فواز عزيز

الإجرام.. واقعيا للمختلين وافتراضيا للعقلاء

تقريبا
تقريبا

الأحد - 24 يوليو 2016

Sun - 24 Jul 2016

لم يعد للإرهاب مكان ولا زمان في عالمنا الحديث.. بل حتى الأسباب تلاشت من عالم الإرهاب.. وأصبح قائما بسبب وبلا سبب..!

لم يعد للإرهابي سن محدد، فالمراهق أصبح يفرط بالحياة فقط من أجل القتل حتى لو كان هو أحد ضحايا إجرامه، وعقل الشاب أصبح قابلا لأن يقبل بتحويل «جسده» إلى «متفجرات تقتله هو قبل الآخرين، بل حتى الرجل والأنثى الراشدين ظهر منهما من مارس الإجرام والقتل حتى لو يتما أطفالهما وفجعا أهلهما..!

مع كل ما وصل إليه العلم الحديث، أصبح العقل البشري عاجزا عن تحديد أسباب الإرهاب، كما كان عاجزا سابقا عن تحديد ملامح الإرهاب، قبل أن يستشري الإرهاب في الكرة الأرضية..!

الكثير من العقلاء يحللون العمليات الإرهابية، والكثير منهم يرمي بتهم الإرهاب على أطراف، وينفيها عن أطراف، وكل الجرائم الإرهابية تقف بين وصف «جهادي إسلامي» أو «مختل عقلي»، حسب تحليلات العقلاء..!

حتى وصل بعض المحللين العقلاء إلى أن «الاختلال العقلي» يجمع الطرفين..!

لكن بعض الأسئلة لم تطرح بعد، وربما تحتاج الإجابة عنها التأني والتفكير قبل النفي، منها:

إذا كان المختلون هم من ينفذ الإجرام، أليس للعقلاء علاقة بإجرام المختلين؟

من صنع كل الألعاب الالكترونية التي يكثر فيها «القتل» ويتحول فيها «الإجرام» إلى بطولة يسعى إليها الطفل في عالمه «الافتراضي»..؟ أليس العقلاء؟

وإذا كان «الإجرام» مستشريا في العالم «الافتراضي» أليس لذلك تأثير على جيل لم يعرف العالم «الواقعي» إلا عن طريق «الافتراضي»..؟

من أنتج الأفلام التي تصنع من «القاتل» بطلا تعشقه الجماهير، وأغرق بها أسواق السينما والتلفزيونات؟ أليس العقلاء؟ وأليس هم من يجني مكاسب ضخمة من ذلك..؟

وإذا كانت كثير من تحليلات العقلاء تؤكد علاقة «السياسة» بالمنظمات الإرهابية والإجرامية، أليس للعقلاء علاقة بذلك إذا كانت ألاعيب السياسة يمارسها العقلاء..؟

هل يستطيع أحد أن ينفي علاقة «سياسة العقلاء» بالمنظمات الإرهابية، والتاريخ القريب والبعيد مليء بقصص واعترافات تكشف قصصا مماثلة سابقا..؟

هل أصبح الإجرام لعبة بيد العقلاء يستمتعون بها ويجنون بها مكاسبهم ويحققون رغباتهم وشهواتهم..؟