كيف تصبح مديرا؟
السبت - 23 يوليو 2016
Sat - 23 Jul 2016
التراث الإداري غني بالعبر والقصص التي تدمي القلوب، من ذلك أنه في العصور المتقدمة كان هناك شاب أحمق عاش في كنف أمه وأخيه بعد وفاة والده، كان غنيا يسأل فيعطى، يبكي فيأخذ.
أدخله أخوه إلى الكتاب مع الصبية فحفظ المتون وشيئا من القرآن وبعضا من الحديث، كانت أمه المغلوبة على أمرها معه تمير أستاذه بالدقيق والسمن والعسل حتى يتساهل مع ولدها الأحمق ويجيزه ليصبح ذا شأن في مجتمعه.
أثمر الدقيق والسمن والعسل وآتى أكله بعد حين وأصبح غشمشم مهيأ للحياة العملية، أجازه شيخه وأصبح مجازا في فنه.
كان أخوه الأكبر قد سبقه إلى سوق العمل متسلحا بعروبته كونه الوحيد بين أسراب الأعاجم التي تؤدي الخدمة ذاتها، كان رئيسا للمورستان الوحيد فى تلك الناحية وكان يمارس صلاحيات كثيرة وفق ما تخوله عروبته وتفرد جنسه.
انضم غشمشم لأخيه غشام، كان يفترض من غشمشم أن يمارس الحجامة كما كان يقتضي تخصصه وطبيعة ما تعلمه على يد أساتذته، ولكنه كان يأنف هذا النوع من العمل ويزدريه ويراه أقل من مستواه وإمكاناته، وهذا ما جعل أمه تفرض على أخيه الأكبر غشام أن يجعل ابنها المدلل مديرا، وبالفعل أصبح غشمشم مديرا يدير من هم أقدم منه وأكفأ منه، وهذا ما جعله يرى في نفسه شخصا آخر مختلفا عن أقرانه الحجامين، فهو شقيق قائم مقام المورستان ونديمه وخليله.
شاءت إرادة الله أن يرضى آمر الصحة فى ناحيتهم عن أخيه الأكبر وخصوصا أن الخرفان التي سالت دماؤها في ناحيتهم إكراما له قد وقرت في قلب ذلك الآمر الصحي قبل أن تستقر في بطنه، لذلك رأى أن يكافئ غشاما مكافأة مجزية نظير حسن ضيافته وكرمه، فقرر أن يصطفيه ليصبح ساعده الأيمن في المرحلة المقبلة في قابل أيامه.
ابتسم الحظ مجددا لغشمشم فأخوه أصبح مساعدا لآمر الصحة فى ناحيتهم وبهذا فهو يجهز عفشه لمنصب إداري يوازي أحلامه وطموحاته العظيمة.
وعلى طريقة من أجل عين تكرم عيون أنعم الآمر الصحي على غشمشم بوظيفة جديدة وهي آمر الحجامين فى الناحية كلها، وأصبح كل حجام يأتمر بأمر غشمسم وينتهي بنهيه.
غشمشم خدمته الصدفة وبوأته منصبا لم يكن فب أحلامه وهو يمارس صلاحياته وفق طريقة ابحث عن العثرة وهي حبة وارعها واسقها لتصبح قبة تحميك وتبقيك، ثم ابحث لها عن حلول من خلال لجان تشكلها وهي بدورها تستأصل شأفة كل مخلص ناجح وجوده يهدد حضورك وإدارتك.
غشمشم استثناء الوجود والظهور والحضور، مؤهلاته عادية وفهمه أقل من عادي، مثله الأعلى الفضل بن الربيع حاجب هارون الرشيد،لا يؤمن إلا بنفسه، أما الآخرون فهم بالنسبة له إما خطر ينبغي رصده ثم إزالته عن طريقه، أو مشاريع أتباع يسمعونه كل صباح موشحات الرضى والمدح والفلاح.
أدخله أخوه إلى الكتاب مع الصبية فحفظ المتون وشيئا من القرآن وبعضا من الحديث، كانت أمه المغلوبة على أمرها معه تمير أستاذه بالدقيق والسمن والعسل حتى يتساهل مع ولدها الأحمق ويجيزه ليصبح ذا شأن في مجتمعه.
أثمر الدقيق والسمن والعسل وآتى أكله بعد حين وأصبح غشمشم مهيأ للحياة العملية، أجازه شيخه وأصبح مجازا في فنه.
كان أخوه الأكبر قد سبقه إلى سوق العمل متسلحا بعروبته كونه الوحيد بين أسراب الأعاجم التي تؤدي الخدمة ذاتها، كان رئيسا للمورستان الوحيد فى تلك الناحية وكان يمارس صلاحيات كثيرة وفق ما تخوله عروبته وتفرد جنسه.
انضم غشمشم لأخيه غشام، كان يفترض من غشمشم أن يمارس الحجامة كما كان يقتضي تخصصه وطبيعة ما تعلمه على يد أساتذته، ولكنه كان يأنف هذا النوع من العمل ويزدريه ويراه أقل من مستواه وإمكاناته، وهذا ما جعل أمه تفرض على أخيه الأكبر غشام أن يجعل ابنها المدلل مديرا، وبالفعل أصبح غشمشم مديرا يدير من هم أقدم منه وأكفأ منه، وهذا ما جعله يرى في نفسه شخصا آخر مختلفا عن أقرانه الحجامين، فهو شقيق قائم مقام المورستان ونديمه وخليله.
شاءت إرادة الله أن يرضى آمر الصحة فى ناحيتهم عن أخيه الأكبر وخصوصا أن الخرفان التي سالت دماؤها في ناحيتهم إكراما له قد وقرت في قلب ذلك الآمر الصحي قبل أن تستقر في بطنه، لذلك رأى أن يكافئ غشاما مكافأة مجزية نظير حسن ضيافته وكرمه، فقرر أن يصطفيه ليصبح ساعده الأيمن في المرحلة المقبلة في قابل أيامه.
ابتسم الحظ مجددا لغشمشم فأخوه أصبح مساعدا لآمر الصحة فى ناحيتهم وبهذا فهو يجهز عفشه لمنصب إداري يوازي أحلامه وطموحاته العظيمة.
وعلى طريقة من أجل عين تكرم عيون أنعم الآمر الصحي على غشمشم بوظيفة جديدة وهي آمر الحجامين فى الناحية كلها، وأصبح كل حجام يأتمر بأمر غشمسم وينتهي بنهيه.
غشمشم خدمته الصدفة وبوأته منصبا لم يكن فب أحلامه وهو يمارس صلاحياته وفق طريقة ابحث عن العثرة وهي حبة وارعها واسقها لتصبح قبة تحميك وتبقيك، ثم ابحث لها عن حلول من خلال لجان تشكلها وهي بدورها تستأصل شأفة كل مخلص ناجح وجوده يهدد حضورك وإدارتك.
غشمشم استثناء الوجود والظهور والحضور، مؤهلاته عادية وفهمه أقل من عادي، مثله الأعلى الفضل بن الربيع حاجب هارون الرشيد،لا يؤمن إلا بنفسه، أما الآخرون فهم بالنسبة له إما خطر ينبغي رصده ثم إزالته عن طريقه، أو مشاريع أتباع يسمعونه كل صباح موشحات الرضى والمدح والفلاح.