مانع اليامي

الوطن فوق الخيانات

الاثنين - 19 أبريل 2021

Mon - 19 Apr 2021

في الأيام القريبة الفائتة نفذت عقوبة الخيانة العظمى بحق ثلاثة مواطنين من العاملين على خدمة الوطن، وحفظ أمنه وأسراره، وما كان لهذه العقوبة المعلنة أن تأخذ مكانها التنفيذي لولا وجود الموجب البين الصريح الذي لا يدع لأدنى درجات الشك مكان تفاصيل القضية الدخيلة على الوطن معلومة عند السواد الأعظم، ولا ريب أن التفاصيل كانت صادمة، وقد اتصلت القضية في أصلها بالتعدي الواضح على شرف المهنة، وتعريض مصالح الوطن وقبل ذلك أمنه وأمن أهله أيضا المقيمين على أرضه الطاهرة للخطر الشاهر الظاهر على ظهر إمداد العدو بما يسهم في تمكينه من طعن الوطن أرضا وناسا ومنجزات-الوطن الذي لا يليق به غير الولاء والوفاء والتضحية وفي النهاية نالوا عقابهم وأحيط المجتمع من أقصاه إلى أقصاه بالتفاصيل بشفافية.

ما حدث ارتقى بكل أسف إلى درجة الخيانة العظمى، نعم ما حدث وفقا للبيان الرسمي يعد كذلك ماذا يمكن أن نسمي من يمد يده لجهة خارجية للإضرار بمصالح وطنه والمساس بمقدراتها؟ لا مجال لغير تكييف القضية الصدمة قضائيا ونظاميا حتى في الأعراف المجتمعية بغير ذلك -خيانة عظمى- هنا أو هناك في أقل التقديرات ولا يستغرب أن تطبق العقوبة الرادعة المنصوص عليها في النظام بحق أطراف القضية لما لا وأكبر وأقسى وأسوأ خيانة في أي مكان على وجه الأرض وأي زمان هي خيانة الأوطان، في المقابل من الطبيعي أن تكون العقوبة موازية لجسامة الجرم وشره، وهذا ما حدث ولا بد أنه سبق التنفيذ استكمال التقصي العادل وتحرير الاعترافات اللازمة. هذه الكلمات الأخيرة في حسبان من يعرف وطننا جيدا، حيث العدالة مقدمة مهما كان حجم القضية، أي قضية.

الجدير بالذكر في السياق أن هناك من ضعفاء النفوس ومرضاها ومعهم قليلو المعرفة من حاول إسقاط سوء الحدث المؤلم الصادم على المنطقة التي ينتمي لها مرتكبو الخيانة، أبعد من ذلك لم يسلم المجتمع الذي ينتمون له من الهمز واللمز وهذا ليس من المقبول ولا المعقول في شيء. نعم الخيانة هي الخيانة ولا تعريف لها خارج ذلك والعاقل خصيم نفسه في كل الأحوال مجموعة أشخاص ارتكبوا جريمة بشعة يتفق الجميع وعلى كل مستوى على بلوغها درجة الخيانة العظمى ضد وطن لا يليق به إلا أعلى درجات الإخلاص وأكثرها طهارة.

بقي في الختام أن ننتبه للمندسين الذين حاولوا استثمار الحادثة (المصيبة) والتسويق لها لإحياء عورات الجهوية وإثارة الفوضى، ما ذنب المنطقة أم الشهداء وأهلها المشهود بخير ولائهم وصالح أعمالهم للوطن والقيادة؟. هذه الفئة المندسة التي تظهرها الأحداث كما يظهر العجاج الأفاعي من جحورها -حتى وإن دخلت من ممر المزايدة الوطنية- خطورتها بالغة وحالها يستدعي اليقظة الآن وغدا وكل حين.. أنتهي هنا وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]