روحاني وظريف متهمان بقتل سليماني

التسريبات تتحول إلى زلزال سياسي يضرب طهران بشكل يومي سجادي: الرئيس خائن وأخبر إدارة ترمب بمكان تواجد سليماني موسوي: وزير الخارجية وفريق التفاوض تحولوا إلى جواسيس علي: الخارجية باتت دبلوماسية إذلال تهدد وحدة أراضي البلاد آبادي: الوزير وراء تخريب منشأة نطنز والإضرار بمصالح طهران
التسريبات تتحول إلى زلزال سياسي يضرب طهران بشكل يومي سجادي: الرئيس خائن وأخبر إدارة ترمب بمكان تواجد سليماني موسوي: وزير الخارجية وفريق التفاوض تحولوا إلى جواسيس علي: الخارجية باتت دبلوماسية إذلال تهدد وحدة أراضي البلاد آبادي: الوزير وراء تخريب منشأة نطنز والإضرار بمصالح طهران

الأربعاء - 28 أبريل 2021

Wed - 28 Apr 2021

فيما تحول التسريب الصوتي لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى زلزال يضرب إيران بشكل يومي، اتهم الصحفي الموالي للتيار المتشدد والمقيم في الولايات المتحدة الأمريكية داريوش سجادي الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته بالضلوع في اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني الذي ضربته غارة أمريكية في يناير 2020.

واعترف الرئيس الإيراني بأن التسريب سيؤثر على الموقف الإيراني خلال المحادثات الجارية حاليا في فيينا بشأن الملف النووي الإيراني والتي تضم الولايات المتحدة الأمريكية وعددا من القوى الأوربية، وقال «إنه يهدف إلى إثارة الخلافات الداخلية في البلاد»، ونقلت وكالة أنباء (إرنا) عن روحاني التأكيد على ضرورة كشف المسؤولين عن تسريب هذا الشريط.

وأثار التسريب جدلا واسعا في إيران، بالنظر للمكانة الكبيرة لسليماني في البلاد، حيث يعتبره الكثيرون رمزا للبطولة بعد اغتياله من قبل الولايات المتحدة مطلع العام الماضي.

وبدا ظريف في التسجيل المسرب مستاء جدا من التدخل الواسع لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، في الشأن الدبلوماسي الإيراني، وأقر بأنه ضحى بالدبلوماسية كثيرا لصالح (ساحة المعركة)، مضيفا أنه لم يتمكن يوما من إقناع سليماني بطلباته.

خيانة روحاني

واتهم الصحفي المحسوب على التيار المتشدد داريوش سجادي، الرئيس الإيراني حسن روحاني بالخيانة، وقال خلال استضافته من قبل قناة (أفق) التلفزيونية التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمي، «إن روحاني أخبر إدارة ترمب مما سهل اغتيال قاسم سليماني في يناير الماضي».

ونقلت (العربية نت) تعليق سجادي على ما قاله ظريف بشأن سيطرة العسكريين وبالتحديد قاسم سليماني على السياسة الخارجية الإيرانية، حيث قال «لكم الحق في الحديث فقط عندما يتعلق الأمر بتعبيد العسكريين الطريق لصالح أنشطتكم.. لا أن تقولوا بأن اتباعنا للجنرال سليماني جعل أيدينا مكبلة».

وأضاف يقول «هل تعرفون ماذا يعني مثل هذا الكلام؟، إنه خطير للغاية، في الواقع لو نقل واحد بالمائة من هذا الحديث بواسطة الجهة المسربة لملف (ظريف) الصوتي والقول بأن الجنرال قاسم سليماني وبأنشطته هو من يعرقل التقارب الأمريكي الإيراني، هذا يعني إعطاء إحداثيات أساسية لضرب سليماني، الأمر حدث فعلا، انظروا إلى ما حصل».

إعطاء إحداثيات

ووجه سجادي اتهاما حقيقيا لحكومة روحاني بإعطاء إحداثيات عن مكان تواجد قاسم سليماني، فقال «في اليوم الذي تم اغتيال الجنرال، أنا كنت بالصدفة في طهران.. في الساعة الرابعة فجرا اتصل بي، صديق لي في إحدى خليات التفكير في أمريكا.. قال لي، وفقا للمعلومات، فقد سرب مكتب الرئيس الإيراني إحداثيات مكان تواجد قاسم سليماني».

وبثت القناة الحكومية هذه الاتهامات على الهواء مباشرة في الوقت الذي يتعرض فيه وزير الخارجية الإيراني لانتقادات واسعة بسبب تصريحاته من خلال الملف الصوتي المسرب والذي أكد فيه أن الأعمال العسكرية الإيرانية بقيادة قاسم سليماني وخاصة في سوريا لم تكن لصالح إيران، واعتبر احتلال سفارة السعودية خيانة لإيران، واتهم الروس بمحاولة عرقلة الاتفاق النووي قبل توقيعه.

الوزير الجاسوس

وهاجمت عدد من الصحف ووكالات الأنباء الإيرانية وزير الخارجية محمد جواد ظريف، واعتبرت وكالة فارس للأنباء حواره نابع عن غيرة، وكتبت أن عدم توجيه دعوة لظريف لحضوره مراسم استقبال بشار الأسد في زيارته لطهران كان أحد أسباب هذه الغيرة.

وأجرت وكالة (فارس) مقابلة مع النائب في البرلمان الإيراني محمد تقي نقد علي، الذي وصف عمل وزارة الخارجية الإيرانية بأنه «دبلوماسية إذلال تهدد وحدة أراضي البلاد»، ودعا إلى اعتذار ظريف من الشعب عن إهانة قاسم سليماني، بدورها، سألت وكالة أنباء (تسنيم) هل تسريب هذا الملف مخطط له بشكل غير رسمي للتأثير على انتخابات الرئاسة المقبلة؟.

وفي إشارة إلى المسلسل الأمني (غاندو)، اتهم نظام الدين موسوي، عضو لجنة المادة 90 البرلمانية، ظريف وفريق التفاوض بالتجسس.

تدمير النووي

من جهته، اتهم عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، جليل رحيمي جهان آبادي، ظريف بالسعي لمواصلة تدمير موقع نطنز النووي «لقد صرح ظريف مرارا بأنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية، لذا فإن تسريب عن ملف مقابلته الخطيرة جدا غير مرتبط بالانتخابات، بل الهدف هو ضرب مصلحتنا الوطنية في محادثات فيينا وبالتالي استجواب رئيس الجهاز الدبلوماسي واستكمال التخريب الأخير في منشأة نطنز وتوجيه الأضرار بالمصلحة الوطنية. واعتبر عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني روح الله متفكر، تصريحات ظريف محاولة منه لمواصلة محادثات فيينا وفقا لرغبته هو وكتب في تغريدة يقول «رسالة ظريف واضحة تماما، أو دعني أجري محادثات جديدة مهما كانت النتيجة! أو سأترشح للانتخابات الرئاسية».

استدعاء الوزير

وأكدت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أنه تم استدعاء وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، لتقديم إفادة في اللجنة حول ما جاء في التسريب الصوتي، وذلك في أول اجتماع لها، وقال أبو الفضل عموئي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان «تم استدعاء ظريف لتقديم إفادة في اللجنة حول ما جاء في التسريب الصوتي، وذلك في أول اجتماع للجنة».

وكان موقع (إيران إنترناشيونال) المعارض، أفاد بحصوله على ملف صوتي لظريف، في مقابلة كان من المقرر نشرها بعد انتهاء الحكومة الحالية، أشار فيها إلى تدخلات قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، وأنه ضحى بالدبلوماسية من أجل العمليات الميدانية للحرس الثوري.

مبررات الخارجية

ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ملف ظريف الصوتي بأنه ملف (مجزأ وانتقائي) لحوار داخلي مدته سبع ساعات، قائلا «هذا الحوار تم تسجيله فقط للذاكرة التنظيمية للحكومة، ولم يكن من المقرر نشره»، مؤكدا لم يتضح من سرب هذا الملف وما هي النوايا، مضيفا «إذا وافقت المؤسسات المسؤولة، سيتم نشر الحوار الذي استغرق سبع ساعات».

وفي رسالة عبر موقع انستقرام، أكد ظريف أنه لطالما أشاد في الداخل والخارج بشجاعة وثبات وإنسانية سليماني وسعيه للسلام، وأكد إن حديثه في التسريب «هو بحث نظري سري حول ضرورة تفعيل الدبلوماسية والميدان، الهدف منه هو نقل تجربة ثماني سنوات إلى المسؤولين المستقبليين».

مؤشرات صراعات السلطة في إيران

• تصريحات وزير الخارجية محمد جواد ظريف التي تخالف السياسة المعلنة في إيران.

• إرسال خطاب حزين إلى المرشد الأعلى علي خامنئي وصمته في الأيام الماضية.

• تسريب الملف الصوتي يكشف عن وجود متآمرين داخل النظام نفسه.

• اتساع الفجوة بين التيارات وأجهزة النظام قبل الانتخابات الرئاسية.

• الاتهامات المتبادلة بين عناصر النظام في الخفاء والعلن.

• ظهور مرشحين للحرس الثوري للانتخابات لفرض الهيمنة العسكرية.