أحمد الهلالي

محافظة أضم.. جمال تحاصره أزمة الطرق!

الثلاثاء - 20 أبريل 2021

Tue - 20 Apr 2021

محافظة وادعة جميلة تتبع إمارة منطقة مكة المكرمة، وتقع شرق محافظة الليث، وشمال محافظة الحجرة بمنطقة الباحة، وتمتد حتى تلامس الحدود الجنوبية لمحافظة ميسان، يغلب عليها الطابع الزراعي، كانت ملاذا للقرى المحيطة بها في سني الجدب والجفاف، امتدت إليها يد التنمية الحديثة متأخرة، لكنها بمقوماتها سرعان ما أصبحت حاضرة أنيقة، إضافة إلى إنسانها الكريم خلقا وعلما، تملك أضم العديد من المقومات الحضارية بتنوع تضاريسها بين السهول والهضاب والجبال الشاهقة، ولها طبيعتها الخلابة، ففيها ثلاثة أودية جارية طوال العام (العرج/ وأضم/ والجايزة)، والعديد من القمم الشامخة المميزة، وما تزال الجهود تبذل لتنميتها، ومد شرايين التنمية إلى كل القرى والمراكز التابعة لها بجهود بلديتها النشيطة رغم إمكاناتها المحدودة.

ترتبط أضم بالمحافظات المجاورة لها بعدد من الطرق، فهي تتصل بطريق مكة المكرمة جازان، عبر طريقين، الأول يمتد من مركز الشاقة باتجاه الشرق، ومن خلاله أيضا تتصل بمحافظة قلوة، والآخر من مركز غميقة عبر قرى بني هلال، نفذت منه المرحلة الأولى فقط، وما يزال الأهالي ينتظرون المرحلة الثانية، فهو أقصر من الأول، ولا نعلم سبب توقف العمل في المشروع.

وكذلك ترتبط مع مكة بطريق سفوح الجبال الذي يمر بقرى كساب وبمركز حقال، مخترقا الحزام الجبلي الموازي لسهل تهامة حتى منطقة الكعكية بمكة، وله ميزات كثيرة فهو يختصر المسافة، ويمر بقرى وضواح، وأماكن سياحية خلابة في مواسم الاعتدال، لكنه أيضا لم يكتمل، ولا نعلم موعدا يبهجنا باكتماله.

وترتبط أضم بمحافظة الطائف عن طريق (عقبة الصفيحة) التي تنحدر من ترعة ثقيف بمحافظة ميسان مرورا بمركز المرقبان، وعلى طولها وصعوبتها فقد يسرت ارتباط المحافظة بالسراة، لكن الأهالي الموعودين منذ أكثر من 30 عاما بتعبيد (عقبة هضاض) يتساءلون عن تلك الوعود الخابية، فالعقبة ما تزال ترابية تتقطع في مواسم الأمطار، وتزداد خطورتها، وهضاض تنحدر من مركز القريع ببني مالك، لتخدم عددا كبيرا من القرى والهجر حتى تصل أضم، وتمتاز بقصرها وقلة انحدارها.

أما داخل محافظة أضم، فثمة عدد من مشروعات الطرق الضرورية لخدمة الأهالي وإنعاش القطاع السياحي، منها عقبة جبل عفف، المفتوحة بجهود شهيد عفف، المرحوم حسين بن حريفش الهلالي، الذي قضى نحبه تحت جنازير معداتها، وميزة هذا الجبل أنه أعلى قمة تطل على البحر الأحمر، فمن قمته تشاهد البحر وبعض السفن في وقت الصحو، لكن طريقه وعرة جدا، ولن يستفاد من موقعه وإمكاناته إلا بمد شريان مريح وآمن للأهالي والمتنزهين.

كذلك منطقة (الفرع) أعلى المحافظة، بارتفاعها واعتدالها صيفا، والمناظر الخلابة في أعلاها أو التي تطل عليها، ويمتد الطريق منها إلى بيضاء وإلى قمة حبينة، والحاجة ملحة إلى طريق مريحة آمنة تيسر الصعود والإفادة من إمكاناتها، ومثلها أيضا الوادي الأخضر (وادى غنمى) بجماله الطبيعي الخلاب ومياهه الجارية، يستحق عناية وزارة النقل في تصميم طريق موازية للوادي، تيسر الحركة، ولا تمس طبيعته الآسرة.

أملنا عريض في وزارة النقل، وهي قديرة، فمثل محافظة أضم التي تأخرت عنها بعض الخدمات تستحق أن تسرع فيها عجلة التنمية، والطرق هي الشرايين الرئيسة، وعليها الاعتماد في الحركة الاقتصادية والسياحية، وهي عماد توطن السكان والتقليل من الهجرات إلى المدن المكتظة.

ahmad_helali@