عبدالله محمد الشهراني

كانت بالأمس رؤية واليوم غدت حقيقة

الخميس - 22 أبريل 2021

Thu - 22 Apr 2021

خمس سنوات مرت منذ صدور موافقة مجلس الوزراء على رؤية المملكة 2030، يوم للتاريخ «25 أبريل 2016م»، تلاه يوم آخر كان فيه أغلب شعب المملكة متسمرا أمام الشاشات، يوم 26 أبريل 2016م، المؤتمر الصحفي الذي لن ينساه أحد، والصورة التي ستظل عالقة في أذهان السعوديين جمعت سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان وشعار الرؤية شامخا -بين علمين للمملكة- تقابله مجموعة من المايكات. أتذكر أنني لم أنم جيدا ذلك اليوم، كنت أقول لنفسي .. وأخيرا لدينا رؤية سوف تتغلب على عقدة النفط. ورغم كثرة أهداف الرؤية إلا أنني أتذكر أني سرحت بخيالي يومها في هدف واحد فقط، وهو ما يتعلق بخبرتي ومعرفتي في مجال الطيران والحج والعمرة، وسطع في ذهني هذا الرقم .. 30 مليون معتمر، وبدأت أترجمه إلى لغة الطيران على هذا النحو .. 60 مليون مسافر، يعني ذلك رحلات أكثر، مطارات أكثر، طائرات أكثر، فنادق أكثر، قطارات ووسائل نقل أكثر، مطاعم أكثر ... والأهم وظائف أكثر.

واليوم تتحدث الأرقام، وسوف أبدأ بما سرحت فيه تلك الليلة، فمن 5.7 ملايين معتمر وصلنا إلى 7.5 ملايين معتمر، ومن 84 مليون مسافر استخدموا مطارات المملكة في 2016م إلى 103 ملايين مسافر في عام 2019م. ومن زيادة سنوية في الناتج المحلي مقدارها 1.3% إلى زيادة وصلت 3.3%. ومن إيرادات غير نفطية تقدر بـ 100 مليار ريال إلى إيرادات بـ 360 مليار ريال. ومن صندوق كان يقدر بـ 560 مليار ريال إلى صندوق بلغ 1.3 تريليون ريال، بينما نما إنتاج الذهب في 2019م بنسبة 143% مقارنة بإنتاج عام 2016م.

ما سبق كان أرقاما لا يلمسها الإنسان العادي بشكل واضح، ننتقل إذن لما هو ملموس من نتائج الرؤية. نتذكر جميعنا مقطع فيديو انتشر بشكل كبير، يقول فيه المتحدث إننا سوف لن نحمل (الكاش) في أيدينا مستقبلا، كان المتحدث -فضلا عنا نحن المستمعين- يرى ذلك بعيدا، لكنه أصبح حقيقة، فمن منا لا يزال يستخدم النقود الورقية الآن؟. أمور كثيرة تغيرت خلال هذه السنوات الخمس .. كيف كنا ننقل ملكية السيارة، كيف كنا نستخرج جواز السفر، أو كيف كنا نستأذن من أعمالنا من أجل مباشرة وكالة بسيطة، من كان يتصور تلك السرعة في تمكين المرأة، وكيف أصبحت الجمارك تفسح المواد المستوردة في يومين بدلا من 8 أيام. من منا كان يتصور أن يتحدث إلى الطبيب ثم تصله رسالة نصية بها الوصفة الطبية، ليستلمها من أقرب صيدلية مجانا.

كل هذه النتائج وغيرها كثير -لا المقال يسعها ولا علمي يدركها- تحققت ونحن نخوض حربا في الجنوب، ونتعرض لأعمال تخريبية في أهم المناطق التي تنتج الطاقة للعالم، إضافة إلى جائحة شرسة أدارت بوصلة الأولوية تجاه الإنسان. فالفضل يعود إلى هذه الرؤية -بعد الله- في تجاوز أصعب مراحل الجائحة، فلولا الوفرة المالية، والبنية التحتية اللوجستية، والتطور التقني، لكنا أمام وضع يصعب علينا تخيله.

عزيزي القارئ، عد بخيالك فقط 5 سنوات إلى الوراء وقارن، لتعلم أن ما حدث كان نتيجة جهد جبار وإرادة عظيمة.

الأرقام تتحدث

المعتمرون

  • 2016: 5.7 ملايين

  • 2019: 7.5 ملايين




المسافرون عبر مطاراتنا


  • 2016: 84 مليونا

  • 2019: 103 ملايين




الناتج المحلي


  • 2016: زيادة سنوية مقدارها 1.3%

  • 2019: زيادة وصلت 3.3%




الإيرادات غير النفطية


  • 2016: 100 مليار ريال

  • 2019: 360 مليار ريال




صندوق الاستثمارات العامة


  • 2016: كان يقدر بـ 560 مليار ريال

  • 2019: بلغ 1.3 تريليون ريال




إنتاج الذهب


  • 2019: نما بنسبة 143%




@ALSHAHRANI_1400