علي أحمد

«الفرق بين الذات الحقيقية والمزيفة»

الاحد - 30 مايو 2021

Sun - 30 May 2021

لننظر إلى التطور قليلا، التطور شيء مطلوب في هذه الحياة، لا بد أن نتقدم ونتعلم ونطمح إلى الأفضل دائما، ونتثقف ونستطلع، لنعزز الثقافة الذاتية، والمهارات العقلية.

وليتوسع الفكر ويكبر أكثر، ويكون لدى عقولنا تنمية فكرية وتقدم في حياتنا اليومية والعملية، لابد أن نبحث في تلك الوسائل، لتثقيف وتطوير الذات، ولابد أن يكون لدينا إرادة، وعزيمة، وإصرار.

ومن الأمثلة على تلك الوسائل الكتب، المجلات، الجرائد، الدورات التدريبية... للاستطلاع والتعلم بشكل مفيد.. مطلوب التطور لجميع الفئات العمرية.

لنتحدث ونقارن بين الذات الهادفة والذات غير الهادفة من بداية عمر الإنسان إلى نهايته.. مثلا الطفل في حال محاولته للوقوف والمشي حتما هذا شيء جديد عليه ولابد أن يحاول مرة وأخرى إلى أن يتعلم ويتمرس إلى أن يصبح شيئا طبيعيا جدا لديه وأيضا بعد تقدمه في العمر يتعلم في حياته الأساسيات، ومن أهمها كيف يقرأ وينطق الحروف بالشكل الصحيح وذكر في كتاب الله عز وجل.. أول ما نزل على رسولنا الأكرم في سورة العلق (اقرأ)... ثم يتعلم كتابة الحروف ونطقها بل الممارسة.. ونص على ذلك كتاب الله جل وعلا (الذي علم بالقلم).. ثم يتقدم بالعمر إلى أن يصل إلى سن المراهقة وهنا نقطة التحول!

إما هذا الإنسان في هذا العمر أن يبدأ في تنمية وصنع ذاته ويتيح لذاته التثقف والاطلاع عبر الوسائل التي ذكرناها.. وثم يضع له أهدافا في الحياة ويسعى إلى إنجازها وتحقيقها ويصبح إنسانا ناجحا، وإما أن يكون إنسانا بلا ثقافة وبذات ليس لديها أهداف.

ونحن للأسف الدول العربية الكثير من أبناء الشعوب لا يعززون مهاراتهم ولا ذواتهم وحقيقة أن الدول الأجنبية شعوبها أفضل من شعوبنا بكثير لديهم ثقافة عالية وذوات جيدة والقليل منهم المتخلفون ونشر من قبل بعض الجهات المتخصصة بأن كل ثمانية من العرب يقرؤون كتابا واحدا بالسنة، والإنسان الأوروبي يقرأ خمسة وثلاثين كتابا بالسنة!

وأيضا في عام 2003 المستوى العربي من طباعة ونشر الكتب 5000 آلاف كتاب ولكن في أمريكا 2003 طبع ونشر 300 ألف كتاب هل لاحظتم الفرق؟

وبعد مرور عدة أعوام هذه الذوات ستكون لها أسرة.. الذات الهادفة والناجح حتما يختلف عن الذات غير الهادفة علميا وعقليا سواء كان في تحمل المسؤولية وطريقة تربية الأبناء في المستقبل... الفرق في تربية الأبناء للذات الناجحة والذات غير الناجحة.

الذوات الهادفة تربيتهم لأبنائهم تختلف اختلافا كليا.. وكل ذات هادفة لها تربية خاصة ومختلفة، لنذكر بعض أنواع التربية للأبناء يوجد لدينا التربية الحازمة والتربية المتساهلة في بعض الأحيان.

ومن الآثار والنتائج التي تأتي من وراء أنواع هذه التربية هي أن يكون الأبناء فاعلين في المجتمع ويوجد لديهم أيضا القدرة على حل المشكلات ومهارات التأقلم مع المجتمع ويساعدهم أيضا في نمو دماغهم بالإيجابية صحيا.

والذوات غير الهادفة.. للأسف الكثير والبعض من الآباء والأجداد السابقين طريقة تربيتهم لأبنائهم طريقة قاسية وعنيفة .. مثلا التربية بالضرب والآلات الحادة والمخيفة.. وكلنا طبعا نعرف أن لغة الضرب أجلكم الله للحيوان وليس للإنسان... ابن آدم إنسان مكرم وذكر ونص ذلك كتاب الله عز وجل (ولقد كرمنا بني آدم)... وإلى الآن للأسف ما زالت هذه الطريقة في الوجدان مع كثير من البشر..!

ما سبب طريقة التربية القاسية في الماضي التي ما زالت في الوجود مع حاضرنا؟ لأن قبل لا تتوفر الوسائل الحديثة وأيضا لم يتفكروا في هذه الآية التي ذكرت في كتاب الله.. وما زالت باقية في حاضرنا بسبب عدم الاطلاع والقراءة والثقافة.. وللأسف أنها سهلة جدا الآن تتوفر وسائل حديثة تسهل علينا!

وهناك نتائج سلبية كثيرة جدا لنذكر البعض منها.. تصيب الأبناء بالأمراض العقلية.. وقد تتسبب في إيذاء النفس.. وعدم احترام الذات.. والسلوك الدفاعي.. وخطر الإصابة بأضرار دائمة!

وبعد مرور سنوات سوف يتقدم الآباء في العمر إلى أن يصلوا إلى أربعين سنة وفوق ولكن يوجد منهم المريض ومنهم من يتوفى لا اعتراض على قدر الله ولكن نؤمن بالأسباب للأسف الإنسان لا يعيش عمرا طويلا عمره قصير من النادر أن نرى إنسانا يعيش مئة سنة وهو خال من الأمراض أو نحصل على إنسان في هذا العمر ولكن يعيش صراعا مع المرض يا ترى ما أسباب حدوث هذا الأمر؟

هناك عوامل كثيرة ومنها... عوامل.. جينية، بيئية، سلوكية، مادية، عاطفية .. كل عامل وله اضطراباته وأسبابه.. ومن الأعراض الجسدية والنفسية... الشعور بالضعف العام، والخمول، والإمساك أو الإسهال، وتوقعات سلبية ونظرة تشاؤمية، وتوقع المرض الجسدي في أي لحظة، وتخوف من أي نشاط جسدي..

ومن خطورة هذه الأمراض.. تؤدي إلى اضطراب في النوم، الاكتئاب الحاد، الاستجابة السريعة للتعرض للصدمات.. وتوجد عدة طرق لكيفية التعالج والتعافي من هذه الأمراض ومنها.. الاستعانة بطبيب نفسي متخصص لأي مرض تعاني منه، الاعتناء بصحتك العامة والصحة النفسية للتعايش طبيعيا، الدعم الأسري وجماعات الدعم الذاتي.. وهناك طرائق عديدة.

الخلاصة هي تثقفوا تقدموا تطوروا ارسموا لكم أهدافا تحققونها في هذه الحياة لكي تعيشوا في نجاح وتنجزوا بشكل جيد وفعال، وهذه الإنجازات آثارها إيجابيا ونفسيا وعقليا على الذات وأيضا على تطور أبنائك وأبناء أبنائك ولوطنك.. (وطن لا تحميه لا تستحق العيش فيه).