حسين باصي

«قمة المناخ.. ما دورك؟»

الجمعة - 23 أبريل 2021

Fri - 23 Apr 2021

بدأj مؤخرا الاهتمام بالنباتات وزراعتها في حديقة المنزل. وجدت عالما مليئا للتدبر في عظمة الخالق من تنوع أشكال النباتات والأزهار والفصول الزراعة والحصاد وغيره.

أردت أن أخوض التجربة من بدايتها حيث إني قمت بشراء بذور بعض النباتات كي أشاهد جميع مراحل نمو تلك النبتة. لاحظت أن هنالك نباتات سهلة العناية ولا تتطلب الكثير من المجهود وقليلة المرض، بينما هنالك نباتات «مرهفة الإحساس» وتمرض بسرعة. واحدة من تلك النباتات الحساسة كانت من الحمضيات (ليمون وبرتقال) ودائمة المرض، حاولنا فيها كثيرا وما زالت على قيد الحياة ولكنها فعلا حساسة للفطريات.

تساءلت عن كيفية انتقال العدوى بين النباتات ووجدت أن أهم تلك الطرق هو الانتشار بالهواء. سبحان الله! حتى النباتات لا تسلم مما يحمله الهواء من بكتيريا وأمراض وتلوث.

الهواء عبارة عن سفينة شحن لا تحتاج للموانئ كي تأخذ ما يلقى فيها وتنشر في الأرض ما تشاء. طالما تتحرك هذه السفينة الضخمة كيفما شاءت تكون مهمتنا صعبة في التعامل معها. فهي الرابط الحيوي في مناخنا وتستطيع أن تقلب موازين هذا المناخ بسرعة رهيبة وعواقب وخيمة لا قدر الله.

المضحك أننا نعلم بهذا الشيء منذ القدم ورغم ذلك لا يزال الإنسان يساهم في تدمير هذا الكوكب من خلال الهواء. لو نظرنا إلى أكبر المسببات للتلوث لوجدنا المواصلات في قمة الهرم. الكثير من الدول تعتني بشكل كبير بالمواصلات العامة لعدة أسباب منها الكفاءة الأكبر في تقليل انبعاثات السيارات.

في زيارة لي لمدينة تشلسي قبل عدة أعوام وجدت باصات النقل الجماعي تعمل بالكهرباء. راودتني الكثير من التساؤلات حينها ولكن ملخص إعجابي بالموضوع هو أمران، نقل جماعي وبالكهرباء.

يأتي توليد الطاقة في قمة الهرم حيث يتطلب توليد الكهرباء لحرق الوقود الأحفوري. ونجد هنا المملكة العربية السعودية تتسابق مع دول العالم المتقدمة بمشاريع 7 جديدة للطاقة المتجددة. كما أن هذا الخبر حدث أثناء مبادرة السعودية الخضراء. مبادرة ضخمة تهتم بالبيئة والمناخ من الدرجة الأولى من تشجير وتقليل انبعاثات الكربون وغيرها. المسألة ليست ذات مجاملات بين الدول، ها هي قمة المناخ الافتراضية الآن قائمة بين 40 دولة حول العالم ويرأس وفد بلادنا الحبيبة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

في هذه اللحظة يكون السؤال ما دورك كمواطن تجاه هذا الحراك لحفظ بلادنا وكوكبنا؟.

HUSSAINBASSI@