طارق علي الصالحي

هدية ولي العهد للوطن: قريبا المملكة تتصدر العالم في إنتاج الطاقة التقليدية والمتجددة

الجمعة - 23 أبريل 2021

Fri - 23 Apr 2021

منذ اكتشاف البترول بالمملكة العربية السعودية في بدايات القرن العشرين والمملكة تعتبر مركزا رائدا في إنتاج الطاقة التقليدية بكافة أنواعها وذلك لامتلاكها أكبر احتياطي للنفط بالعالم، الأمر الذي جعل كثيرا من دول العالم لا يروق لها هذا المركز الاقتصادي المرموق للمملكة مما جعلها تحاول جاهدة إفساد هذه النعمة التي خص الله بها على هذه الأرض المباركة، فبدأ عملاؤهم منذ وقت طويل بث إشاعاتهم اللاأخلاقية لتشويه سمعة اقتصاد المملكة لدى العالم الحر بشكل عام والسعوديون بشكل خاص محاولين وضع سيناريوهات مضللة تشير إلى قرب نضوب البترول، وأن المملكة وشعبها مقبلون على كساد وفقر مدقع، وكأن الأرزاق بأيديهم والسعوديون لا يستطيعون تقرير مصيرهم دون هذه المادة السوداء.

هذه الدعايات المغرضة لم تقف عند هذا الحد بل سوقوا للعالم أيضا أن البترول حتى وإن بقي فقد ولى وانتهى زمنه، والعالم متجه لا محالة نحو الطاقة المتجددة التي سوف تخرج المملكة من اللعبة الاقتصادية الدولية. هذه المخططات لم تكن في حقيقة الأمر فقط تكهنات بل بدئ بالفعل العمل عليها في منتصف القرن الحادي والعشرين، وبدأت ثورة المنتجات الصناعية التي تعمل بالطاقة المتجددة كالسيارات والقطارات وغيرها تزدهر بشكل متسارع حتى تجاوز اعتماد العالم على الطاقة المتجددة 18% في عام 2018. هذا التسارع في الاعتماد على الطاقة المتجددة جعل الرهان على الطاقة التقليدية مقلقا للدول المنتجة للبترول وبالتأكيد أسعد أولئك الذين لا يريدون خيرا لنا ولا لأمتنا، ولكن فرحتهم لم تدم طويلا، حيث بزغ نجم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وجاء للعالم برؤية طموحة وفريدة من نوعها أطلق عليها رؤية 2030 دشن من خلالها مشاريع تنموية واقتصادية جريئة تهدف إلى إيجاد حلول اقتصادية للمملكة بعيدا عن الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للدخل. كما بدأ بعقد الشراكات مع الدول العظمى واستقطب الصناعات المدنية والعسكرية للمملكة، ووضع لغة تبادل المصالح المشتركة في جميع تعاملاته؛ ليحدثهم باللغة التي يفهمونها!

ولم يقف ولي العهد عند هذا الحد بل قدم أعظم هدية للشعب السعودي عندما أعلن مؤخرا عن عزم المملكة إطلاق مشاريع للطاقة المتجددة هدفها التصدر العالمي للطاقة المتجددة والتي بدأها بمشروع محطة سكاكا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وكأن الأمير محمد بن سلمان يقسم للعالم أن يستحوذ على كلا الحسنيين في الكرة الأرضية والمتمثلة (بالطاقة التقليدية والطاقة المتجددة) في آن واحد مما أثلج وأسعد قلب كل مواطن سعودي وسعودية وأرجع لهم ثقتهم بأنفسهم وأزال عن كاهلهم هذا الارتباط الكاثوليكي الأوحد مع النفط مما جعل مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالفخر والشكر لهذا القائد الذي تبين أنه ليس فقط سياسيا محنكا بل إداري ناجح يفهم ماذا يريد شعبه ويعرف كيف يقتنص الفرص للحصول على أكبر وأسرع فائدة اقتصادية تعود على الوطن والمواطن بالخير والازدهار. كما استطاع الأمير محمد بن سلمان بهذه الخطوة أن يضع أيضا المملكة في مقدمة الدول الصديقة للبيئة بإطلاقه مشاريع بيئية ضخمة متزامنة مع مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة مما سوف تخفض مجتمعة نسبة التلوث ومساحة ثقب طبقة الأوزون. فالأمير محمد بن سلمان يعرف عنه حبه للطبيعة وإيمانه بطبيعة هذه الأرض الطيبة مما انعكس على مبادراته البيئية والطموحة مثل مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر التي أعلن الخبراء أنها سوف تخفض ما يتعدى بكثير السبعة ملايين طن من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بالمعمورة.

إن المملكة العربية السعودية شهدت منذ تأسيسها العديد من مشاريع الخير والعطاء والازدهار إلا أنها لم تشهد مثل هذا الحراك الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي تشهده في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الذي يعمل على مدار الساعة بطاقة إيجابية عالية؛ ليرفع شأن هذا البلد وشعبه ويرد للمملكة موقعها الصحيح بين دول العالم، فقد علمنا التاريخ أن القادة المتميزين والناجحين لا ينظرون عادة للخلف ولا يكترثون بما يردده أعداؤهم أو من لا يريد خيرا لهم ولا لأوطانهم بل يضعون أيديهم بأيدي شعوبهم ويعملون لنهضة بلادهم، وهذا ما يشعر به كل مواطن ومواطنة تجاه ولي العهد.

Dr_Talsalhi@