نمر السحيمي

حينما تدخل الشيخ محمد السويلم

الاحد - 23 مايو 2021

Sun - 23 May 2021

صدر حديثا عن (مؤسسة أطوار) كتابي (السياسة الدعوية لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله).

وهو نتاج جهود علمية تجاوزت العشرين سنة في مجال الجهود والسياسات الدعوية لولاة الأمر بالمملكة؛ كللت بهذا الكتاب الذي كان أصله رسالة دكتوراه حصلت على تقدير ممتاز من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1434هـ.

يصدر هذا الكتاب الذي كان حلما انتهى بعد ثلاث سنوات من رسم مخططه العلمي وبعد موافقة كل المجالس العلمية عليه لكن حينما وصل هذا المخطط مكتملا إلى مدير الجامعة فـي أوائل العام 1429هـ صدر بشأنه تقرير إداري من إدارة الجامعة زودت بنسخة منه، وما أتذكره من هذا التقرير أن إدارة الجامعة قررت رفض عنوان هذا المخطط العلمي وإعادته للباحث ليختار موضوعا آخر، وكان من تسبيب إدارة الجامعة لهذا الرفض أن الباحث لا يرتقي للكتابة فـي الشخصية المبحوثة وأن العنوان فوق مستوى الباحث دون أن تتعرض إدارة الجامعة لمحتوى المخطط العلمي الموافق عليه بالإجماع من الأقسام العلمية المتخصصة.

استلمت التقرير الإداري الموقع عليه من مدير الجامعة من القسم العلمي ووقعت بالعلم على تغيير العنوان والمخطط وفي ذهني أن موضوع دراستي العليا انتهى عند هذا الحد.

خرجت بعدها من العاصمة عائدا للمدينة المنورة وقابلت أستاذي (أحمد الخراط) ليشير بما يراه فلم يجب إلا بدموعه الغالية التي لن أنساها طيلة حياتي أدركت بعدها حجم معرفة هذا العالم الجليل لقيمة الطموح وحجم خسارة كسره والتقليل منه.

وفـي تلك الأيام حالكة السواد وفـي خضم الحزن على مستقبل علمي انتهى فـي حساباتي تظهر شخصية الشيخ محمد بن عبدالله السويلم رئيس شؤون المواطنين بالديوان الملكي سابقا الذي تدخل بأبوته الحانية حينما علم بالأمر فاتصل بمدير الجامعة فورا وقال له «الباحث اللي كتب عن الملك فهد ولدنا أنجزوه»، هذه التزكية أنهت كل شيء، حيث اتصلت بي الجامعة من اليوم التالي لاستلام مخطط دراستي وتعيين المشرف العلمي والبدء بالبحث فورا.

أتذكر موقف الشيخ محمد السويلم الذي أجزم أنه فعله لله ونساه، لكن الله لن ينساه له، ففي موقفه حقق التقدير الحقيقي لكل باحث جاد بقوله (هذا ولدنا)، كما حقق من خلال موقفه القضاء على البيروقراطية في الرفض بلا مبرر منطقي.. إلى آخر ذلك من المضامين السامية التي حملها موقفه حفظه الله.

والشيخ محمد بن عبدالله السويلم هو رئيس شؤون المواطنين بالديوان الملكي الأسبق..، جده لأبيه هو: القاضي عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم السويلم الذي قدم من ثادق إلى الرياض وعين قاضيا آنذاك، ووالده هو: عبدالله بن عبدالعزيز السويلم رفيق الملك سعود والمستشار ورئيس الشؤون الداخلية بالديوان الملكي الأسبق.

وقد واصل الشيخ محمد خدمة الدولة وولاة الأمر كما كان يفعل جده ووالده -رحمهما الله- أمينا على ما تولاه من منصب حتى حاز بجدارة على ثقة القيادة الحكيمة كما هو ديدن أسرته الكريمة.

وقد كنت حين أعددت مسودة الكتاب قد قررت أن أُهديه للشيخ محمد السويلم تقديرا لموقفه الأبوي الذي أنقذ به طموحي وأعاد لي الأمل بعد الله جل وعلا، لولا أن كان قد أشار علي أحد أبناء الملك فهد أن أحق من يهدى إليه الكتاب هي (روح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود) تلك الروح المؤمنة التي تهيبت جامعة أن تكتب عنها، ووقفت جامعات في طريق من كتب عنها!!.

قدس الله روح الملك فهد في عليين اللهم آمين.

alsuhaimi_ksa@