أحمد الهلالي

خالد الفيصل يتوج خدمة العربية بوقف مبين!

الثلاثاء - 25 مايو 2021

Tue - 25 May 2021

الأوقاف فكرة نوعية لاستدامة المصادر، وهي من الأفكار الرائدة التي اعتمدت عليها بعض المشروعات الخيرية، التي استطاعت تأسيس أعيان تدر عليها دخلا سنويا ييسر أداء رسالتها، ما يخفف من اعتمادها على الداعمين، ولو عدنا بالذاكرة لاستجلاء دور الأوقاف، وتأملنا الموقف المالي لبعض الصحف الورقية، لرأينا أثره الإيجابي في المؤسسات الصحفية التي اعتمدت عليه، فخفف من وطأة الأزمة الخانقة التي تعرضت لها، والموقف المأزوم للمؤسسات التي غفلت عن أهميته، ولعل من المبشر أن تتجه الجامعات في رؤيتها الجديدة إلى الأوقاف بجدية.

فكرة وقف لغة القرآن (مبين) مدهشة، فهي مبادرة قدمتها جامعة الملك عبدالعزيز من خلال منتدى مكة الثقافي، فاستحسنها القائمون على الملتقى بقيادة نصير العربية أمير البيان خالد الفيصل، وحصلت بجدارة على جائزة مكة للتميز؛ لأنها بحق من المبادرات النوعية الذكية في خدمة العربية، وهي الأولى من نوعها، وها هي اليوم تتهيأ لنراها صرحا عملاقا على شارع عبدالله السليمان بجدة، وقد خصصت الجامعة ـ مشكورة ـ مساحة كبيرة لبناء وقف لغة القرآن عليها، بجهود المخلصين للغتهم ووطنهم وأمتهم.

جهود الأمير خالد الفيصل في خدمة اللغة والثقافة والأدب تذكر فتشكر، وهي أكبر من استعراضها بمقالة قصيرة، وأوسع من الإحاطة بها في عجالة، وما تخصيص دورة من دورات ملتقى مكة الثقافي تحت عنوان (كيف نكون قدوة في لغة القرآن) إلا واحدة من أفكاره لاستنهاض الهمم لخدمة العربية وتطوير أدوات العناية بها، فجاءت هذه المبادرة ضياء ساطعا، وليس سرا أن نما إلى علمي اهتمام الأمير منقطع النظير بمبين، ومتابعته الحثيثة لسير العمل فيه، وستحمل الأيام القادمة بشرى وضع حجر أساس الوقف، وشموخه علامة بارزة على عناية بلادنا بالعربية التي شرفها الله أن تكون لغة القرآن.

نعم نفخر بهذا المنجز، ونفرح بالعناية بإحدى ركائز هويتنا العربية العميقة، ونباهي بإنجاز المخلصين، ومشاعر الفخر والفرح والتباهي تدفعنا إلى البذل والعطاء، فقد أشرعت لنا نافذة لخدمة العربية، نثق بداعمها الأول، وبالمؤسسة التي ابتكرتها، وبالرجال القائمين عليها يتقدمهم أ.د. عبدالرحمن السلمي، وأجزم أننا سنستغل هذه النافذة في تقديم دعمنا لخدمة العربية، من خلال إسهاماتنا في برامج الوقف التي ستغطي كثيرا من الأنشطة والأفكار في خدمة العربية، ومنها (15 مبادرة مجتمعية، و15 تطبيقا تقنيا، و15 كتابا متخصصا، و30 بحثا تطبيقيا، و30 منحة دراسية لغير الناطقين بالعربية، و3 حقائب تدريبية (دبلوماسية وصحية وسياحية) و5 ندوات، ومؤتمر لغوي سنوي) وغيرها من الجهود المقدرة المشكورة.

ahmad_helali@