توجهات الرأي السعودي: التوكؤ على مراجع القرون الوسطى!
الأحد - 24 يوليو 2016
Sun - 24 Jul 2016
تبرز العديد من الأحداث السياسية الساخنة في العقد الأخير بالمنطقة العربية الوجه السطحي البارز في التوجه الشعبي نحو التحليل السياسي للأحداث، حيث أبرزت أحداث العقد الأخير نمطية السذاجة العاطفية من سقوط أولى ثكنات الحكم البعثي بسقوط صدام واقتلاع أمن العراق بعده، وحتى الوصول إلى فلسفة الديمقراطية التركية على طريقة إردوغان في الداخل التركي.
سذاجة التفكير التحليلي وضحالته في شريحة واسعة في الداخل من الجماهير المتابعة للأحداث، في أغلبية الخطابات الشعبية الداخلية التي تترجم توجهاتها في فهم واستبصار ما يجري من الأحداث يمكن لمس مستوى «وعي الفكرة» الرائجة، وليست في حقيقتها سوى أنها متوكئة على مراجع القرون الوسطى وما تحتويه من المضامين والأطروحات العتيقة المستهلكة التي واراها غبار التاريخ، ذلك الاستيراد في حقيقته يعطي مفاتيح حقيقة استمرار المشاكل الثقافية والفكرية التي أعاقت التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كثير من مناحي الحياة لأنها تتعاكس في التحديث الزماني الثقافي واللحظات المعاصرة التي يمر بها العالم العربي مما يبعد المجتمع عن حقيقة زمنه الفعلي الخاص.
في الحقيقة أن هذا يجعلنا نسترجع ما خطه الكاتب المغربي إدريس عيسى قبل أكثر من ثلاثة عقود لتوصيف حالة الاعوجاج المنتكس في استيراد الماضي الفكري لتحليل الواقع الحاضر، حيث أشار إدريس في أحد مقالاته إلى أهمية استحضار النموذج القبلي كثابت في الخطاب العربي وما يحتويه من هالة مقدسة يحتذى بها، وما يتعلق بها من الارتداد إلى صمت السنين الغابرة والنبش فيها عن صوت النصر الباعث على التعلق بالآفاق النائية في المستقبل، ما يعني أن الفكر العربي «وأجد أنها تنطبق على الفكر السعودي البسيط الذي يستعرضه رأي الشارع العام» يعيش حالة القبول الاقتناع الأعمى بالنموذج القبلي إلى حد إلغاء الأسئلة المحتملة وبالتالي إلغاء حالة الإبداع. كما كانت معيارية القبلية وتعدد الأزمنة الثقافية عاملين مهمين في تعطيل العقل العربي وعوامل الثقافة المعرقلة التي تولدها علاقات عدم التكافؤ مع الثقافة الغربية، حيث تطغى نظرية المؤامرة الغربية على محاولات الجهد في فهم الواقع وإنقاذه من إشكالياته ومشاكله.
في الأسبوع الماضي وبغض النظر عما حصل من انقلاب حقيقي أو مزيف على الحكومة التركية، إلا أن ردة فعل الشارع العاطفية الموجهة للحكومة التركية جديرة ببحوث علماء الاجتماع وعلم نفس الجماهير، فمنذ متى تعتبر الشعوب المتحضرة أن الاضطراب السياسي في البلدان التي لا تجاورها سبب مقياسي لتوزيع أحقية الوطنية في الداخل؟ الأنكى من ذلك مزايدة بعض الأطياف على إيمان وتقوى الأطياف الأخرى داخل نسيج المجتمع السعودي!
حينما نتكلم عن وعي الشعوب في توجهات الرأي تجاه الحدث السياسي فإننا نعني حضور الشعب البريطاني كحالة متفوقة في الموضوعية العقلانية تجاه التفسيرات والتبريرات وإبداء الآراء الشخصية دون تأجيج العاطفة بالسذاجة الفكرية السطحية، حينما بررت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة بأنها لا تمانع من استخدام القنابل النووية لقتل مئة ألف مدني في أي دولة تمثل تهديدا لبلدها، لم تظهر في الرأي البريطاني العام منعطفات حادة في تحليل تلك القصة الخبرية، لأن ما يهم المدني البريطاني هو موطنه فلا يكترث للأممية ولا الوحدة الدينية ولا «العولمة الإنسانية» ما إذا صارت تهدد مصيره في الأمن والاستقرار.
سذاجة التفكير التحليلي وضحالته في شريحة واسعة في الداخل من الجماهير المتابعة للأحداث، في أغلبية الخطابات الشعبية الداخلية التي تترجم توجهاتها في فهم واستبصار ما يجري من الأحداث يمكن لمس مستوى «وعي الفكرة» الرائجة، وليست في حقيقتها سوى أنها متوكئة على مراجع القرون الوسطى وما تحتويه من المضامين والأطروحات العتيقة المستهلكة التي واراها غبار التاريخ، ذلك الاستيراد في حقيقته يعطي مفاتيح حقيقة استمرار المشاكل الثقافية والفكرية التي أعاقت التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كثير من مناحي الحياة لأنها تتعاكس في التحديث الزماني الثقافي واللحظات المعاصرة التي يمر بها العالم العربي مما يبعد المجتمع عن حقيقة زمنه الفعلي الخاص.
في الحقيقة أن هذا يجعلنا نسترجع ما خطه الكاتب المغربي إدريس عيسى قبل أكثر من ثلاثة عقود لتوصيف حالة الاعوجاج المنتكس في استيراد الماضي الفكري لتحليل الواقع الحاضر، حيث أشار إدريس في أحد مقالاته إلى أهمية استحضار النموذج القبلي كثابت في الخطاب العربي وما يحتويه من هالة مقدسة يحتذى بها، وما يتعلق بها من الارتداد إلى صمت السنين الغابرة والنبش فيها عن صوت النصر الباعث على التعلق بالآفاق النائية في المستقبل، ما يعني أن الفكر العربي «وأجد أنها تنطبق على الفكر السعودي البسيط الذي يستعرضه رأي الشارع العام» يعيش حالة القبول الاقتناع الأعمى بالنموذج القبلي إلى حد إلغاء الأسئلة المحتملة وبالتالي إلغاء حالة الإبداع. كما كانت معيارية القبلية وتعدد الأزمنة الثقافية عاملين مهمين في تعطيل العقل العربي وعوامل الثقافة المعرقلة التي تولدها علاقات عدم التكافؤ مع الثقافة الغربية، حيث تطغى نظرية المؤامرة الغربية على محاولات الجهد في فهم الواقع وإنقاذه من إشكالياته ومشاكله.
في الأسبوع الماضي وبغض النظر عما حصل من انقلاب حقيقي أو مزيف على الحكومة التركية، إلا أن ردة فعل الشارع العاطفية الموجهة للحكومة التركية جديرة ببحوث علماء الاجتماع وعلم نفس الجماهير، فمنذ متى تعتبر الشعوب المتحضرة أن الاضطراب السياسي في البلدان التي لا تجاورها سبب مقياسي لتوزيع أحقية الوطنية في الداخل؟ الأنكى من ذلك مزايدة بعض الأطياف على إيمان وتقوى الأطياف الأخرى داخل نسيج المجتمع السعودي!
حينما نتكلم عن وعي الشعوب في توجهات الرأي تجاه الحدث السياسي فإننا نعني حضور الشعب البريطاني كحالة متفوقة في الموضوعية العقلانية تجاه التفسيرات والتبريرات وإبداء الآراء الشخصية دون تأجيج العاطفة بالسذاجة الفكرية السطحية، حينما بررت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة بأنها لا تمانع من استخدام القنابل النووية لقتل مئة ألف مدني في أي دولة تمثل تهديدا لبلدها، لم تظهر في الرأي البريطاني العام منعطفات حادة في تحليل تلك القصة الخبرية، لأن ما يهم المدني البريطاني هو موطنه فلا يكترث للأممية ولا الوحدة الدينية ولا «العولمة الإنسانية» ما إذا صارت تهدد مصيره في الأمن والاستقرار.