رسائل استفزاز للعالم تحملها اعتداءات إيران في العراق

الكاظمي هدد نظام الملالي بلهجة قوية وأكد أنه سيفضح من يدعمون الإرهاب الدليمي: الإيرانيون يرغبون عبر الهجمات تعزيز موقفهم في مفاوضات فيينا راندا سليم: خامنئي حول بغداد إلى ساحة صراع طالما لم يحقق كل أهدافه ماكنزي: 50 هجوما إيرانيا بالعبوات الناسفة على قوافل تديرها القوات العراقية
الكاظمي هدد نظام الملالي بلهجة قوية وأكد أنه سيفضح من يدعمون الإرهاب الدليمي: الإيرانيون يرغبون عبر الهجمات تعزيز موقفهم في مفاوضات فيينا راندا سليم: خامنئي حول بغداد إلى ساحة صراع طالما لم يحقق كل أهدافه ماكنزي: 50 هجوما إيرانيا بالعبوات الناسفة على قوافل تديرها القوات العراقية

الثلاثاء - 04 مايو 2021

Tue - 04 May 2021

وصف مراقبون الاعتداءات المتتالية للميليشيات الموالية لإيران على قوات التحالف الدولية في العراق بأنها استفزاز للعالم وانتهاك صارخ للأعراف والأنظمة، واستمرار لمواصلة إرهاب الملالي في المنطقة.

وقال مسؤول عراقي في الأيام الماضية «إن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، طلب من قادة إيران كبح جماح الميليشيات الإرهابية، وأكد في رسالة شديدة اللهجة إلى طهران أنه سيواجه الفصائل بكل قوة ولن يتهاون في سيادة الوطن، وأنه سيفضح بوضوح من يدعم هذه الجماعات.

وتسبب التهديد العراقي في زيارة سريعة لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني إلى بغداد، حيث التقى قادة ميليشيات وقادة سياسيين مدعومين من إيران ودعا إلى الهدوء، في ظل المفاوضات التي تجريها بلاده في فيينا مع الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الأوربية.

50 اعتداء

وأكد قائد القيادة المركزية الأمريكية، كينيث ماكنزي، في تقرير حديث، بأنه منذ بداية العام، شنت الميليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا أكثر من 50 اعتداء بالعبوات الناسفة ضد القوافل اللوجستية التي تديرها القوات العراقية والمتعاقد عليها مع قوات التحالف، وتسع قوافل لوجستية غير مباشرة ضد المنشآت الدبلوماسية الأمريكية أو القواعد العسكرية العراقية التي تستضيف أفراد الولايات المتحدة وقوات التحالف».

وأشار إلى أن إيران تستخدم الميليشيات بهدف إخراج القوات الأمريكية من العراق لكن المناورات السياسية الإيرانية فشلت في تحقيق هذه الغاية حتى الآن.

وأفاد تقييم استخباراتي أمريكي صدر مؤخرا بأن «إيران ستظل لاعبا يثير المشكلات في العراق، الذي سيكون ساحة المعركة الرئيسة لنفوذ إيران، وستستمر الميليشيات المدعومة من إيران في تشكيل التهديد الأساس للأفراد الأمريكيين في العراق».

الاعتداءات مستمرة

وشدد التقرير على أن الحكومة العراقية ستواصل الكفاح من أجل السيطرة على الميليشيات، التي ستواصل بدورها الاعتداءات ضد أهداف أمريكية للضغط على القوات الأمريكية للانسحاب إذا لم تتوصل الحكومة العراقية إلى اتفاق مع واشنطن بشأن جدول زمني للانسحاب.

وكان البرلمان العراقي الذي يسيطر عليه الشيعة دعا إلى انسحاب القوات الأجنبية من البلاد، بعد غارة أمريكية، في يناير 2020، أدت إلى مقتل قائد (فيلق القدس) في الحرس الثوري الإيراني، والقيادي في الحشد الشعبي العراقي، مهدي المهندس.

وعلى إثر تلك التطورات، دخلت بغداد وواشنطن في حوار استراتيجي ركز في المقام الأول على مستقبل وجود تلك القوات في البلاد، وانخفض عدد القوات الأمريكية في العراق نهاية ديسمبر 2020 إلى نحو 2500 بناء على قرار من الرئيس السابق، دونالد ترمب.

معارك آجلة

وقال ماكنزي في تصريحات قبل أيام، «إن إيران لا تزال تنتهج سياسة محاولة إخراج الولايات المتحدة، وكذلك شركائنا وحلفائنا من المنطقة أيضا، وهذا هو الأساس الذي خاضت معارك آجلة في العراق».

وأضاف «خلال معظم عام 2020، اعتقدوا أن لديهم حلا سياسيا لإجبار الولايات المتحدة على الخروج من العراق، لم يعد الأمر كذلك، إنه واضح من الحوار الاستراتيجي الأخير ومن الإشارات الأخرى التي نتلقاها من حكومة العراق».

وعاد ماكنزي ليؤكد مجددا بقاء القوات الأمريكية في العراق، وقال «نحن في العراق بناء على طلب الحكومة العراقية، ومستمرون في القتال ضد داعش بالتعاون مع التحالف.. هذه المعركة لم تنته بعد».

ضغوط إيرانية

ويرى محللون أن تصعيد وتيرة اعتداءات الميليشيات الموالية لإيران ضد قوات التحالف في العراق هي محاولة من قبل طهران للضغط في المفاوضات الجارية حول ملفها النووي، وأكد المحلل السياسي العراقي، إياد الدليمي لقناة (الحرة) الأمريكية، إن الاعتداء الأخير على قاعدة بلد، يأتي في إطار رسائل التصعيد التي ترسلها إيران عبر أذرعها في العراق، ولفت إلى أنه قبل أيام، صرح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، خلال مقابلة تلفزيونية بأنه تم تجميد استهداف البعثات الدبلوماسية، لكن لاحظنا أنه في الفترة الأخيرة تصاعدت الهجمات ضد قواعد عسكرية لقوات التحالف وجود فيها.

ويرى أن الاعتداء رغبة في تعزيز موقف إيران خلال المفاوضات الجارية حول عودة العمل بالاتفاق النووي المبرم معها في عام 2015، لافتا إلى تصريحات مسؤولين إيرانيين تحدثوا عن وجود حالة (إبطاء) من الجانب الأمريكي لهذه المفاوضات، لذلك فهم يدفعون بالإسراع لإنهاء ملف التفاوض من خلال التصعيد العسكري.

عودة داعش

ونوه الدليمي إلى أن تصاعد الهجمات لا ينفصل عن التصريحات التي تخرج من وقت لآخر لأطراف مرتبطة بإيران بضرورة سحب القوات الأمريكية من العراق، ولفت إلى أن الجميع يعلم، بمن فيهم، تلك الأطراف التي تطلب سحب القوات الأمريكية، أن أي تراخ من قبل قوات التحالف سيؤدي إلى عودة داعش وإلى حالة عدم الاستقرار الكامل في العراق، مشيرا إلى الهجمات الأخيرة لداعش في العراق.

وأشار إلى أنه بعد مقتل سليماني والمهندس، خفضت القوات الأمريكية طلعاتها الجوية في العراق وكان هناك نوع من الإرباك على الساحة الداخلية في العراق وشاهدنا بالفعل عودة لداعش.

أهداف خامنئي

وقالت الخبيرة في شؤون العراق بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن راندا سليم، «إنه طالما لم تأت المفاوضات الجارية حول الملف النووي بنتيجة لصالح المرشد الإيراني علي خامئني والقوى السياسية المتشددة، والحرس الثوري، يصبح العراق ساحة بعث الرسائل من إيران إلى الولايات المتحدة».

وأكدت أن الاعتداء محاولة من جانب الميليشيات للتأكيد على فكرة المقاومة خاصة مع تراجع شعبيتها بسبب الدور الذي لعبته في قمع المتظاهرين، وقالت «هذه الميليشيات ترغب في تعزيز وجودها في الساحة الداخلية» قبل الانتخابات العراقية المقررة في أكتوبر المقبل، ولا تنفصل الهجمات الأخيرة أيضا عن الانتخابات الرئاسية الإيرانية، فهناك رغبة لرفع وتيرتها من أجل دعم مواقف بعض المرشحين.

صراع داخلي

وتشير سليم، إلى أن أغلبية القوى السياسية العراقية، ما عدا «الحشد الشعبي»، تدعم الوجود العسكري الأمريكي لتدريب وتمكين القوات العراقية من أجل محاربة (داعش)، وترى أن الهجمات التي تقوم بها القوات الموالية لإيران تأتي في إطار عملية الضغط على باقي القوى السياسية العراقية في هذا الشأن.

وتؤكد وجود صراع داخلي في إيران بين الحرس الثوري وجهاز الاستخبارات حول العراق، حيث يدعم كل طرف قوى سياسية عراقية مختلفة، وتذكر بدعم جهاز الاستخبارات لمصطفى الكاظمي لرئاسة الوزراء، في حين أيد الحرس الثوري مرشحين آخرين وينظر بعين الريبة للكاظمي بالنظر إلى علاقته بالولايات المتحدة.

اعتداءات إيران في العراق خلال 2021:

50 هجوما بالعبوات الناسفة ضد القوافل اللوجستية التي تديرها القوات العراقية.

20 اعتداء نفذته ميليشيات إيران بصواريخ وقنابل في بغداد منذ تسلم بايدن الرئاسة.

4 صواريخ كاتيوشا أصابت قاعدة بلد العسكرية العراقية التي تضم متعاقدين أمريكيين قبل يومين.

3 صواريخ سقطت قرب محيط مطار بغداد قبل ثلاثة أيام استهدفت قاعدة (فيكتوريا) العسكرية.

18 أبريل.. سقطت عدة صواريخ على قاعدة (بلد) أصابت اثنين من قوات الأمن العراقية.