عبدالله محمد الشهراني

قطاع التسويق في الطيران... ماذا أنتم فاعلون؟

الأربعاء - 26 مايو 2021

Wed - 26 May 2021

في مقال سابق بعنوان «حتى لا يتفاقم النزيف... مقترح»، ذكرت فيه أن شريحة المسافرين بهدف العمل «اجتماعات، تدريب، مؤتمرات... إلخ» سوف يحدث فيها انكماش كبير جدا، وهي شريحة مهمة تدر أموالا طائلة على شركات الطيران، وهي تستحوذ عادة على درجة الأعمال بشكل كبير والدرجة الأولى في نطاق ضيق. مجددا التطبيقات على أجهزة الجوال والكمبيوتر تغزو قطاع صناعة النقل بلا رحمة، فبعد أوبر وكريم وما أحدثاه من إقصاء لشركات الأجرة، ظهر «تيمز وزوم» وغيره من التطبيقات التي قربت البعيد (وجابت العيد) لقطاع الطيران.

المقال ليس دعوة -افتراضية- للبكاء على اللبن المسكوب، فعملاء شركات الطيران قد اعتادوا على هذه التطبيقات (وأنتهينا)، ومُلّاك الشركات ومسؤولو الميزانيات (صفّروا بند رحلات العمل)، وسوق الطيران الآن وخصوصا -قطاع المبيعات- أصبح يتعامل مع حقيقة. في مثل هذه الظروف تظهر القدرات التسويقية في الشركات، وأخص بالذكر القدرات الإبداعية لدى فرق التسويق، المسوق المحترف لا يستسلم أبدا، فإن خسر بضاعة كسب بأخرى، وإن أفل منتج أشرق بآخر، عقلية المسوّق الناجح بين التطوير أو التفكير خارج الصندوق، تجده إما ينمو بمبيعات منتج ناجح، أو يخلق منتجا جديدا من العدم.

سوق الطيران في العالم ينادي قطاع التسويق بصوت عال (أنا فـ عرضك)، دعنا من تقاريرك وتوقعاتك (وشوف لنا حل)، ماذا أنتم فاعلون لأولئك المغادرين -شريحة الأعمال- بلا عودة. قطاع التسويق أمام تحد ليس بالسهل، فنمو المبيعات للشرائح الأخرى من المسافرين أمر في غاية الصعوبة خلال السنوات القريبة القادمة، والإصرار عليه يعد نوعا من «الإفلاس الإبداعي». فريق التسويق الناجح في سوق الطيران هو من سوف يخلق منتجات جديدة، هو من سوف يستحدث محفزات للسفر بشكل غير تقليدي. أعتقد أن الإنجاز العظيم الذي سوف يحدثه قطاع التسويق -إن استطاع- في سوق الطيران هو خلق شريحة مسافرين جدد بديلا لأولئك المغادرين بسبب «تيمز وزوم».

قطاع التسويق أمام مسؤولية عظيمة أيضا، فقدرته على إعادة المبيعات والسفر إلى سابق عهدها سوف تنعكس إيجابيا ليس فقط على شركات الطيران، بل سوف يتعدى الأثر إلى كل القطاعات المرتبطة بالطيران والسفر بشكل مباشر وغير مباشر.

ليس تشاؤما ولكن... إما أن يفكر قطاع الطيران خارج الصندوق، أو أن يتحول الصندوق -في بعض الشركات- إلى تابوت.

ALSHAHRANI_1400@