محمد النفاعي

الرقصة الأخيرة.. وصفة رياضية للنجاح الوظيفي

الاحد - 09 مايو 2021

Sun - 09 May 2021

من أبرز ما قال مايكل جوردن، اللاعب الأمريكي الأول في كرة السلة في المسلسل الوثائقي (الرقصة الأخيرة)، والذي يحكي قصة نجاحه ليصبح من أساطير لعبة كرة السلة والدوري الأمريكي للمحترفين لكرة السلة (NBA)، «إذا كنت لا تريد اللعب بهذه الطريقة، فلا تلعب بهذه الطريقة».

هذا المسلسل والذي صدر حديثا يتكون من عدة حلقات يوثق بشكل تفصيلي ورائع السيرة المهنية لأحد أعظم لاعبي كرة السلة في الدوري الأمريكي للمحترفين على الإطلاق وهو مايكل جوردن. وكيف أصبح فريقه شيكاغو بولز بطلا للدوري الأمريكي للمحترفين 6 مرات في 6 نهائيات خاضها، 3 مرات متتالية في كل مرة.

ما يهمنا هنا هو كيف نستفيد كموظفين من الوقت الطويل نسبيا الذي قضيناه في مشاهدة الأحداث وتفاصيل الإنجاز والاستماع إلى مختلف المقابلات والآراء التي جاءت في المسلسل. وهل هذا الوقت الطويل يعتبر مهدرا أم نحن استفدنا وتعلمنا من الخبرات والدروس التي تضمنها المشهد. وهل استوعبنا ما احتواه عن كيفية تحقيق الأهداف سواء المؤسسية أو الفردية أو حتى استنباط دروس في القيادة والتنمية البشرية بشكل عام.

(الرقصة الأخيرة) سلط الضوء على العديد من النصائح والآراء حول ما يلزم لتحقيق النجاح الشخصي والمؤسسي، هنا سنذكر أهم ما استخلصناه في النقاط التالية:

• أحد مبادئ النجاح التي طبقها مايكل جوردان مع زملائه كقائد للفريق هو (القيادة بالقدوة lead by example)، حيث قال «إنني لم أطلب من أي لاعب القيام بأي شيء لا يمكنني القيام به. كان دائما يدفعهم للأفضل، وجعلهم يؤمنون بقدراتهم كأفراد وكفريق مبتدئا بنفسه. كقائد من المهم تعزيز القيادة بالقدوة وذلك بتطبيق الممارسات الإيجابية أمام الموظفين. يجب عدم إعطاء انطباع بالتهاون أو الكسل أمامهم.

• بصفتك قائد فريق، عليك التفكير في جميع مواردك أثناء الأزمات والأوقات الحرجة. ستتفاجأ بإنجازات من صنفوا (عاديين) داخل المؤسسة بمجرد منحهم الفرصة. تجدهم يرتقون بمستواهم ويظهرون طيب معادنهم لمواجهة التحديات، فكل ميسر لما خلق له.

• يجب أن يكون للمنظمة مهمة ورؤية وأن يعمل جميع الموظفين نحو تحقيقهما معا. وكما ذكرنا في بداية المقال، كان يكرر كثيرا «إذا كنت لا تريد اللعب بهذه الطريقة، فلا تلعب بهذه الطريقة». ذكر أن جميع الموظفين لدينا بغض النظر عن الاختلافات في الأهداف الشخصية أو المكاسب الفردية يعملون لتحقيق هدف الفريق ككل. عندما يتم الإنجاز المؤسسي ستتبعه الأهداف الفردية وسيتم تحقيقها تلقائيا. أضاف قائلا «الموهبة تفوز بالمباريات، لكن العمل الجماعي والذكاء يفوزان بالبطولات».

• في كل قصة نجاح هناك الكثير من العمل الشاق والانضباط سواء بشكل فردي أو جماعي وكما قيل «لا يوجد نجاح بدون ألم»، والطريق السهل غير مستدام. وللحفاظ على النجاح واستمراريته، يجب أن يكون لديك أساس متين مثل الموهبة والشغف وحب المنافسة والتعلق بالقيم العليا. هذه ركائزك عند احتدام المنافسة والترقي للنجاح.

• الطريقة الوحيدة لتخفيف الضغوط هي بناء الأساسات الخاصة بك. تدرب عليها مرارا وتكرارا، لذلك عندما تواجه الصعاب عندها يمكنك التعامل مع أي شيء يحدث. ومن أهم الأساسات هو أن تحط نفسك بأشخاص يؤمنون بما تؤمن به وشاركهم التقدير والامتنان أثناء رحلة نجاحك. هؤلاء يمكنهم إزالة بعض الحمل ومساعدتك على التركيز.

• حول الموقف السلبي دائما إلى موقف إيجابي. حاول بقدر ما تستطيع أن تنثر الإيجابية لمن حولك، وكما قال إيليا أبو ماضي:

قال: الليالي جرعتني علقما // قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما

فلعل غيرك إن رآك مرنما // طرح الكآبة جانبا وترنما

تقبل العقبات والفشل كجزء من رحلة تحقيق النصر النهائي وكما قال هنري فورد، «الفشل هو ببساطة فرصة للبدء من جديد، لكن هذه المرة بشكل أكثر ذكاء».

على أية حال، يجب أن نعلم أنه لا توجد وصفة سحرية لضمان النجاح المهني الفوري أو المستقبلي. لكن هناك حقيقة يتشاركها العديد من الأشخاص الناجحين. هم متحمسون لما يفعلونه ويكملون ذلك بالمثابرة للوصول إلى هدفهم. قال راي كروك، المسؤول عن نمو ماكدونالدز، «لا شيء في العالم يمكن أن يحل محل المثابرة».

msnabq@