نيران الغضب العراقية تحرق إيران

مراجع كربلاء أفتت بحمل السلاح وتجاهلت حرمة قتل الشباب والفتيات دراجة نارية ومسدس كاتم للصوت ومسلحون ملثمون.. مشهد يتكرر بالعراق المحتجون أضرموا النيران في قنصلية الملالي وبعثوا رسالة غضب شديدة رفاه السعد: اغتيال الوزاني تهديد عدواني لكل من يحلم بوطن حر المتظاهرون رفعوا لافتات (كربلاء حرة.. إيران برا برا)
مراجع كربلاء أفتت بحمل السلاح وتجاهلت حرمة قتل الشباب والفتيات دراجة نارية ومسدس كاتم للصوت ومسلحون ملثمون.. مشهد يتكرر بالعراق المحتجون أضرموا النيران في قنصلية الملالي وبعثوا رسالة غضب شديدة رفاه السعد: اغتيال الوزاني تهديد عدواني لكل من يحلم بوطن حر المتظاهرون رفعوا لافتات (كربلاء حرة.. إيران برا برا)

الثلاثاء - 11 مايو 2021

Tue - 11 May 2021

فيما اشتعلت النيران بقوة داخل القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء العراقية بعد مقتل الناشط إيهاب الوزاني، هتف آلاف المتظاهرين الأحرار بالخارج «كربلاء حرة.. إيران برا برا»، في إشارة إلى الغضب الذي يتصاعد يوما وراء الآخر ضد تواجد الملالي والميليشيات الموالية لها في البلد العربي.

المشهد يشتعل، أضرم المحتجون النيران في المحيط الخارجي وأمام مدخل القنصلية الإيرانية في كربلاء، في ظاهرة لها مدلولاتها السياسية والدينية باعتبار المدينة تضم ضريح الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وأخيه العباس.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حشدوا المتظاهرين وهم يتجمعون أمام بوابة القنصلية ويشعلون النيران فيما انتشر آخرون في الساحات المجاورة القريبة من المجمع الحكومي، وطالب المتظاهرون محافظ كربلاء نصيف الخطابي وقائد الشرطة اللواء أحمد زيني بكشف قتلة المتظاهرين والمتورطين بعمليات الاغتيال في المحافظة أو الاستقالة.

ثورة عارمة

رفضت كربلاء الحزن وقررت أن تخرج في ثورة عارمة على النظام الإرهابي في إيران، بعدما تأكدت أن صرخات نساء كربلاء اللواتي فقدن فلذات أكبادهن أو أزواجهن أو أشقائهن لم تهز المراجع الدينية في كربلاء ولا في النجف، ولم تجعلهم يفتون بحرمة قتل شباب العراق من متظاهرين وناشطين.

تحمل الكاتبة والمحللة السياسية رفاه السعد في تقرير نشره موقع (أخبار الآن) المراجع مسؤولية كل قطرة دم تراق في العراق، وتؤكد أنه في حين أفتت هذه المرجعيات بحمل السلاح وتشكيل الحشد الشعبي، لم يسمع أحد بفتواهم عن حصر السلاح المنفلت بيد الدولة والكف عن قتل الأبرياء.

اغتيال الحلم

اغتالت الميليشيات العراقية الناشط إيهاب الوزني وسط كربلاء لأنه رفع شعار (نريد وطنا)، بعثوا رسالة تقول «إن هذا مصير من يحلم بوطن حر في العراق»، دافع عن بلده طويلا وناهض الفساد بوصفه رئيسا تنسيقيا للاحتجاجات في كربلاء، طالب بالحد من النفوذ الإيراني وميليشايتهم التي تسرح وتمرح بسلاحها في أرجاء البلاد.. فكان جزاءه الموت.

تقول رفاة السعد «آلاف الشباب خرجوا في محافظات عدة يصلون على جنازة الناشط إيهاب الوزني، فمن سيصلي عليكم يا قتلة الشعب؟ وماذا سيكون مصيركم؟، المشهد واحد،، يتكرر بين حين وآخر، دراجات نارية ومسدسات كاتمة الصوت، وأشخاص ملثمون يعبرون سيطرات أمنية عدة ويسيرون ويجولون في الشوارع بأمان لغاية وصولهم إلى الضحية ثم يوجهون أسلحتهم وتتم عملية الاغتيال بنجاح وبدم بارد، ثم تتوالى الإدانات والاتهامات والتهديد والوعيد، وكله كلام في الهواء كلام في وسائل الإعلام، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لا يقدم ولا يؤخر، وحكومة تشكل لجانا وتفتح ملفات لم يغلق منها ملف واحد حتى اللحظة ولم تكشف حتى عن قاتل واحد.

إيران برا

وعلى وقع هتافات مدوية (كربلاء حرة.. إيران برا برا»، شيعت مدينة كربلاء العراقية الجنوبية قبل يومين جثمان الناشط المغدور إيهاب الوزني، حيث خرج الآلاف احتجاجا على اغتياله وأشعل شبان النار في سياج القنصلية الإيرانية في المدينة، بعد أن اغتالته ميليشيات الغدر أمام منزله فجرا.

هتف المشيعون (ثورة ثورة تشرينية) و(كربلاء حرة) في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في أكتوبر 2019 ضد الطبقة السياسية وفسادها والهيمنة الإيرانية على البلاد والتي راح ضحيتها حوالي 600 ناشط، وألقى النشطاء المسؤولية عن ذلك إلى الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران.

القاتل حر

ورغم تصريحات رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بأنه سيتم القبض على قتلة الناشط إيهاب الوزني، وتوجيه لوزير الداخلية بسرعة الكشف عن الجناة، إلا أن حالة من الإحباط تسكن داخل الجميع، بسبب السلاح المنفلت والمحمي سياسيا، حيث إن الميليشيات المسلحة مدعومة من أحزاب وكتل سياسية،، وهو ما دفع الكثير من المراقبين مطالبة الكاظمي بكشف الدور الخبيث لطهران في العراق.

ويؤكد التقرير أن الفساد المستشري في المؤسسات الأمنية ونفوذ الأحزاب المدعومة من إيران يمنع كشف القتلة والمتورطين، حيث أفادت مصادر خاصة أن خلية الصقور الاستخباراتية بقيادة أبو علي البصري اكتشفت خلية اغتيالات كانت تخطط لعمليات اغتيالات في كربلاء، وبعد إكمال نحو 50% من التحقيق والقبض على بعض من أعضاء الخلية تم إقالة أبو علي البصري من الخلية الاستخباراتية وغلق التحقيق.

ولاحق الموت الوزني على يد الميليشيات منذ عام 2019 فقد نجا من محاولة اغتيال فاشلة، عندما قتل أمام عينيه فاهم الطائي بذات المشهد الذي قتل فيه، دراجة نارية ومسدس كاتم للصوت ومسلحون ملثمون وحتى الآن لم تصل اللجنة إلى القاتل،

إفلاس المجرمين

وخلال ترؤسه الجلسة الأسبوعية لحكومته في بغداد وجه الكاظمي أجهزة وزارة الداخلية بسرعة الكشف عن قتلة الناشط المدني لتنسيقيات احتجاجات محافظة كربلاء إيهاب جواد الوزني، معتبرا أن قتلته موغلون في الجريمة، وقال «واهم من يتصور أنهم سيفلتون من قبضة العدالة، سنلاحق القتلة ونقتص من كل مجرم سولت له نفسه العبث بالأمن العام».

وشدد بالقول «المجرمون أفلسوا من محاولات خلق الفوضى واتجهوا إلى استهداف النشطاء العزل، لكن القانون سيحاسبهم مثلما سقط آخرون في قبضة العدالة من قبل».

ما المفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان فقد طالبت بتقديم الجناة إلى العدالة وتعزيز الجهد الأمني والاستخباراتي وأشارت وجود ضعف في المنظومة الأمنية، وطالبت القائد العام للقوات المسلحة الكاظمي باتخاذ الإجراءات المناسبة، لحماية الناشطين والإعلاميين والمدونين وأصحاب الكلمة الحرة وتقديم الجناة للعدالة وتعزيز الجهد الأمني والاستخباراتي وان تكون التحقيقات عاجلة وتعلن للرأي العام بشكل مباشر.

شبح الاغتيال

يشعر الكثيرون أن شبح الاغتيالات عاد للعراق، وباتت الميليشيات المسلحة تتحرك بحرية مدعومة بالمال والسلاح لقتل شباب العراق، الأمر الذي دفع المتظاهرين للعودة وخروجهم في مجموعات بمناطق متفرقة في شوارع محافظة كربلاء.

وذكر شهود عيان أن مناطق وشوارع وسط محافظة كربلاء شهدت إجراءات أمنية مشددة وحول مبنى القنصلية الإيرانية والشوارع المؤدية لها، وإن مجموعات من المتظاهرين استهدفت مقار عدد من الأحزاب من دون وقوع صدامات بين المتظاهرين والقوات الأمنية.

وعلى الصعيد الدبلوماسي وصف وزير خارجية العراق فؤاد حسين، الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في محافظة كربلاء بأنه عمل مرفوض، وأعرب في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف عن أسفه لما حدث، وأن هذا العمل، مرفوض وفقا للأعراف والاتفاقيات الدولية، ولن يمر من دون محاسبة الأشخاص الذين قاموا به، وأن السلطات الأمنية تجري تحقيقاتها؛ لغرض التوصل إلى الفاعلين.

ضحايا آخر ثورة عراقية ضد إيران:

  • 200 ناشط قتلوا

  • 70 ناشطا تم اغتيالهم

  • 20 ألفا أصيبوا واعتقلوا