محمد الأحمدي

إجازة يوم واحد تقلل خسائر السياحة

الثلاثاء - 08 يونيو 2021

Tue - 08 Jun 2021

لا شك في أن قطاع السياحة عالميا يشكل رافدا تنمويا للناتج المحلي لاقتصاد الدول، ولذا تتنافس العواصم والمدن السياحية العالمية في محاولة استقطاب السائح المحلي والعالمي إليها. وعلى حسب هيئة السياحة البريطانية VisitBritain فإن مقابل كل جنيه إسترليني استثمار في السياحة يقابله إنفاق 21 جنيها إسترلينيا من الزوار في المملكة المتحدة. ووفقا لذات المصدر فإن السياحة الداخلية البريطانية حققت في عام 2019 قبل الجائحة تحسنا ملحوظا قدر بإنفاق محلي حوالي 19.5 مليار جنيه إسترليني من خلال 99.1 مليون رحلة ليلية، و290 ليلة مبيت خارج المنزل بمتوسط ثلاث ليال، وبزيادة 46.4 مليون رحلة بالعطل في إنجلترا عن العام السابق. وعلى حسب اتحاد التخييم والمتنزهات المتنقلة Caravan and Camping Alliance الذي يزدهر في أيام العطل المدرسية يحقق 9.3 مليارات جنيه سنويا من إنفاق الزوار، و5.3 مليارات من القيمة المضافة للاقتصاد البريطاني.

ولكن ما إن عصفت رياح حظر التجول في 2020 حتى انقلب الحال إلى خسائر وشلل تام لذلك القطاع الحيوي الذي تقدر خسائره في أقل الأحوال بنسبة 49% أو ما يعادل 44.9 مليار جنيه إسترليني أو على حسب مقترح نائب الرئيس التنفيذي للجنة الرقمية والثقافية والإعلامية والرياضية بالبرلمان فإن إجازة البنوك Bank Holidays في بريطانيا قد تقلل الخسائر بنسبة 37 مليار جنيه إسترليني التي تعتبر خسائر قطاع السياحة المحلية والخارجية. حيث أشار إلى أن السياحة المحلية عند فتح الإغلاق قد تغطي ما قدره 22 مليار جنيه إسترليني ويتبقى 15 مليارا للسياحة الخارجية.

وفي ظل تكبد القطاع السياحي البريطاني خسائر باهظة جراء عملية منع التجول فإن الحكومة البريطانية تدرس إضافة إجازة جديدة إلى التقويم الدراسي لهذا العام لمساعدة قطاع السياحة، وتعويض خسائره الباهظة، بالإضافة إلى فكرة عملية الحجر الفندقي المدفوع الذي سيسهم في تشغيل قطاع السياحة الفندقية المقدرة بما يزيد على 200,000 شركة عالمية بالإضافة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة المنتشرة في جميع أنحاء الدولة، وتحقيق المحافظة على الصحة العامة جراء الحجر الفندقي. والجدير بالذكر بأن هيئة السياحة البريطانية قدرت أرباح السنة الميلادية 2020 قبل الجائحة بـ107 مليارات جنيه إسترليني.

وفي السياق السعودي فإن التقديرات الأولية لمؤشر الحركة السياحية في المملكة 2019 قدرت 52,084,170 سائحا، بإجمالي إنفاق قدر بحوالي 53,162,627,159، والسياحة المغادرة 28,439,636 سائحا، بإجمالي إنفاق قدر بحوالي 69,997,941,058. وشكل قطاع السياحة نسبة 22% من السعوديين الذكور، و31.5% من السعوديات الإناث بنسبة إجمالية 53.5% مما يشير إلى أن هناك 46.5% من المشغلين غير السعوديين في قطاعات السياحة المختلفة.

وأشارت الإحصائية أن إجمالي الأنشطة الترفيهية المحلية لعام 2019 بلغ 690 فعالية بواقع 9,784 يوما وبحضور قدر بـ34,699,458، كان نصيب العائلات منها 122 فعالية، والرجال 4 فعاليات، والنساء 22 فعالية، والجميع 542 فعالية، حققت الرياض أكثر نسبة حضور بـ17,017,518 شخصا، وأدناها منطقة نجران بحضور حوالي 46,500 شخص.

وأظهر مسح المنشآت السياحية في إحصائية 2018 أن متوسط سعر الغرفة في الشقق المفروشة 298 ريالا، ومتوسط العائد لكل غرفة 157 ريالا، ومتوسط مدة الإقامة 3 ليال في المملكة. وعند النظر في إحصائية منتصف 2020 لعدد السكان في المملكة حسب العمر من 4 -19 سنة عدد طلاب التعليم العام حوالي ‭10,962,983‬، وعدد الأسر السعودية حوالي 3,591,098 أسرة في 2018.

فمن المتوقع أن يشهد قطاع السياحة الداخلية حركة تشغيلية مستمرة بدلا من النشاط المنتظر في إجازة الصيف الوحيدة، تتطلب توفير خيارات متعددة لفئات المجتمع على مدار العام، وتحفيز المستثمر في القطاع من المنافسة. ففي أبسط الحالات عند أخذ عدد الأسر السعودية بمعدل سكن ثلاث ليال فإنها ستضيف مبلغ 3,210,441,612‬ ريالا لقطاع السياحة السكني فحسب دون حساب عملية الإنفاق المصاحب.‬‬‬‬

وعلى هذا بعيدا عن المستهدفات التعليمية المشار إليها في المقال السابق حول التقويم الدراسي للفصول الدراسية الثلاثة، فإن عوائده على السياحة الداخلية يتوقع أن ترتفع مع افتتاح مشاريع صندوق الاستثمارات العامة كمشروع القدية، والبحر الأحمر، ووداي الديسة، وأمالا، ونيوم، والعلا، وشركة السودة، وبوابة الدرعية، بالإضافة إلى استضافة الألعاب العالمية والمسابقات الدولية، ودخول شركات عالمية للفندقة للسوق السعودي لتلبية الاحتياج في مدن المملكة، وإنشاء هيئة المتاحف، والمهرجانات المختلفة بمناطق المملكة وغيرها من المناشط في المملكة. كل هذا سيسهم في تعزيز السياحة المحلية على مدار العام، ورفع روح الانتماء، واكتشاف مقدرات الوطن، وتعزيز القيم المجتمعية في التعرف على حضارة مجتمعهم بعمق، وغرسها في الأجيال، وستسهم الإجازات القصيرة في تحقيق ذلك الهدف.

alahmadim2010@