إيران تكفر من يرفض التصويت للرئيس

رضائي ينفي التنحي من السباق.. والمتشددون خائفون من تشتت أصواتهم خامنئي يشعر بالرعب من حملة مقاطعة الانتخابات ويؤيد استبعاد نجاد ولاريجاني غضب شعبي في طهران بعد استبعاد 13 مرشحا وغلق الباب أمام المعتدلين
رضائي ينفي التنحي من السباق.. والمتشددون خائفون من تشتت أصواتهم خامنئي يشعر بالرعب من حملة مقاطعة الانتخابات ويؤيد استبعاد نجاد ولاريجاني غضب شعبي في طهران بعد استبعاد 13 مرشحا وغلق الباب أمام المعتدلين

السبت - 29 مايو 2021

Sat - 29 May 2021

دفع تزايد المخاوف في إيران من مقاطعة الانتخابات الرئاسية، إمام جمعة مدينة مشهد وممثل المرشد في محافظة خراسان رضوي أحمد علم الدين إلى تكفير كل من لا يشارك في التصويت يوم 18 يوليو المقبل.

ودافع والد زوجة إبراهيم رئيسي، المرشح المدعوم بقوة من المتشددين عن قرار مجلس صيانة الدستور، باستبعاد مئات المرشحين، واعتبر علم الهدى الذي يمثل محافظة خراسان في مجلس خبراء القيادة الذي يختار المرشد عامة أن كل من يجاهر بعدم مشاركته في الانتخابات ليس بمسلم.

وأضاف «إن المرشد الأعلى والمراجع الدينية أفتوا بأن المشاركة في الانتخابات فرض ديني» في إشارة إلى أن مقاطعتها حرام، ليعيد إلى الأذهاب الخرافات التي دأب نظام ولاية الفقيه على بثها في إيران.

حالة رعب

ويعيش النظام الإيراني حالة رعب خشية ابتعاد الإيرانيين عن الانتخابات، في ظل سياسة القمع التي يمارسها والي الفقيه مع كل من يخالف الرأي، ومع التدخل المباشر لفرض المتشددين وحصر التنافس على خلافة روحاني بينهم، واستبعاد كل الشخصيات المعتدلة وعلى رأسها علي لاريجاني ومحمود أحمدي نجاد.

وحث المرشد الإيراني على خامنئي قبل يومين الناخبين، على تجاهل الدعوات إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، مع تزايد الانتقادات إزاء استبعاد مجلس صيانة الدستور لشخصيات بارزة مرشحة.

وقال لأعضاء مجلس الشورى في كلمة عبر الفيديو «تجاهلوا الذين يشنون حملات ويقولون إنه لا فائدة من التوجه إلى صناديق الاقتراع وإنه لا ينبغي لأحد أن يشارك في الانتخابات».

مقاطعة التصويتوقال التلفزيون الرسمي الإيراني، «إن خامنئي أيد قرار مجلس صيانة الدستور باستبعاد مرشحين معتدلين ومحافظين بارزين كانوا يسعون لخوض الانتخابات الرئاسية في يونيو المقبل، يما يعزز فرص رئيسي المقرب من خامنئي وحليفه، في الفوز بالرئاسة، واستبعد منافسيه البارزين وأهمهم الرئيس المحافظ الأسبق أحمدي نجاد، ورئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، وهو محافظ معتدل، وإسحاق جهانجيري البراجماتي، الذي يشغل منصب النائب الأول للرئيس الحالي حسن روحاني.

وتشير استطلاعات الرأي الرسمية إلى أن نسبة المشاركة في التصويت قد تتدنى حتى 30%، وهي نسبة تقل كثيرا عن نظيرتها في الانتخابات السابقة.

وكان نشطاء دعوا إلى مقاطعة التصويت وحقق وسم (لا للجمهورية الإسلامية) الذي تناقله إيرانيون في الداخل والخارج انتشارا واسعا على موقع تويتر في الأسابيع الماضية.

غضب شعبي

وزاد الغضب الشعبي في إيران بعد أن استبعد مجلس صيانة الدستور، الذي يفحص أوراق المرشحين، ووافق على سبعة مرشحين فقط، منهم رئيس السلطة القضائية المتشدد إبراهيم رئيسي وكبير المفاوضين النوويين السابق سعيد جليلي، وذلك من أصل 590.

ومن المقرر أن يختار الإيرانيون في 18 يونيو خلفا للرئيس حسن روحاني وسط مشاعر استياء واسعة إزاء أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة، وعقب احتجاجات استخدمت السلطات الشدة في التعامل معها، في شتاء 2017-2018 وفي نوفمبر 2019.

احتكار الانتخابات

واعتبرت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن النظام الإيراني يحتكر الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو المقبل، بمنعه عشرات المرشحين من المشاركة في الانتخابات، بحيث يمهد الطريق لانتصار سلس لإبراهيم رئيسي، الداعية المتشدد البارز، الذي خسر في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2017.

وأضافت الصحيفة أن قائمة المستبعدين من السباق ضمت المعتدلين والإصلاحيين تقريبا، في خطوة تضيق نطاق المشاركة السياسية، في وقت تواجه فيه الجمهورية الإيرانية استياء داخليا متزايدا.

وأضافت أن «استبعاد هؤلاء المرشحين يمهد الطريق أمام انتصار سلس لرئيسي، مشيرة إلى أن المحللين يحذرون من أن هذه الخطوة يمكن أن تؤدي إلى تراجع نسبة المشاركة في الانتخابات، وتهدد بالمزيد من تقويض شعبية النظام الحاكم، الذي قام مرارا بحملات قمع تستهدف الاضطرابات السياسية والاقتصادية المتكررة».

خطة المتشددين

ونقلت الصحيفة عن علي فتح الله نجاد، الباحث في جامعة برلين، قوله «يبدو أن خطة المتشددين تقوم على الاحتكار الكامل للسلطة، مما يلقي بظلاله على أي رغبة لإثبات أن الانتخابات التي ستجري قريبا في إيران تعتبر دليلا على شرعية النظام الحاكم».

وأشارت إلى أن استبعاد مجلس صيانة الدستور في إيران للمرشح المحافظ البارز علي لاريجاني، الرئيس السابق للبرلمان على مدار 12 عاما حتى عام 2020، والذي كان من المتوقع أن يكون المنافس الأبرز لإبراهيم رئيسي، وعزت ذلك إلى أن آراءه تميل حاليا إلى حكومة معتدلة بشكل أكبر من رئيسي.

لا تكرار للخطأ

وقال حميد رضا جلايبور، الأستاذ في جامعة طهران «يتمتع المجلس هذا العام بمزيد من السيطرة على العملية، بعد الانتصار المفاجئ الذي حققه الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية 2013، بعد استبعاد مجلس صيانة الدستور للرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني».

وأضاف «في السابق كانوا يعتقدون أن روحاني ليست لديه الفرصة للفوز، هذه المرة لا يريدون تكرار نفس الخطأ» حيث ستنحصر المنافسة بين المتشددين بعد إبعاد كل الاصلاحيين والمعتدلين، وإبعاد 13 شخصية دفعة واحدة من قبل مجلس صيانة الدستور دون الإعلان عن مبررات ذلك.

رضائي يرفض

من جهته، رفض المرشد المتشدد محسن رضائي التنحي من سباق الانتخابات الرئاسية في إيران، مما يفاقم مخاوف المتشددين من تشتت أصوات أنصارهم.

وأكد رضائي أنه لن ينسحب من سباق الانتخابات لصالح أي مرشح من بينهم منافسه المتشدد رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، وجاءت تغريدته بعدما ترددت معلومات حول عزمه الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية لصالح رئيسي.

وأغلق رضائي الباب أمام رئيسي الذي يتطلع إلى الفوز بالانتخابات الرئاسية في ظل منافسة مع ستة مرشحين آخرين أغلبهم من التيار المتشدد، بينهم المرشح البارز سعيد جليلي الأمين السابق لمجلس الأمن القومي الإيراني وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام ومستشار المرشد علي خامنئي.

محسن رضائي:

  • لواء وقائد عسكري سابق في الحرس الثوري.

  • مواليد خوزستان 1954 م.

  • قاد الحرس الثوري لسنوات عدة.

  • عينه المرشد الأعلی أمينا عاما لمجمع تشخيص مصلحة النظام عام 2007.

  • ترشح في انتخابات 2005 وانسحب بعد يومين من السباق.

  • ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2009 وحصل على 1.7% من الأصوات.

  • ترشح في انتخابات 2013 وحصل على المرتبة الرابعة.

  • يعد من مؤسسي منظمة مجاهدي الثورة.

  • حاصل على الدكتوراه في الاقتصاد.