فيصل الشمري

الاتفاق النووي كيري وظريف

الثلاثاء - 04 مايو 2021

Tue - 04 May 2021

السمة المميزة المثيرة للفضول للسياسة الخارجية للحزب الديمقراطي في التاريخ الحديث، هي استرضاء أعداء الولايات المتحدة الأمريكية على حساب حلفائها. نظرة الحزب الديمقراطي للعالم أن أمريكا هي مصدر الشر الجيوسياسي التي يجب ترويض آثارها المدمرة على العالم وكبح جماحها وجوب تشجيع أعداء أمريكا من أجل إمالة الملعب العالمي بعيدا عن طموحات أمريكا السياسية.

إدارة الرئيس أوباما عملت على هذه الأيديولوجية اليسارية الضارة بمصالح أمريكا من خلال سعيها الحثيث للتوصل إلى اتفاق نووي مع الدولة الأولى في العالم الراعية للإرهاب خلال فترة ولاية الرئيس الثانية.

العديد من قيادات تلك الإدارة بالخصوص في ملف المفاوضات مع إيران منهم ويندي شيرمان وروبرت مالي وكولين كال حاليا في إدارة بايدن يعيدون الآن تأدية نفس الدور مما يعطي الانطباع العام أن إدارة بايدن امتداد لإدارة أوباما.

أكثر شخصية تجسد موقف إدارة أوباما وتعاونها مبعوث الرئيس بايدن للمناخ حاليا وزير الخارجية الأسبق جون كيري، الذي حتى في إدارة ترمب عمل على تقويض استراتيجية الضغط القصوى التي اتخذتها إدارة ترمب لاحتواء إيران.

كيري مرر معلومات لظريف ضاربا بعرض الحائط الاستراتيجية، بحسب التسجيل المسرب لجواد ظريف الذي كان يتباهى أن كيري وفر له معلومات مهمة عن أكثر من 200 عملية عسكرية إسرائيلية على الحرس الثوري وميليشيات إيران في سوريا.

إذا صح ذلك وما قاله ظريف حقيقة ذلك يؤكد ما كتبت وما غردت به استرضاء الأعداء على حساب الحلفاء صفة أصيلة للحزب الديمقراطي تصل لحد خيانة حليف استراتيجي قوي مثل إسرائيل يشارك الولايات المتحدة الأمريكية المعلومات الأمنية والاستخباراتية لمكاسب دبلوماسية للوصول للاتفاق النووي السابق.

اليسار الأمريكي يصاب بالذهول أو يعلن التحدي عندما يتم اتهام الأيديولوجية اليسارية بأنها معادية للمبادئ والقيم الأمريكية.

تسجيل ظريف يثبت هذه النظرية الأيديولوجية اليسارية التي ترى مهما لها الانتصارات الحزبية بنشر الأيديولوجية اليسارية حول العالم ودعم العولمة على حساب الدول المستقلة ذات السيادة أو حتى على مصالح الأمن القومي الأمريكي.

أمريكا هي مصدر الشر الجيوسياسي الذي يجب ترويضه واسترضاء الأعداء على حساب الحلفاء، فليس مستغربا أبدا استراتيجية الإدارة الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.

الاتفاق النووي السيئ الذي كانت تتغنى إدارة أوباما به قبل عام 2005 سوف يكون أسوأ بمراحل.

انتهى حظر الأسلحة في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 للاتفاق JCPOA في أكتوبر 2020.

روسيا والصين على أهبة الاستعداد لتزويد النظام بأنظمة أسلحة هجومية مقابل عقود نفطية رخيصة. ينتهي قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (UNSCR) بشأن قيود الصواريخ الباليستية في عام 2023.

في غضون عامين، ستكون إيران قادرة على تسريع برنامجها للصواريخ الباليستية والحصول على التكنولوجيا في غياب القيود المفروضة عليها من قبل المجتمع الدولي.

تبدأ بنود خطة العمل الشاملة المشتركة في الانتهاء في عام 2024، وستنتهي تماما في عام 2030. من عام 2024، يمكن للنظام تسريع إنتاج اليورانيوم والبقاء ممتثلا لخطة العمل الشاملة المشتركة لاتفاق JCPOA.

تعمل إيران بالفعل على زيادة إنتاجها من اليورانيوم ومخزوناتها، ومن المحتمل أن يكون لديها بالفعل ما يكفي لصنع قنبلة الآن. ما تقوم به إيران ينتهك خطة العمل الشاملة المشتركة. الدول الأوروبية والصين وروسيا لا تتحرك تجاه خرق شروط الاتفاق من قبل إيران.

كل هذا النشاط ينتهك خطة العمل الشاملة المشتركة، لكن الموقعين الباقين على الصفقة لا يطالبون بفرض عقوبات «سريعة» أو أن تمتثل إيران. ليس لديهم نفس القدرة مثل الولايات المتحدة للقيام بذلك، ولا يريدون فعل ذلك علاوة على ذلك، تنتهي آلية «snapback» لإعادة فرض جميع العقوبات السابقة على إيران في عام 2025.

تتمتع الآن الولايات المتحدة بكل النفوذ الذي لن تتمتع به مرة أخرى. لقد نجحت حملة «الضغط الأقصى» وما زالت تعمل وهي تمنح بايدن كل النفوذ والقوة التي يحتاجها لجلب إيران إلى طاولة المفاوضات في حالة ضعف.

يحتاج النظام بشدة إلى شريان حياة اقتصادي، ولن تكون الصفقة الأخيرة مع الصين كافية. إذا كان هناك أي شيء، فإن الاستثمار الصيني البالغ 400 مليار دولار في إيران على مدى السنوات الخمس والعشرين المقبلة يمثل صفقة سيئة للغاية بالنسبة للنظام.

على إدارة بايدن الاستفادة من حالة التقهقر الاقتصادي الإيراني وألا تخسر الأفضلية بسبب العقوبات القصوى. لا رفع للعقوبات بدون تنازلات إيرانية.

mr_alshammeri@