كسر النواميس الاجتماعية
الجمعة - 22 يوليو 2016
Fri - 22 Jul 2016
الذي يشاهد انهماكنا في الحياة، وإقبالنا عليها، وحرصنا على التزود بكل شيء منها، ومحاولة مواكبتها بتطوراتها، واستنساخ الحالة الاجتماعية للآخرين ممن يفوقوننا إمكانات وحالة مادية في أساسياتها وكمالياتها، يدرك حقّا أننا نسعى إلى كسر النواميس، وإلغاء ما يجب أن يكون عليه المجتمع من فروق فردية وتباينات وطبقات اجتماعية.
لم يعد الإنسان لدينا – في الغالب – يُسلّم بما أريد له وقدر له من حاجات الدنيا، وإنما يحاول أن يكون ضمن أعلى طبقات المجتمع، ويسعى إلى توفير ما يحتاج وما لا يحتاج، ويبدأ متوسط الدخل أو ضعيفه في رحلة ماراثونية مع الالتزامات المالية والديون؛ فيضيف على أعبائه الحقيقية أعباء أخرى كان بإمكانه أن يتخلص منها، وأن يعيش في الإطار المحدد الذي يناسب إمكاناته وظروفه المالية، تاركا حقوق الآخرين، ومخلصا نفسه من أعباء هو في غنى عنها، وقادر على أن يعيش حياة هنيئة مطمئنة بدونها.
ارتبطت السعادة في أذهاننا وتصورنا بمقدار ما لديك من مال، وبمستوى معيشتك، ومستوى منزلك وسيارتك ... إلخ من مكونات حياتك، ورسخ في أذهان الكثيرين – للأسف – أنه بمقدار استزادتك من هذه الجوانب، ولو على حساب إمكاناتك الحقيقية ووضعك المالي، تزيد سعادتك، وتهنأ أسرتُك، وتعيش في درجة عالية من الراحة والاطمئنان، بغض النظر عن حجم الديون، وبصرف النظر عن الإنهاك الجسدي والنفسي والمادي الذي تعانيه، ودون اعتبار لحقوق الآخرين، وإمكان الوفاء بها من عدمه.
إنسان هذا الزمن – وخصوصًا من أبناء مجتمعنا الخليجي – لديه رغبة شديدة في كسر نواميس المجتمع وإلغاء الظواهر الاجتماعية التي يجب أن تكون، وهو مندفع في أن يجعل نفسه في مصاف من هيئت لهم الظروف وقدر لهم أن يعيشوا في مستوى مرتفع، وهذا الإنسان حين يتجه هذا الاتجاه لا ينعم بالراحة، ولا يمكن أن يهنأ أو تهنأ أسرته، وهو إنما يزيد مستوى الصراع مع الحياة.
صحيح أن ديننا يحثنا على السير في الأرض والجد في طلب الرزق والعمل والكفاح، والأدلة على ذلك من القرآن والسنة كثيرة، لكن ديننا وواقعنا والتفكير الموضوعي المنطقي كلها توجهنا إلى أهمية أن يكون هذا العمل وهذا السعي في الإطار الذي يمكّنك من أن تعيش أنت ومن معك عيشة كريمة، لا أن تحوّل هذه الحياة إلى ميدان صراع، وتسلب قيمتها وجمال الوقت الذي قدر لك أن تعيشه فيها بالانهماك في مطاردتها والحرص على مواكبة الآخرين في ملبسهم ومأكلهم ومركبهم وحياتهم، وتقضي ما قدر لك أن تعيشه فيها في صراع وكر وفر مع الأعباء والديون.
محاولة استنساخ حياة الآخرين وكسر النواميس الاجتماعية التي لا بد أن تكون، هو نوع من عدم التسليم بالقضاء والقدر، وصورة تجسد وجود خلل لدى الإنسان في النظر إلى الحياة والمجتمع وتصورهما، وهو خلل اجتماعي يجدر بنا أن ندركه ونوضحه، وأن نتخيل حجم أثره، وهو أثر كبير لا يقف عند حدود متعاطيه.. إنه نموذج لمشكلاتنا الثقافية والاجتماعية التي تستحق أن تعالج.
لم يعد الإنسان لدينا – في الغالب – يُسلّم بما أريد له وقدر له من حاجات الدنيا، وإنما يحاول أن يكون ضمن أعلى طبقات المجتمع، ويسعى إلى توفير ما يحتاج وما لا يحتاج، ويبدأ متوسط الدخل أو ضعيفه في رحلة ماراثونية مع الالتزامات المالية والديون؛ فيضيف على أعبائه الحقيقية أعباء أخرى كان بإمكانه أن يتخلص منها، وأن يعيش في الإطار المحدد الذي يناسب إمكاناته وظروفه المالية، تاركا حقوق الآخرين، ومخلصا نفسه من أعباء هو في غنى عنها، وقادر على أن يعيش حياة هنيئة مطمئنة بدونها.
ارتبطت السعادة في أذهاننا وتصورنا بمقدار ما لديك من مال، وبمستوى معيشتك، ومستوى منزلك وسيارتك ... إلخ من مكونات حياتك، ورسخ في أذهان الكثيرين – للأسف – أنه بمقدار استزادتك من هذه الجوانب، ولو على حساب إمكاناتك الحقيقية ووضعك المالي، تزيد سعادتك، وتهنأ أسرتُك، وتعيش في درجة عالية من الراحة والاطمئنان، بغض النظر عن حجم الديون، وبصرف النظر عن الإنهاك الجسدي والنفسي والمادي الذي تعانيه، ودون اعتبار لحقوق الآخرين، وإمكان الوفاء بها من عدمه.
إنسان هذا الزمن – وخصوصًا من أبناء مجتمعنا الخليجي – لديه رغبة شديدة في كسر نواميس المجتمع وإلغاء الظواهر الاجتماعية التي يجب أن تكون، وهو مندفع في أن يجعل نفسه في مصاف من هيئت لهم الظروف وقدر لهم أن يعيشوا في مستوى مرتفع، وهذا الإنسان حين يتجه هذا الاتجاه لا ينعم بالراحة، ولا يمكن أن يهنأ أو تهنأ أسرته، وهو إنما يزيد مستوى الصراع مع الحياة.
صحيح أن ديننا يحثنا على السير في الأرض والجد في طلب الرزق والعمل والكفاح، والأدلة على ذلك من القرآن والسنة كثيرة، لكن ديننا وواقعنا والتفكير الموضوعي المنطقي كلها توجهنا إلى أهمية أن يكون هذا العمل وهذا السعي في الإطار الذي يمكّنك من أن تعيش أنت ومن معك عيشة كريمة، لا أن تحوّل هذه الحياة إلى ميدان صراع، وتسلب قيمتها وجمال الوقت الذي قدر لك أن تعيشه فيها بالانهماك في مطاردتها والحرص على مواكبة الآخرين في ملبسهم ومأكلهم ومركبهم وحياتهم، وتقضي ما قدر لك أن تعيشه فيها في صراع وكر وفر مع الأعباء والديون.
محاولة استنساخ حياة الآخرين وكسر النواميس الاجتماعية التي لا بد أن تكون، هو نوع من عدم التسليم بالقضاء والقدر، وصورة تجسد وجود خلل لدى الإنسان في النظر إلى الحياة والمجتمع وتصورهما، وهو خلل اجتماعي يجدر بنا أن ندركه ونوضحه، وأن نتخيل حجم أثره، وهو أثر كبير لا يقف عند حدود متعاطيه.. إنه نموذج لمشكلاتنا الثقافية والاجتماعية التي تستحق أن تعالج.