التوعية والتثقيف السياحي المقدمة عبر وسائل الإعلام وزيادة فاعليتها، وتطوير الدور التربوي والتعليمي في مجال السياحة بتعزيز الوعي السياحي والتوعية بأهمية السياحة من حيث إنها مصدر واعد يتيح آلاف الفرص الوظيفية للشباب، إضافة إلى أنها واجهة حضارية نطل من خلالها على شعوب العالم للتعريف بوطننا وبعراقة وأصالة المجتمع السعودي وتراثه الثقافي، وتضافر جهود كافة الجهات داخل المجتمع لنجاح مشروع السياحة كصناعة ذات مردود عال على الاقتصاد الوطني.

drAlshreefTalal@