طلب إجازة
دبس الرمان
دبس الرمان
السبت - 23 يوليو 2016
Sat - 23 Jul 2016
بدأت كتابة المقالات في يناير 2013 بمعدل مقال في الأسبوع من ثلاثمئة كلمة. منذ البداية كان أمامي تحديان، الأول هو ما يتردد ممن حولي عن نمطية الكتابة في صحيفة. والثاني هو صعوبة اختيار المواضيع وطرح الجديد في ظل اعتبارات اللائق وغير اللائق. وبعد عدة تجارب، أدركت أنه كلما كنت مترددة في الكتابة عن الموضوع، وكلما كانت نبضات قلبي متسارعة وأنا أكتبه، وكلما شعرت بدرجة حرارتي ترتفع وأنا أرسله، وكلما كاد قلبي يقفز من صدري من الخوف يوم النشر، كلما كانت ردود الأفعال أكثر، الانتشار أوسع، وكلما كان أثر المقال أقوى. في نهاية عام 2015 وبتشجيع من بعض الأصدقاء والقراء، بدأت بوادر فكرة إصدار كتاب من خلال تجميع المقالات. وكانت صدمتي حين وجدت أن عدد مقالاتي لا يكفي لإنشاء كتاب. وأنني أسمي نفسي كاتبة وأنا لا أتجاوز كتابة ثلاثمئة كلمة في الأسبوع! واعترفت وقتها لنفسي أنني لا أعامل الكتابة بالاحترام الذي تستحقه وأنني في الحقيقة بدأت أقع في فخ الاعتياد والراحة والتي بدأت تلقي ظلالها على مواضيعي و أفكاري، وأن علي المسارعة بفعل شيء يبعث في الإلهام ويدفعني دفعا لرفع سقف توقعاتي وتمديد إمكانياتي إلى أقصاها. حسنا سموه ما أردتم، قانون الجذب، توارد خواطر، وغيرها من تلك المصطلحات التي تحاول تفسير الأقدار، ولكن توقيت ما حصل كان عجيبا فعلا. فقد فوجئت بالصحيفة تعرض علي زيادة المقالات إلى ثلاثة في الأسبوع، والانتقال إلى صفحة ثابتة. ورغم إدراكي بأنها فرصة رائعة يحلم بها الكثيرون، إلا أنني وجدت نفسي أرفض بسرعة، ووجدت الصحيفة تصر على إعطائي مساحة من التفكير. طبعا تستطيعون استنتاج ما حدث، فمهلة التفكير قادتني إلى الموافقة، والتي أظهرت لي فيما بعد عكس مخاوفي تماما، فمع المزيد من الكتابة، ازداد زخم الأفكار والمواضيع، وأصبحت الكتابة أكثر سلاسة، والغريب أكثر متعة. إن كان هناك درس تعلمته من تجربة بدء الكتابة فكان أنه لا شيء مهم يحصل داخل منطقة الراحة والاعتيادية. وإن كان هناك درس تعلمته من تجربة زيادة عدد المقالات، فهو أن كل الأشياء المهمة تحصل خارج حدود منطقة الراحة والاعتيادية. وإن كان هناك درس تعلمته بعد الدرسين السابقين فهو أن صاحب الإبداع مغامر جسور ينطلق في رحلات لا تنتهي إلى أقصى حدود العالم، وأنه أحيانا بحاجة إلى وقت مستقطع، يقوم فيه عقله الواعي بالراحة، في حين يغتنم عقله اللاواعي الفرصة لترتيب أوراقه استعدادا لموسم جديد وأفكار لم تخطر من قبل على بال. قرائي الأعزاء أعود لكم قريبا بإذن الله.