سليمان الهويسين

الجمعيات الأهلية.. نبض مجتمعنا

الثلاثاء - 11 مايو 2021

Tue - 11 May 2021

3300 منظمة وزيادة.. هي حصيلة المنظمات غير الربحية التي طالعنا بها التقرير الماتع الغزير الصادر مؤخرا عن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بعنوان (تقرير حوكمة المنظمات غير الربحية لعام 2020) والذي كشف بجلاء مستوى النضج والكفاءة والفعالية التي تتسم بها هذه المنظمات، ‏بالإضافة إلى ‏الممكنات الكبيرة التي تقدمها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في سبيل تمتين قدرات هذه الجمعيات وتجويد أدائها وتعزيز استدامتها.

هذه المنظمات اليوم - في ظل هذا التمكين وهذه الممكنات - أعادت رسم تموضعها بطريقة رشيدة. إذ تحولت إلى منظومة محترفة في تقديم الخدمات، وكيانات متخصصة في صناعة المنتجات، ومؤسسات رشيقة متسقة ومتكاملة في الحضور والتفاعل مع مجتمعها.

يظهر هذا من خلال ما نراه ونسمعه من مشاريع إبداعية خلاقة ومبادرات نوعية استثنائية تجاوزت مجرد التعاطف العفوي مع احتياجات المجتمع؛ بل قفزت إلى التفنن والتعمق والتجدد في تلمس الاحتياجات الحالية والمستقبلية، والانتباه لتلك الظاهرة منها أو المستترة، والتفطن للقضايا الملحة أو التي دون ذلك..

ومن ثم التعاطي معها وفق منهجيات ذكية وأدوات علمية واستراتيجيات فعالة وكوادر مؤهلة. كل ذلك لكي تسهم في تحقيق الغاية التي نشأت من أجلها، وأسست لتحقيقها، وهي مساعدة المحسن لتقديم إحسانه بطمأنينة وسهولة وثقة، وإعانة المحتاج أن يسد حاجته بستر وكفاية.

وكما هو معلوم فإن إدارة عملية استقبال إحسان المحسنين وإيصالها لمستحقيها؛ هي حاجة أساسية في أي مجتمع، وتتأكد في مجتمعنا بشكل أخص لما يمتاز به من حرص على الإسهام والمشاركة في أعمال البر والخير والإحسان.. ويدل على ذلك ما حفل به واقعنا من إطلاق عدد من المنصات التقنية المعنية باستقبال تبرعات المحسنين مثل منصة تبرع ومنصة جود، ومنصة شفاء، ومنصة وقفي، وآخرها منصة إحسان..

والجمعيات اليوم وهي تقوم بهذا الأمر، فهي مخولة بهذا نظرا لحضورها القائم والحاضر وبتنوعها العريض الذي يشمل مختلف المجالات سواء التعليمية أو الصحية أو الدعوية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو البلدية أو الإسكانية أو التقنية أو غيرها، وأيضا فضلا عن هذا التنوع، فإن الجمعيات أصبحت كيانات متخصصة في قضايا محددة ومركزة على أدوار معينة داخل هذه المجالات.. كالتوعية والمؤازرة والحشد وبناء القدرات والبحوث والدراسات والاستدامة وما سوى ذلك من أدوار وأعمال الجمعيات التي تزخر بها مناطق مملكتنا الحبيبة.

وهذا ما يجعلها شريكا أساسا في تقديم خدمتها المنشودة بكل اقتدار.

ما يجدر الإشارة إليه؛ أن المحسن اليوم بات قادرا على أن يختار المجال الذي

يهتم به، والفئة التي تمثل له أهمية عالية، والمشروع الذي يرضي طموحه ويقدم له الدعم الذي يريد أن يقدمه والمساعدة التي ينوي القيام بها.

الجمعيات اليوم باتت مصدرا مهما للارتقاء بجودة الحياة، ولتلبية احتياجات

المجتمع بشقيه؛ المحسنين والمحتاجين.

SulaimanFH@