ياسر عمر سندي

متلقح لا تكلمني

الثلاثاء - 11 مايو 2021

Tue - 11 May 2021

في مثل هذه الأيام من السنة الماضية كان الوضع العام في مناطق المملكة مختلفا وعلى غير عادته، حيث أعلنت الجهات المسؤولة بوزارتي الداخلية والصحة تطبيق الحظر التام والتجول الشامل فترة عيد الفطر المبارك وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية التي قامت بها الدولة حفظها الله للحد من انتشار (كوفيد-19) فيروس كورونا نظرا لتزايد أعداد الحالات التي تم تسجيلها آنذاك وكإجراءات وقائية استباقية لعدم انتشار الوباء جراء ما سيحدث من عادات وتقاليد في تبادل الزيارات والتبريكات بمناسبة العيد والبعد عن التقيد بأنظمة السلامة الصحية.

على غير عادته هذا العام وكخبرة عالمية لأكثر من اثني عشر شهرا من التجارب والأبحاث بين العديد من دول العالم للوصول إلى إجراءات وعلاجات ناجعة تم الإعلان عن لقاحات مختلفة مضادة لفيروس كورونا في نهاية شهر ديسمبر وبدايات يناير2021 وكان أشهرها فايزر- بيونتك الأمريكي واكسفورد - استرازينيكا البريطاني الآمنين ولله الحمد بعد إجراء التجارب المخبرية للتأكد من جهوزية ومأمونية اللقاح لتعميمه واعتماده دوليا وعالميا من هيئات الغذاء والدواء العالمية والمحلية.

قطاع السياحة والسفر أكثر القطاعات تأثرا بجائحة كورونا، حيث أوضح رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر آل فهيد في حديث سابق له حجم الخسائر لقطاع السفر والسياحة في العالم العربي منذ بداية الجائحة بنحو 130 مليار دولار تقريبا والذي أدى إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي بالعالم العربي بنسبة 51.2 في المائة.

العيد عيدين هذا العام ولله الحمد وتعتبر أيضا هذه الفترة إشارة لانفراج الحال وبصيص من الأمل للمواطنين والمقيمين عقب المعاناة الطويلة التي مرت بها البلاد وأثرت سلبا على العباد وعلى جميع المستويات النفسية والاجتماعية والاقتصادية والتجارية والتي تأثر بها العالم أجمع.

بعد قرار وزارة الداخلية الأخير بالسماح للمواطنين السعوديين بالسفر إلى الخارج ورفع تعليق الرحلات الدولية بشكل كامل وفتح مطارات المملكة بالموعد الجديد ابتداء من الساعة الواحدة من صباح يوم الاثنين الموافق 5 شوال 1442 الموافق 17 مايو 2021 وبحسب خطاب هيئة الطيران المدني الموجه إلى جميع شركات الطيران العاملة بمطارات المملكة سيعمل ذلك على تحريك المياه الراكدة محليا وإقليميا ودوليا.

يتزامن قرار فتح الرحلات مع استمرار الضوابط وأولها أخذ اللقاح ضد فيروس كورونا والذي يعتبر من أهم الإجراءات الاحترازية التي فرضتها المملكة لضمان الصحة والسلامة للمواطن والمقيم مع استمرار المحافظة على الإجراءات الاحترازية المصاحبة لأخذ اللقاح مثل التباعد وغسل اليدين وعدم التواجد في الأماكن المزدحمة.

من وجهة نظري النفسية والمعرفية أن انفراج أزمة كورونا بفتح الرحلات هو دلالة على بدء عودة الحياة إلى حالتها الطبيعية بطريقة تدريجية وبقرار استراتيجي حكيم ينصب في مصلحة الوطن والمواطن لإنعاش الحياة اقتصاديا واجتماعيا والذي يتحتم على عموم المواطنين والمقيمين المسافرين وغير المسافرين حتى بعد أخذهم للقاح أن يضبطوا سلوكياتهم وعاداتهم أكثر وبحسب توقعي أنهم سينقسمون لقسمين بعد إجازة عيد الفطر المبارك والتي تتزامن أيضا مع الإجازة التعليمية للطلاب.

القسم الأول ملتزمون ومتقيدون بالضوابط الاحترازية كثقافة ومبدأ وقانون اجتماعي والقسم الثاني يردد عبارة (متلقح لا حد يكلمني) متهاونون في اتباع إجراءات السلامة الصحية بحجة أنهم أخذوا اللقاح ومحصنون ويحق لهم ما لا يحق لغيرهم من الاختلاط العام وتبادل الزيارات وعقد المناسبات وحضورها دون لبس الكمامات وعدم التعقيم والالتزام بالمسافات في التباعد الاجتماعي.

الالتزام بالضوابط الاحترازية من المفترض أنها تكونت لدينا كثقافة فردية ومجتمعية ولا تعني أنني متلقح لا حد يكلمني.

@Yos123Omar