علي الحجي

جامعة جازان على الأرض

الثلاثاء - 27 أبريل 2021

Tue - 27 Apr 2021

بعد عقود من الانتظار قضاها أبناء منطقة جازان في انتظار وأد أعمارهم، وقطع آمالهم، أشرق الأمل من جديد قبل عقد ونصف، بإنشاء جامعة في المنطقة، تحد من التسرب الهائل لأبناء المنطقة من مسار التعليم إلى مسارات مهنية موازية، كانوا يستطيعون لو أتيحت لهم فرصة التعليم الجامعي أن يقدموا أفضل، فإرثهم العلمي، وتوثبهم العقلي، وطموحهم النفسي، لا تخطئه عين منصف.

وما إن بدأت الجامعة تخطو خطواتها الأولى في مدرج الجامعات الناشئة حتى ضخ أبناؤها في عروقها دفعة اختصرت سنوات من البناء، فشاهدناها تحيل إليها لأنظار في كل محفل، وتبرز في كل ميدان، بل وتقوم بعمل شراكات مع جامعات عالمية عريقة في مجالات مختلفة الند للند.

ومنذ خمس سنوات بدأت في رحلة سقوط (مريع) بدأ بإلغاء الكثير من برامجها، وضعف واضح في مستوى استقطاباتها، على طريقة (رخيص وكويس)، وبدأت تسير بجوار الحائط، همها الأول الجوانب الإدارية والمالية التي لم تفلح فيها أيضا، على حساب ما أنشئت من أجله وهو توفير بيئة علمية صالحة لرعاية أبناء المنطقة، واستخراج أفضل ما لديهم من قدرات وإمكانات.

وللأسف بدلا من أن يكون البناء تراكميا للجامعة، تحول إلى (ركامي)، وليس آخرها ما طفا على السطح من تعنت وإصرار على حضور الطلاب للاختبارات رغم توفر كل الإمكانات للدراسة عن بعد، بل وتكديسهم في الممرات (وعلى الأرض)، وبلا كهرباء، في منظر لا يليق بجامعة في بلد من أفضل عشرين بلدا في العالم، بل ويترأسها، ولا يراعي الإجراءات الاحترازية التي يعرفها ويلتزم بها أصغر مطعم فول، غير برامج التعقيم التي يجزم الطلاب أنها لم تتم، فحتى (القراطيس والأتربة) التي كانت متواجدة على الطاولات وفي الممرات قبل التعقيم وجدوها عند عودتهم، فكيف تم التعقيم والتنظيف المزعوم.

الاعتذارات الباردة مجرد وحل بارد معيق للإصلاح، والهدم أسهل من البناء، ولا يمكن للفاشل أن يكون محور بناء للنجاح، والحل بيد أعضاء هيئة التدريس والقياديين في الجامعة، بالرفع للجهات العليا بمكامن الخلل التي يرونها، قبل أن تسقط السقوف على رؤوسهم، فيمكنك الاحتفاظ بالكرسي، ولكن ابنك سيسقط على الأرض.

@aziz33