منصور الشلاقي

الوزير المتطاول والضربة الموجعة

الخميس - 20 مايو 2021

Thu - 20 May 2021

من يتطاول أو يحاول فقط مجرد التطاول على دول الخليج العربي وتحديدا المملكة العربية السعودية سيندم أشد الندم؛ لأنه سيتلقى الرد قاسيا ومؤلما حد الألم له شخصيا وللدولة التي يمثلها ويتحدث باسمها؛ ما لم يعتذر المسؤول المتطاول أو تعتذر دولته وتعاقب مسؤولها على تطاوله وإساءته؛ لأن السعودية خاصة، ودول الخليج العربي عامة لا تبحث عن الشر أبدا، ولا تحاول إثارة الفتن والمشاكل في المنطقة.

وما تفوه به وزير الخارجية والمغتربين اللبناني شربل وهبة ووصفه للسعوديين بالبدو خلال لقائه بالباحث والمحلل السياسي السعودي سلمان الأنصاري عبر شاشة قناة الحرة، كان يفترض ألا يظهر ذلك الكلام غير المقبول من مسؤول كبير يمسك ويدير زمام وزارة مهمة في جمهورية ذات سيادة وموقع مهم في قلب الوطن العربي، وكان حريا به الابتعاد عن الألفاظ والاتهامات والإسقاطات غير المقبولة إطلاقا بحق دولة لطالما وقفت مع حكومته وشعبه موقفا مشرفا على كافة الأصعدة، وفي أصعب الظروف وأشدها قساوة على مر التاريخ؛ ولكن من يتلقى الدعم والتوجيه من دول معادية مثل إيران، ومن تيارات وأحزاب لبنانية تنتمي لحزب الله الشيطاني، وموالية لطهران فلا يستغرب منه الإساءة ورمي الاتهامات والإسقاطات بعد نكران الجميل وجحدان المعروف الذي أسدي له ولحكومته.

نسي الوزير شربل وهبة أنه أمام دولة عظمى ستجعله يعض أصابع يديه ندما على ما قاله من كلام لم يوفق به، ولم يدرك أو يعي تلك اللحظة أنه سيدفع ثمن غلطته غاليا ويخسر كل شيء، وتجاهل أيضا أنه أمام الشعب السعودي الذي سيلقنه درسا في فن الاحترام والتقدير لن ينساه طوال حياته.

كل ذلك لم يدركه إلا بعد خروجه من الاستديو مهزوما، عندها بدأ يستخدم كل نفوذه وعلاقاته الشخصية بإلغاء الحلقة المسجلة وعدم عرضها بالكلية، وعندما يئس من محاولاته لطاقم القناة لجأ إلى وزارة الخارجية الأمريكية طالبا التدخل والتوسط بعدم عرض الحلقة بعد أن أدرك حجم فداحة ما تكلم به في اللقاء المسجل، ولكن كل محاولاته باءت بالفشل، وتم بث الحلقة، وانكشف الوزير على حقيقته أمام الملأ، وظهر جليا للعيان ما يبطنه من كراهية وحقد وشر تجاه السعودية التي وقفت مع حكومته، وناصرت قضاياها، ولم تتخل يوما عن لبنان حكومة وشعبا بصفتها أختا عربية.

وأختم كما بدأت، من يتطاول على السعودية سيجد الرد قاسيا ومؤلما، وها هو «الوزير المتطاول» يقدم أوراق استقالته لحكومته بعد أن تلقى سيلا من الانتقادات اللاذعة جدا، ومذكرات الاعتراض على ما قاله، وبعد أن وضع حكومته في موقف محرج مع السعودية ودول الخليج العربي، والسعودية دائما تتجاهل بعض الإسقاطات والإساءات، ولكن إذا بلغ السيل الزبى تحركت وضربت ضربة موجعة.

MansoorShlaqi@