كيف يحاول إردوغان إنهاء عزلته؟
يسعى لتحسين علاقته مع السعودية ومصر والإمارات بحثا عن مخرج من أزماته
يسعى لتحسين علاقته مع السعودية ومصر والإمارات بحثا عن مخرج من أزماته
الاثنين - 24 مايو 2021
Mon - 24 May 2021
كشف تقرير إعلامي حديث عن محاولات مستميتة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان للخروج من عزلته الإقليمية، عبر التواصل مع عدد من الدول العربية الكبيرة والمؤثرة وعلى رأسها السعودية ومصر والإمارات.
وأوضح الزميل المشارك في معهد (تشاتام هاوس) الملكي غاليب دالاي، أن الظروف التي يعيشها الرئيس التركي في الوقت الحالي، جعلته يبحث عن مخرج لأزماته، بعد أن زادت أزمته الاقتصادية وتراجعت شعبيته نتيجة التدخل في شؤون دول المنطقة وسياسته العدوانية.
وقال التقرير «إن العلاقات مع هذه الدول ظلت متوترة وباردة في السنوات الماضية، بينما حمل النزاع الليبي، وأزمة شرقي المتوسط تهديدات بمفاقمة الوضع. لكن تركيا تعيد ضبط سياستها في الشرق الأوسط وتعتمد لغة أكثر تصالحية، خاصة بخطوات لإصلاح علاقاتها مع مصر».
تحفظ السعودية
ويشير التقرير إلى أن العلاقات التركية السعودية في أزمة عميقة، ما يعني أن عودة الدفء إلى العلاقات بين الطرفين صعب، وتبقى رغبات تركيا في تحسين العلاقات مع السعودية قوية، وهذا ما بينته زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى الرياض، رغم تحفظ الأخيرة على سياسة الحكومة التركية في المنطقة.
ويرجح الكاتب أن تعتمد أنقرة موقفا قريبا من السعودية في النزاع الليبي للتقرب أكثر منها، وإن سبب الرغبة التركية في إصلاح العلاقات مع الدول العربية يكمن في أن أي اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران، سيؤثر على الكتل الإقليمية. وتنخرط طهران وأنقرة اليوم في خلاف حاد تاركتين علاقتهما في توتر متزايد، ما يعزز ميل تركيا إلى إصلاح العلاقات مع الدول العربية.
تحرك نحو مصر
وتوجه وفد تركي يرأسه نائب وزير الخارجية سيدات أونال إلى مصر في الأيام الماضية، ومن المتوقع أن يلتقي وزيرا خارجية الدولتين في نهاية مايو الجاري. ويتصدر اتفاق ترسيم الحدود مع مصر شرقي المتوسط أولويات تركيا. فهذا الاتفاق سيمنع ظهور نظام إقليمي للطاقة والأمن، يستثني تركيا.
ووفقا للتقرير، فإن الأولوية بالنسبة لمصر فهي النزاع الليبي والحضور الإخواني في الإعلام التركي، إن الإطار الأوسع لجهود تركيا للانفتاح على مصر، هو شعور أنقرة بأن الشرق الأوسط تخطى حقبة (الربيع العربي) حيث تقلص نفوذ الإسلام السياسي، وبالتحديد نفوذ الإخوان المسلمين بشكل درامي.
ترسيم الحدود
وفيما تعول تركيا الكثير على اللقاء مع وزير الخارجية المصري، لا يتوقع دالاي توقيع مصر على اتفاق لترسيم الحدود مع تركيا في شرق المتوسط قريبا، ويرى أن القاهرة ستأخذ في الاعتبار الحدود البحرية التي تطالب بها تركيا، ومعايير الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا، حين تريد توقيع اتفاقات مع أطراف ثالثة أو شركات طاقة دولية.
وفي المقابل، من المرجح أن تعتمد تركيا موقفا أكثر ملاءمة لمصر في ليبيا، حيث ستتقبل مطالب القاهرة بسحب مقاتليها السوريين من البلاد، لكن هذا الانسحاب سيكون مشروطا بسحب مقاتلين آخرين من ليبيا بمن فيهم مقاتلو شركة فاجنر الروسية.
وتواصل أنقرة مقاومة طلب سحب القوات التركية من ليبيا بحجة أن وجودها هناك كان بعد الاتفاق مع حكومة الوفاق، وتضغط تركيا على الإعلاميين المعارضين المقيمين في إسطنبول ليخففوا انتقاد الحكومة المصرية.
ويرى أن من المعقول أن توقع تبادل القاهرة وأنقرة السفراء وعقد المزيد من الاجتماعات على مستوى وزاري، لكن قمة رئاسية ليست في الأفق.
نهاية العزلة
ويرى الكاتب أن السياسة الخارجية التركية العسكرية التي كانت رائجة بين 2016 و2020، والخالية نسبيا من المخاطر بفضل الرئيس السابق دونالد ترمب، انتهت، باستثناء العمليات العسكرية في العراق.
وحلت محلها الآن ثلاثة عوامل بارزة ترسم نهج تركيا، الإدارة الأمريكية الجديدة، والاتفاق النووي المحتمل بين الولايات المتحدة وإيران، والاصطفاف الجيوسياسي المناهض لتركيا في شرق المتوسط، أما من منظور السياسة الخارجية الأوسع، فيقول دالاي في نهاية تحليله «إن تركيا تحاول بوضوح العمل على وضع حد لعزلتها الدولية، ووحدتها في شرق المتوسط».
وأوضح الزميل المشارك في معهد (تشاتام هاوس) الملكي غاليب دالاي، أن الظروف التي يعيشها الرئيس التركي في الوقت الحالي، جعلته يبحث عن مخرج لأزماته، بعد أن زادت أزمته الاقتصادية وتراجعت شعبيته نتيجة التدخل في شؤون دول المنطقة وسياسته العدوانية.
وقال التقرير «إن العلاقات مع هذه الدول ظلت متوترة وباردة في السنوات الماضية، بينما حمل النزاع الليبي، وأزمة شرقي المتوسط تهديدات بمفاقمة الوضع. لكن تركيا تعيد ضبط سياستها في الشرق الأوسط وتعتمد لغة أكثر تصالحية، خاصة بخطوات لإصلاح علاقاتها مع مصر».
تحفظ السعودية
ويشير التقرير إلى أن العلاقات التركية السعودية في أزمة عميقة، ما يعني أن عودة الدفء إلى العلاقات بين الطرفين صعب، وتبقى رغبات تركيا في تحسين العلاقات مع السعودية قوية، وهذا ما بينته زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى الرياض، رغم تحفظ الأخيرة على سياسة الحكومة التركية في المنطقة.
ويرجح الكاتب أن تعتمد أنقرة موقفا قريبا من السعودية في النزاع الليبي للتقرب أكثر منها، وإن سبب الرغبة التركية في إصلاح العلاقات مع الدول العربية يكمن في أن أي اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران، سيؤثر على الكتل الإقليمية. وتنخرط طهران وأنقرة اليوم في خلاف حاد تاركتين علاقتهما في توتر متزايد، ما يعزز ميل تركيا إلى إصلاح العلاقات مع الدول العربية.
تحرك نحو مصر
وتوجه وفد تركي يرأسه نائب وزير الخارجية سيدات أونال إلى مصر في الأيام الماضية، ومن المتوقع أن يلتقي وزيرا خارجية الدولتين في نهاية مايو الجاري. ويتصدر اتفاق ترسيم الحدود مع مصر شرقي المتوسط أولويات تركيا. فهذا الاتفاق سيمنع ظهور نظام إقليمي للطاقة والأمن، يستثني تركيا.
ووفقا للتقرير، فإن الأولوية بالنسبة لمصر فهي النزاع الليبي والحضور الإخواني في الإعلام التركي، إن الإطار الأوسع لجهود تركيا للانفتاح على مصر، هو شعور أنقرة بأن الشرق الأوسط تخطى حقبة (الربيع العربي) حيث تقلص نفوذ الإسلام السياسي، وبالتحديد نفوذ الإخوان المسلمين بشكل درامي.
ترسيم الحدود
وفيما تعول تركيا الكثير على اللقاء مع وزير الخارجية المصري، لا يتوقع دالاي توقيع مصر على اتفاق لترسيم الحدود مع تركيا في شرق المتوسط قريبا، ويرى أن القاهرة ستأخذ في الاعتبار الحدود البحرية التي تطالب بها تركيا، ومعايير الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا، حين تريد توقيع اتفاقات مع أطراف ثالثة أو شركات طاقة دولية.
وفي المقابل، من المرجح أن تعتمد تركيا موقفا أكثر ملاءمة لمصر في ليبيا، حيث ستتقبل مطالب القاهرة بسحب مقاتليها السوريين من البلاد، لكن هذا الانسحاب سيكون مشروطا بسحب مقاتلين آخرين من ليبيا بمن فيهم مقاتلو شركة فاجنر الروسية.
وتواصل أنقرة مقاومة طلب سحب القوات التركية من ليبيا بحجة أن وجودها هناك كان بعد الاتفاق مع حكومة الوفاق، وتضغط تركيا على الإعلاميين المعارضين المقيمين في إسطنبول ليخففوا انتقاد الحكومة المصرية.
ويرى أن من المعقول أن توقع تبادل القاهرة وأنقرة السفراء وعقد المزيد من الاجتماعات على مستوى وزاري، لكن قمة رئاسية ليست في الأفق.
نهاية العزلة
ويرى الكاتب أن السياسة الخارجية التركية العسكرية التي كانت رائجة بين 2016 و2020، والخالية نسبيا من المخاطر بفضل الرئيس السابق دونالد ترمب، انتهت، باستثناء العمليات العسكرية في العراق.
وحلت محلها الآن ثلاثة عوامل بارزة ترسم نهج تركيا، الإدارة الأمريكية الجديدة، والاتفاق النووي المحتمل بين الولايات المتحدة وإيران، والاصطفاف الجيوسياسي المناهض لتركيا في شرق المتوسط، أما من منظور السياسة الخارجية الأوسع، فيقول دالاي في نهاية تحليله «إن تركيا تحاول بوضوح العمل على وضع حد لعزلتها الدولية، ووحدتها في شرق المتوسط».