الهلال لم يسقط
السبت - 23 يوليو 2016
Sat - 23 Jul 2016
محاولة الانقلاب العسكري التي جرت في تركيا الأسبوع الماضي ربما كانت مفاجئة لنا جميعا، لكن كل المتاعب التي واجهها الرئيس رجب طيّب إردغان على الساحة المحلية، سواء من المعارضة العلمانية أو من الحركات الكردية المسلحة، أو حتى من المحسوبين عليه، مثل رئيس الحكومة السابق، أحمد داود أوغلو، الذي استقال من منصبه لخلافات بين الاثنين، وعلى الساحة الدولية بسبب موقفه من الأزمة السورية وتخاذل حلف النيتو عن دعمه في مواجهة التهديد الروسي.
ومهما قيل عن سياسات إردوغان، إلا أنه كان ذكيا في المناورة للخروج من الأزمة وكان براجماتيا في حل المشكلات التي تواجهه ومنها العلاقات مع روسيا والكيان الصهيوني من دون التخلي عن الأساسيات.
على الرغم من أن كثيرين قد تكون لهم تحفظات على سياسات إردوغان، إلا أن اللجوء إلى الانقلاب للإطاحة بحكومة منتخبة ديمقراطيا كان محاولة غبية في القرن الـ21 من الذين خططوا لها والذين قاموا بتنفيذها. إن لعبة الديمقراطية تقتضي الاحتكام إلى صندوق الاقتراع وليس الاحتكام إلى السلاح.
ما لم يأخذه الانقلابيون بالحسبان هو أن إردوغان الذي حقق مجتمع الرفاه للشعب التركي، يرتكز إلى قاعدة شعبية ملتزمة على استعداد للنزول إلى الشارع والموت دفاعا عن المبادئ التي يؤمنون بها. كما استفاد من تجربة نجم الدين أربكان الذي اضطر للاستقالة أمام ضغط الجيش ولم يكن يحظى بدعم قاعدة شعبية عريضة للدفاع عنه.
تركيا لها تاريخ طويل في الانقلابات، ربما أكثر من انقلابات حزبي البعث في العراق وسوريا، لكن هذه المرة الأولى وربما تكون الأخيرة التي فشل فيها البيان رقم 1.
البيان الذي أذاعه الانقلابيون كان ساذجا وغير مقنع، فمهمة الجيش هي الحفاظ على أمن الوطن والدفاع عنه. الجيوش من أكثر المؤسسات في العالم التي تلتزم بالنظام، لكنه في كثير من الدول العربية ودول العالم الثالث استخدم أداة لتنفيذ الطموحات السياسية للطامحين في الحكم والقوى العميقة التي تخسر مواقعها في اللعبة الديمقراطية.
أن يقول الانقلابيون إنهم نزلوا بدباباتهم لاحتلال المدن التركية شيء، لكن قصف البرلمان الذي يمثل كل أطياف الشعب التركي شيء آخر، فأي سذاجة وقعوا فيها للتغطية على الأهداف الحقيقية وراء الانقلاب.
ما شاهدناه من مشاهد بعد تخلي الانقلابيين عن بزّاتهم العسكرية وأسلحتهم وإلقائها في الشارع يُعدُّ إهانة للشرف العسكري وحرمة السلاح الذي يحمله الجنود لحماية الشعب وليس لقتله.
التجربة القاسية التي عاشها الشعب التركي، والذين يحبون الخير لتركيا، يجب أن تكون درسا لكل الذين باعوا أنفسهم لأجندات خارجية مشبوهة، فالوطن أغلى من الجميع.
لو نجحت محاولة الانقلاب، لكان ذلك مصدر فرح لكثيرين، لكن الشعب التركي كان البطل في هذه التراجيديا. هذا الشعب هو الذي نزل إلى الشارع لحماية مكتسباته وهو الذي حمل العلم التركي حتى يظل الهلال الذي يزيّنه عاليا.
ومهما قيل عن سياسات إردوغان، إلا أنه كان ذكيا في المناورة للخروج من الأزمة وكان براجماتيا في حل المشكلات التي تواجهه ومنها العلاقات مع روسيا والكيان الصهيوني من دون التخلي عن الأساسيات.
على الرغم من أن كثيرين قد تكون لهم تحفظات على سياسات إردوغان، إلا أن اللجوء إلى الانقلاب للإطاحة بحكومة منتخبة ديمقراطيا كان محاولة غبية في القرن الـ21 من الذين خططوا لها والذين قاموا بتنفيذها. إن لعبة الديمقراطية تقتضي الاحتكام إلى صندوق الاقتراع وليس الاحتكام إلى السلاح.
ما لم يأخذه الانقلابيون بالحسبان هو أن إردوغان الذي حقق مجتمع الرفاه للشعب التركي، يرتكز إلى قاعدة شعبية ملتزمة على استعداد للنزول إلى الشارع والموت دفاعا عن المبادئ التي يؤمنون بها. كما استفاد من تجربة نجم الدين أربكان الذي اضطر للاستقالة أمام ضغط الجيش ولم يكن يحظى بدعم قاعدة شعبية عريضة للدفاع عنه.
تركيا لها تاريخ طويل في الانقلابات، ربما أكثر من انقلابات حزبي البعث في العراق وسوريا، لكن هذه المرة الأولى وربما تكون الأخيرة التي فشل فيها البيان رقم 1.
البيان الذي أذاعه الانقلابيون كان ساذجا وغير مقنع، فمهمة الجيش هي الحفاظ على أمن الوطن والدفاع عنه. الجيوش من أكثر المؤسسات في العالم التي تلتزم بالنظام، لكنه في كثير من الدول العربية ودول العالم الثالث استخدم أداة لتنفيذ الطموحات السياسية للطامحين في الحكم والقوى العميقة التي تخسر مواقعها في اللعبة الديمقراطية.
أن يقول الانقلابيون إنهم نزلوا بدباباتهم لاحتلال المدن التركية شيء، لكن قصف البرلمان الذي يمثل كل أطياف الشعب التركي شيء آخر، فأي سذاجة وقعوا فيها للتغطية على الأهداف الحقيقية وراء الانقلاب.
ما شاهدناه من مشاهد بعد تخلي الانقلابيين عن بزّاتهم العسكرية وأسلحتهم وإلقائها في الشارع يُعدُّ إهانة للشرف العسكري وحرمة السلاح الذي يحمله الجنود لحماية الشعب وليس لقتله.
التجربة القاسية التي عاشها الشعب التركي، والذين يحبون الخير لتركيا، يجب أن تكون درسا لكل الذين باعوا أنفسهم لأجندات خارجية مشبوهة، فالوطن أغلى من الجميع.
لو نجحت محاولة الانقلاب، لكان ذلك مصدر فرح لكثيرين، لكن الشعب التركي كان البطل في هذه التراجيديا. هذا الشعب هو الذي نزل إلى الشارع لحماية مكتسباته وهو الذي حمل العلم التركي حتى يظل الهلال الذي يزيّنه عاليا.