قران شاعر عمل ميكانيكيا وجرح الماء

ملامح
ملامح

الجمعة - 22 يوليو 2016

Fri - 22 Jul 2016

u0623u062du0645u062f u0642u0631u0627u0646
أحمد قران
عندما ترى الشاعر والناقد الدكتور أحمد قران الزهراني، ابن الباحة المدثرة بقوافل الغيوم الذي يفتخر دائما أنه أحد أبناء قرية بني هريرة، لربما تقول إن هذا الرجل ولد وفي فمه ملاعق من ذهب، من خلال «برستيج» لباسه، ولباقته في غاية الجمال والتعامل، دائما شفتاه تتحرك بالابتسامة مع الجميع، لكن ما إن تتعرف عليه، حتى تجده أتعب الحياة، وصارع أمواج الزمن المر، لم يمتلك إلا الدعاء في مواجهة الحياة والظروف القاسية، وكان هو المنتصر عليها.

الشاعر أحمد امتهن سياقة التاكسي، وعمل ميكانيكيا، وجرح يداه وكأنه شيخ رواية «الشيخ والبحر» حتى لا يمد يده إلى الآخرين، وعاش في ضجيج وجمال جدة وبحرها المجنون، درس في مصر لينال الدكتوراه، ولم تغيره ضحكات القاهرة وتضيعه شوارعها المتعددة بكل جمالياتها.

كتب قران في الحب والوجع والفلسفة والوجدانيات، فجرح الماء أكثر من مرة بنصوص لا تعرف الهدوء، خاصة وهو ينوع في موسيقى الشعر ويتعدد في ألوان الخيال الشعري كلما تجدد في العمر، وعندما يتعب من كل ذلك يهرول نحو قريته «بني هريرة» بالباحة حتى يتنفس الهواء النقي في الأرياف، ويخرج في الضباب «حتى إذا أخرج يده لم يكد يراها».

يقول قران عن مراحل العمر الأولى: كنت أحول سيارتي إلى تاكسي بما يسمى «مشاوير»، وأتكسب من خلالها ما يسد الرمق، ثم عملت في ورشة للميكانيكا في الإجازات الصيفية، وفجأة غادرت قريتي «بني هريرة» إلى مدينتي الفاتنة جدة، وأنا في مرحلة الثانوية، تكرر السيناريو حيث حولت سيارتي الخاصة إلى ما يشبه التاكسي لتكون مصدر دخل لأسرتي، وهناك تفاصيل تقال وأخرى تختبئ بين تضاريس الحياة.

وعن الشعر يقول أحمد: كتبت الشعر في مرحلة مبكرة، وكان مجرد شغب شعري احتلت فيه المرأة مساحات فارهة من مفرداته، لكنه كان بوابة للدخول إلى تجربة تنامت مع القراءات المتنوعة، طالب ونصف سائق تاكسي، ونصف ميكانيكي، ولم يقف الطموح عند حد من حدود التعب والإحباطات، كل مراحلي التعليمية درستها منتظما مقرونة بعمل متنوع، وسياراتي التي اقتنيتها حتى الآن بالأقساط.

يقول عنه الناقد محمد المشهدي: يمتطي شاعرنا صهوة الشعر يجوب تضاريس بعضها من فائض شعره، وبعضها من سلة المعيش والتكوين وما بينهما، من الكل.. ألق وقلق.. يتنصل في هكذا قصائد من الرسم الهندسي - لغويا - النمطي الأوحد للتبليغ فيما يخص فعل للقصيدة.

الأكثر قراءة