عبدالله محمد الشهراني

شركات الحج والخير الكثير

الأربعاء - 02 يونيو 2021

Wed - 02 Jun 2021

صدر القرار بتحويل مؤسسات الطوافة إلى شركات تعمل بنظام محوكم يعتمد على الكفاءة في القيادة، والتطوير في المخرجات والمنافسة في تقديم الخدمة، وهي أمور سوف تنعكس وبشكل جوهري على جودة الخدمة المقدمة لضيوف الرحمن. كيانات انتقلت - ولو بشكل جزئي - من وزارة الحج والعمرة إلى وزارة التجارة، متخطية مفهوم ومجال نشاطها التقليدي المحدود إلى تعدد الفرص والمجالات.

مؤسسات الطوافة كانت محكومة بطبيعة الخدمة المطلوبة للحاج، المحدودة بفترة زمنية ضيقة، وبسبب تلك النوعية من الخدمة والمفروضة بشكل رسمي على المؤسسات، لم تستطع تلك الكيانات تطوير أعمالها ولا خلق فرص جديدة، وبقيت ملزمة فقط بتنفيذ ما هو محدد لها من أشكال الخدمة. وبسبب الفترة الزمنية الضيقة (فترة الحج)، نجد أن نظام المؤسسات يعتمد على العمل المؤقت بالنسبة للمطوفين، وبالتالي فهو غير مناسب ولا محفز على استقطاب الكوادر المتخصصة من خارج دائرة المطوفين، وهذا أيضا عامل مؤثر وبشكل سلبي في تطور المؤسسات.

لكن وبعد تحول مؤسسات الطوافة إلى شركات لم تعد الأسباب السابقة موجودة، فالخدمات التي يمكن أن تقدمها الشركات والنشاطات والفرص لا سقف لها، والفترة الزمنية الضيقة سوف تصبح 365 يوما. لن تقتصر خدمة الحاج على خيمة عرفة ووجبات المشاعر، بل سوف تتمكن هذه الشركات من تقديم خدمة الإسكان والإعاشة في مكة، والتي بسببها أصبحت بعثات الحج كيانات تملك أموالا طائلة. أعرف واحدة من تلك البعثات وقد أصبحت تمتلك ناطحة سحاب، وبعثة حج أخرى مساهمة في شركة سيارات، ومساهمة أيضا في مصنع لإنتاج أجهزة الكمبيوتر. بعثات الحج استطاعت أن تتاجر في سكن مكة والمدينة، تشتريه من الفندق مباشرة وتبيعه على الحجاج، وتفاوض في عقود الإعاشة - في مكة والمدينة - لتحصل على أفضل الأسعار وتعيد بيع الخدمة على الحاج. الآن أصبحت شركات الحج قادرة على الاستثمار في الفنادق وهي المسؤولة عن الإسكان، وهي أيضا تستطيع أن تستثمر في قطاع الإعاشة وتقديم الخدمة مباشرة للحاج. شركات الحج أمام فرصة كبيرة في المنافسة لتقديم خدماتها لقاصدي البيت الحرام طوال العام من خلال إنشاء إدارات داخلية أو تكوين شركات صغيرة تابعة لها تقدم خدمة DMC، وهذا هو المجال الجديد الذي تستهدف المملكة النهوض به، وهو باختصار شركات تقدم خدمات متنوعة للزائر منذ دخوله إلى خروجه من أرض الوطن، من استقبال وإسكان وإعاشة وتنقل وزيارات وجولات... إلخ. هذه النشاطات التجارية الجديدة على الشركات - مؤسسات الطوافة سابقا - وغيرها مما لا يمكن حصره سوف تسهم في ديمومة الشركات ونمو أرباحها، وسوف تساعد على الخروج بها من دائرة العمل المؤقت إلى رحاب التخصص والاحتراف.

ربما يكون أجمل ما سينتجه هذا التحول - من وجهة نظري - هو: خلق عدد كبير من الوظائف.

@ALSHAHRANI_1400