انقلاب تركيا دروس وعبر
الاثنين - 25 يوليو 2016
Mon - 25 Jul 2016
بعد مرور أربع وعشرين ساعة على حادثة مدينة نيس الفرنسية الإرهابية، فوجئ العالم بمحاولة انقلابية بتركيا وسط صمت وترقب عالمي انتظارا لما سوف تسفر عنه المحاولة الانقلابية، وقد حسب الانقلابيون حساب كل شيء وأعدوا له العدة لمواجهته وغاب عنهم شيء مهم ألا وهو حساب الشعب وردة فعله التي كانت فاعلة وأفشلت المحاولة الانقلابية التي فرح بها أعداء النظام التركي، وفي مقدمتهم نظام بشار الأسد وأعوانه.
وبعيدا عن هذه المؤثرات فإن المنطق والواقع يفرض علينا أن يكون موقفنا مما حدث من خلال أمرين: الأمر الأول: ما تمليه مصلحة بلادنا وقيادتنا الرشيدة، حيث لا يخفى على الجميع الأخطار المحدقة ببلادنا من كل حدب وصوب، لا سيما في ظل تذبذب الموقف الأمريكي وتأرجحه في سوريا، مما مكن نظام بشار الأسد وأعوانه الإيرانيين، وما يسمى بحزب الله من وقف سلسلة الهزائم التي تعرض لها جيش بشار، وتمكنوا من استعادة السيطرة على أراض فقدوها وقاموا بإبعاد سكانها وتدمير ممتلكات هذا الشعب المغلوب على أمره. وكذلك الأمر بالنسبة للوضع في العراق، فمنذ أن قام الغرب بالإطاحة بنظام صدام حسين وتسليم العراق على طبق من ذهب للإيرانيين، فقد تعرض العراق وأهله من السنة إلى التدمير والقتل والتهجير بالقوة، وحشدت إيران ميليشياتها الطائفية البغيضة بمباركة من النظام الحالي بالعراق، ولم يكتف النظام الإيراني بذلك، بل حرك أتباعه من الحوثيين للانقلاب على السلطة الشرعية والسيطرة على الحكم في اليمن، في حين يشهد لبنان فراغا رئاسيا بسبب التدخل الإيراني عبر أعوانه ونجاحهم في تعطيل عملية انتخاب الرئيس، وفي ظل هذه المستجدات والتطورات كان هناك التقاء في المصالح والأهداف بين المملكة وتركيا، وظهر هذا التعاون والتنسيق جليا عبر الزيارات الجانبية والمواقف المشتركة معا في المحافل الإقليمية والإسلامية والدولية، على الرغم من محاولات النظام الإيراني التأثير على الموقف السياسي التركي ولكنها باءت بالفشل، وهذا الانقلاب لو قدر له النجاح، فإن آثاره السلبية قد تنعكس على موقف بلادنا الغالية من حيث استفادة الخصوم من هذا التغيير، لذا فإن مصلحة بلادنا تقتضي استقرار الأوضاع السياسية بتركيا واستمرار التعاون والتنسيق في كل المجالات بين البلدين.
الأمر الثاني: هو موقف الشعب التركي مما حدث، فهو شأن داخلي يعنيهم في المقام الأول، وقد لاحظ الجميع رفض الشعب التركي للانقلاب وتجاوبه مع دعوة الرئيس إردوغان إلى الخروج والنزول في الشوارع والتصدي للانقلابيين في أقل من ساعة، وفي مشهد مؤثر يعكس مدى تمسك الشعب بقيادته المنتخبة، لا سيما في ظل الظروف التي تمر بها بلادهم، فضلا عن الاستقرار السياسي، والازدهار الاقتصادي الذي تشهده تركيا حاليا، ولم يقتصر الأمر على الموالين لإردوغان، بل تعداه إلى الأحزاب المعارضة، التي رفضت الانقلاب منذ البداية، حيث لا يخفى على الجميع ما عاناه الشعب التركي من الحكم العسكري طوال السنوات الماضية التي سبقت تسليم الحكم إلى المدنيين منذ أول انقلاب عام 1960م، ولهذا كله باءت هذه المحاولة الانقلابية بالفشل الذريع، وستؤدي إلى تقوية النظام الحالي، في حين أثبتت الأحداث والأيام زيف الغرب في حرصه عليه، فهل يدرك ويعي المعجبون والمنبهرون بالغرب وحضارته هذه الحقيقة!!
[email protected]
وبعيدا عن هذه المؤثرات فإن المنطق والواقع يفرض علينا أن يكون موقفنا مما حدث من خلال أمرين: الأمر الأول: ما تمليه مصلحة بلادنا وقيادتنا الرشيدة، حيث لا يخفى على الجميع الأخطار المحدقة ببلادنا من كل حدب وصوب، لا سيما في ظل تذبذب الموقف الأمريكي وتأرجحه في سوريا، مما مكن نظام بشار الأسد وأعوانه الإيرانيين، وما يسمى بحزب الله من وقف سلسلة الهزائم التي تعرض لها جيش بشار، وتمكنوا من استعادة السيطرة على أراض فقدوها وقاموا بإبعاد سكانها وتدمير ممتلكات هذا الشعب المغلوب على أمره. وكذلك الأمر بالنسبة للوضع في العراق، فمنذ أن قام الغرب بالإطاحة بنظام صدام حسين وتسليم العراق على طبق من ذهب للإيرانيين، فقد تعرض العراق وأهله من السنة إلى التدمير والقتل والتهجير بالقوة، وحشدت إيران ميليشياتها الطائفية البغيضة بمباركة من النظام الحالي بالعراق، ولم يكتف النظام الإيراني بذلك، بل حرك أتباعه من الحوثيين للانقلاب على السلطة الشرعية والسيطرة على الحكم في اليمن، في حين يشهد لبنان فراغا رئاسيا بسبب التدخل الإيراني عبر أعوانه ونجاحهم في تعطيل عملية انتخاب الرئيس، وفي ظل هذه المستجدات والتطورات كان هناك التقاء في المصالح والأهداف بين المملكة وتركيا، وظهر هذا التعاون والتنسيق جليا عبر الزيارات الجانبية والمواقف المشتركة معا في المحافل الإقليمية والإسلامية والدولية، على الرغم من محاولات النظام الإيراني التأثير على الموقف السياسي التركي ولكنها باءت بالفشل، وهذا الانقلاب لو قدر له النجاح، فإن آثاره السلبية قد تنعكس على موقف بلادنا الغالية من حيث استفادة الخصوم من هذا التغيير، لذا فإن مصلحة بلادنا تقتضي استقرار الأوضاع السياسية بتركيا واستمرار التعاون والتنسيق في كل المجالات بين البلدين.
الأمر الثاني: هو موقف الشعب التركي مما حدث، فهو شأن داخلي يعنيهم في المقام الأول، وقد لاحظ الجميع رفض الشعب التركي للانقلاب وتجاوبه مع دعوة الرئيس إردوغان إلى الخروج والنزول في الشوارع والتصدي للانقلابيين في أقل من ساعة، وفي مشهد مؤثر يعكس مدى تمسك الشعب بقيادته المنتخبة، لا سيما في ظل الظروف التي تمر بها بلادهم، فضلا عن الاستقرار السياسي، والازدهار الاقتصادي الذي تشهده تركيا حاليا، ولم يقتصر الأمر على الموالين لإردوغان، بل تعداه إلى الأحزاب المعارضة، التي رفضت الانقلاب منذ البداية، حيث لا يخفى على الجميع ما عاناه الشعب التركي من الحكم العسكري طوال السنوات الماضية التي سبقت تسليم الحكم إلى المدنيين منذ أول انقلاب عام 1960م، ولهذا كله باءت هذه المحاولة الانقلابية بالفشل الذريع، وستؤدي إلى تقوية النظام الحالي، في حين أثبتت الأحداث والأيام زيف الغرب في حرصه عليه، فهل يدرك ويعي المعجبون والمنبهرون بالغرب وحضارته هذه الحقيقة!!
[email protected]