محمد بن سلمان.. رجل من المستقبل

السبت - 23 يوليو 2016

Sat - 23 Jul 2016

مع مرور كل يوم بات يتأكد للمراقبين والمهتمين بالشأن العام في المملكة على مستوى الداخل والخارج أن ولي ولي العهد رقم ذهبي في سلسلة العقد النضيد التي نظمها خادم الحرمين الشريفين لإدارة شؤون هذا البلد الطيب.

وها هي الأيام تثبت أنه خيار من خيار، فالرجل منذ أن تسلم موقعه الرفيع في الحكومة الصالحة لم يهدأ له بال أو يغمض له جفن وهو يستدعي الأفكار، ويصنف الخيارات، وينتقي البدائل في سبيل وضع خارطة جديدة لمستقبل المملكة وأبنائها متجردا في هذا العمل من كل الأفكار التقليدية، ومشجعا الجميع على الأخذ بأسباب المبادرة من أجل غد أفضل في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.

هذا الأمير الشاب هو الذي جعل بالأمس القريب كل العالم يلقي بأسماعه وأبصاره وأفئدته شطر المملكة العربية السعودية حينما أعلن أمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية رؤية المملكة 2030 باذلا في ذلك كل ما لديه من فكر ناضج، ورؤية شابة، وطموح ممتد، فجاءت الأفكار على مستوى التطلعات، وألجمت الدهشة كل المتابعين للشأن السعودي من ساسة واقتصاديين ومحللين وإعلاميين حين جاءت كلمات الأمير معبرة بصدق عما يدور داخل كل مواطن سعودي لتنطلق بها الفضائيات والصحف العالمية مبشرة بعبقرية الرؤية، وشاهدة على قدرة الأمير الشاب في تمحيص الرؤى وتصنيف الخيارات. ولم يكن وقتها حديث سموه انفعالا موقتا لمجرد الاستهلاك السياسي والظهور الإعلامي بل كان إعلانا ممنهجا لرؤية مدروسة، وطموحات مشروعة، وقرارات مستحقة هدفها وغايتها سعادة المواطن وإكمال معالم النهضة الحديثة بالمملكة، ومن هنا كانت كل مفردة نطق بها سموه ورقة عمل تستهدف تحقيق طموحات الشباب من خلال توفير بدائل واقعية للاقتصاد النفطي والانتقال إلى مرحلة أخرى تستنهض طاقات الجميع نحو العمل الخلاق، وتحفز مواطن الإبداع والابتكار لدى أصحاب القدرات من الشباب والشابات نحو مستقبل يستوعب كل الإمكانات المتاحة في مملكة الخير والأمان والاستقرار.

إن برنامج التحول الوطني الذي يمثل عصب التوجه الإيجابي في رؤية 2030 شاهد قوي على أن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يجيد قراءة الماضي مثلما يحتكم على قدرات فائقة في التعامل مع معطيات الحاضر والمستقبل، وقد بدأ هذا التوجه جليا لما تضمنته هذه الرؤية الواثقة من إشارات واقعية إلى ضرورة تشجيع الأطروحات الاستثمارية وتوسيع دائرتها محليا وخارجيا والعمل على تنويع مصادر الدخل انتقالا من مرحلة الاقتصاد الريعي المعتمد كليا على الإنتاج النفطي إلى آفاق غير محدود لتسخير قدرات المملكة الكامنة نحو تنمية بشرية حقيقية لمقابلة استحقاقات المستقبل المنشود.

كما أن اعتماد هذه الرؤية على العنصر الشبابي الذي يمثل أغلبية المجتمع السعودي شاهد على أن الأمير محمد بن سلمان هو رجل الأفكار المستقبلية بلا منازع في ظل الدعم غير المحدود الذي يحظى به من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين. وكما يقول المقربون من سموه إن الأمير محمد بن سلمان رجل عملي من الطراز الأول، فهو لا يركن إلى الأحلام والتمنيات، ولا يعترف إلا بالإنجاز، وهو الأكثر جدية حينما يتعلق الأمر بشأن الوطن والمواطن، ويظهر ذلك واضحا من خلال تعامله الدقيق مع الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة، ومتابعته المستمرة لكل التفاصيل، ولا غرابة أن نجد سموه في حالة جولات مستمرة للوقوف على كل المسارات، ولم تثنه الظروف الدولية من مواصلة هذا النهج العملي حيث عقد أكثر من 60 لقاء خلال شهر رمضان المنصرم عند زيارته لأمريكا، هذا غير جولاته الميدانية للجنود المرابطين في الحد الجنوبي حين عودته من زيارته إلى فرنسا مباشرة.

فيحق لنا جميعا كسعوديين أن نفخر ونفاخر بهذا النموذج القيادي الفريد.