محترفو لعبة إعادة التعمير
الاثنين - 07 يونيو 2021
Mon - 07 Jun 2021
بعد كل حرب يرحل شبحها، الذي تصوره بعض المعتقدات المبحرة في الخيال بهيكل عظمي يرتدي معطفا أسود ويحمل منجلا طويلا بنهاية حادة منحنية كان يصرم بها الأرواح على كتل الرماد.
ويحضر وقت إعادة التعمير ملاكا عصريا بأعين ربوت دامعة زرقاء، وأطراف على شكل أغصان الزيتون، ولسان حرباء.
إعادة البناء لعبة تحترفها الدول العظمى المتباهية بكونها مقسمة الأرزاق، والمتحكمة بالدول المانحة، بإنسانية تدعي معالجة الجروح، وتأهيل الإعاقات، ولملمة الأسر، التي فقدت الكثير من أفرادها وممتلكاتها، والتهيئة لمرحلة جديدة من النسيان، وهمة تشييد البنية التحتية لأرض أجرمت فيها الحرب، وذبحت فوقها كل ثقافة وخصوصية.
وللعجب، فحتى الطرف المقترف لجرائم الحرب يطمع ويخطط للحصول على تعاطف الدول المانحة معه.
هبات بالمليارات تقوم عليها لجان أممية مستفيدة من خيراتها بمفهوم (مصائب قوم عند قوم فوائد).
اللعبة عالمية فجة سياسيا واقتصاديا، والدورة تكتمل دوما بأحقية، وتعاطف، والتظاهر بتأدية واجب، بمخططات ملتوية يراد بها ترسيم كينونة القادم.
ولا عجب فلربما تعود أموال التعمير، لأيدي من دفعها، أو بتقاسمها مع من لا يستحقونها، بالخضوع لأنظمة السيطرة والدبلوماسية العالمية، والضغوطات والترهيب، وخطط (امسك لي وأقطع لك) ومفاهيم استعمارية توسعية تحكمية تعيد رسم الخرائط وتحمل شعلة الحرب لمنطقة جديدة.
لإعادة التعمير صور عديدة تختلف فيها الخطوط والخطوات، وقد تنتهي ببعض الخير على الوطن المحترق ومن تبقى من أهله، ولكنها غالبا تخطئ الحسبة وتميل لصالح المحتل، أو من استفاد من تلك الكوارث، فتنقلب المبادئ، وتنسلخ الحقوق، ويسارع إلى التعمير بحجة إنقاذ الشعب المنكوب، ولكنهم سرعان ما ينكرون من ضيعوا أوراق أحقيتهم بأرض أو بيت أو مزرعة، كانوا يمتلكونها قبل الحرب، بجفوة وتهميش، وبغرض تسليمها باردة مبردة لذوي سلطة أو لمحظوظ لم يكن له علاقة بها.
من غيبهم الموت، لا يمكن أن يحضروا القسمة، ومن سحقهم الظلم لا يمكن أن يفرحوا بتعمير، ومن قام حظه، وقوته وفائدته عند من يدير المشهد، سينال الخيرات، ويكتب بيده قصص مفتعلة جديدة، مهما اختلف قلبه ولونه ولسانه ومعتقده.
الكل يكسب بلعبة التعمير، إلا أهل الحق، وتلك كارثة ترسخها هيئة الأمم المتحدة، التي لا تغوص في الأسباب ولا تضبط الإجراءات، وتكتفي بنيل حظها من التنظيم والإشراف على لعبة التعمير.
المثال الساخن الحي بيننا ما حدث في غزة، وما هو متوقع من قبل الفصائل ومنظمة حماس، وما أقره النظام العالمي بذهاب المساعدات عبر السلطة الفلسطينية، وحكومة إيران تلطم، وربما لن تحصل على ما صرفته على الصواريخ، ولكنها تعول على محادثاتها عن مفاعلها النووي، وشركات إسرائيل تسعى لحصتها في التعمير.
الشركات الإقليمية تنتظر بشهية مفتوحة، والشركات العالمية مطمئنة بأن لها الحظ الأوفر في عمليات التعمير.
ومثالنا الثاني إعادة إعمار سوريا، ولا أحد يعرف هل سينال خيرها بشار بعد فوزه في الانتخابات المضحكة، أو أنها حق لروسيا، وتركيا وإيران، أم ستحوشها أمريكا ودول أوروبا عيني عينك.
وسؤال المليار، من سيكون المانح الأعظم، وهل للشعب السوري حقيقة تواجد على أرض الخراب، أم أن حقوقهم مغتصبة في الحرب والسلم معا، وحتى لو عمرت بالزجاج، فلن يطال من هجروا منها قسرا وخوفا إلا حد الشظايا.
shaheralnahari@
ويحضر وقت إعادة التعمير ملاكا عصريا بأعين ربوت دامعة زرقاء، وأطراف على شكل أغصان الزيتون، ولسان حرباء.
إعادة البناء لعبة تحترفها الدول العظمى المتباهية بكونها مقسمة الأرزاق، والمتحكمة بالدول المانحة، بإنسانية تدعي معالجة الجروح، وتأهيل الإعاقات، ولملمة الأسر، التي فقدت الكثير من أفرادها وممتلكاتها، والتهيئة لمرحلة جديدة من النسيان، وهمة تشييد البنية التحتية لأرض أجرمت فيها الحرب، وذبحت فوقها كل ثقافة وخصوصية.
وللعجب، فحتى الطرف المقترف لجرائم الحرب يطمع ويخطط للحصول على تعاطف الدول المانحة معه.
هبات بالمليارات تقوم عليها لجان أممية مستفيدة من خيراتها بمفهوم (مصائب قوم عند قوم فوائد).
اللعبة عالمية فجة سياسيا واقتصاديا، والدورة تكتمل دوما بأحقية، وتعاطف، والتظاهر بتأدية واجب، بمخططات ملتوية يراد بها ترسيم كينونة القادم.
ولا عجب فلربما تعود أموال التعمير، لأيدي من دفعها، أو بتقاسمها مع من لا يستحقونها، بالخضوع لأنظمة السيطرة والدبلوماسية العالمية، والضغوطات والترهيب، وخطط (امسك لي وأقطع لك) ومفاهيم استعمارية توسعية تحكمية تعيد رسم الخرائط وتحمل شعلة الحرب لمنطقة جديدة.
لإعادة التعمير صور عديدة تختلف فيها الخطوط والخطوات، وقد تنتهي ببعض الخير على الوطن المحترق ومن تبقى من أهله، ولكنها غالبا تخطئ الحسبة وتميل لصالح المحتل، أو من استفاد من تلك الكوارث، فتنقلب المبادئ، وتنسلخ الحقوق، ويسارع إلى التعمير بحجة إنقاذ الشعب المنكوب، ولكنهم سرعان ما ينكرون من ضيعوا أوراق أحقيتهم بأرض أو بيت أو مزرعة، كانوا يمتلكونها قبل الحرب، بجفوة وتهميش، وبغرض تسليمها باردة مبردة لذوي سلطة أو لمحظوظ لم يكن له علاقة بها.
من غيبهم الموت، لا يمكن أن يحضروا القسمة، ومن سحقهم الظلم لا يمكن أن يفرحوا بتعمير، ومن قام حظه، وقوته وفائدته عند من يدير المشهد، سينال الخيرات، ويكتب بيده قصص مفتعلة جديدة، مهما اختلف قلبه ولونه ولسانه ومعتقده.
الكل يكسب بلعبة التعمير، إلا أهل الحق، وتلك كارثة ترسخها هيئة الأمم المتحدة، التي لا تغوص في الأسباب ولا تضبط الإجراءات، وتكتفي بنيل حظها من التنظيم والإشراف على لعبة التعمير.
المثال الساخن الحي بيننا ما حدث في غزة، وما هو متوقع من قبل الفصائل ومنظمة حماس، وما أقره النظام العالمي بذهاب المساعدات عبر السلطة الفلسطينية، وحكومة إيران تلطم، وربما لن تحصل على ما صرفته على الصواريخ، ولكنها تعول على محادثاتها عن مفاعلها النووي، وشركات إسرائيل تسعى لحصتها في التعمير.
الشركات الإقليمية تنتظر بشهية مفتوحة، والشركات العالمية مطمئنة بأن لها الحظ الأوفر في عمليات التعمير.
ومثالنا الثاني إعادة إعمار سوريا، ولا أحد يعرف هل سينال خيرها بشار بعد فوزه في الانتخابات المضحكة، أو أنها حق لروسيا، وتركيا وإيران، أم ستحوشها أمريكا ودول أوروبا عيني عينك.
وسؤال المليار، من سيكون المانح الأعظم، وهل للشعب السوري حقيقة تواجد على أرض الخراب، أم أن حقوقهم مغتصبة في الحرب والسلم معا، وحتى لو عمرت بالزجاج، فلن يطال من هجروا منها قسرا وخوفا إلا حد الشظايا.
shaheralnahari@